اعتبرت اوساط سياسية مطلعة لصحيفة “الديار”، ان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت يصب جزء منها في سياق محاولة ترقيع صورة فرنسا من خلال لبنان بعد ان خسرت قواعدها وتراجع نفوذها في عدة دول . ذلك ان لودريان التقى بمسؤولين لبنانيين دون ان يحمل في جعبته اي خطة عملية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية بل انحصر النقاش فقط في الذهاب الى الخيار الثالث دون انتظار اي تطورات خارجية وعليه اكتفى الموفد الفرنسي بالدعوة الى الاسراع في انهاء الشغور الرئاسي.
وفي النطاق ذاته، اعتبرت اوساط سياسية بارزة ان الاوضاع في غزة جمدت الملف الرئاسي بشكل كبير واقفلت كل الابواب التي كانت ستسهل انتخاب رئيس للجمهورية. وقصارى القول، ان ما يحصل في غزة زاد من عمق الاصطفاف بين المعارضة والممانعة حيث ان قبل حصول عملية “طوفان الاقصى” كانت معظم القوى اللبنانية تراهن على حصول تسوية اقليمية تنعكس ايجابا على لبنان منها ايصال رئيس الى قصر بعبدا.
اما اليوم، ومع دخول “حزب الله” في المعركة فقد تعقد المشهد وفقا لهذه الاوساط السياسية خاصة من ناحية حزب الله وتيار المردة والتيار الوطني الحر بتغيير التعامل مع فرنسا نظرا لانحياز الاخيرة لـ”اسرائيل” في العدوان على غزة. وعليه، رأت الاوساط السياسية ان “حزب الله” اليوم لن يتجاوب بمرونة مع اي طرح فرنسي ولن يرض بتاتا بوصول رئيس للجمهورية يكون بعيدا عن المقاومة مع اتضاح التوجهات الغربية بالضغط ومحاصرة محور المقاومة الذي يشكل الحزب ركيزة اساسية فيه. وانطلاقا من هذه الاجواء الاوروبية والاميركية المنحازة لـ “اسرائيل”، سيتشدد “حزب الله” اكثر من اي وقت مضى على التمسك بمرشحه سليمان فرنجية ولن يقبل بأقل من فرنجية رئيسا.
من جهة اخرى، لفت مسؤول بارز في القوات اللبنانية لـ”الديار” الى انه خلال الاجتماع مع وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان شرحت القوات ان المعارضة قادرة على ايصال جهاد ازعور الى رئاسة الجمهورية لو تم الالتزام بالقواعد الديمقراطية اي الذهاب الى جلسات انتخابية مفتوحة ولكن هذا الامر لم يحصل. واضاف هذا المسؤول ان القوات قالت للودريان ان فريق الممانعة متسمك بالمرشح سليمان فرنجية وبالتالي خيار المرشح الثالث ليس مدرجا في قاموسه.
وانطلاقا من ذلك، رأت القوات اللبنانية انها ليست على استعداد للبحث في اسماء جديدة لرئاسة الجمهورية طالما الثنائي الشيعي ليس بوارد التراجع عن رئيس تيار المردة، ناهيك ان لودريان لم يطرح اي مرشح كخيار ثالث.