| آمال خليل |
لم ينجح العدو الإسرائيلي في منع أهالي البلدات الحدودية الجنوبية من العودة إلى ديارهم بعد وقف إطلاق النار في غزة الجمعة الماضي. أطلق الجنود الصهاينة النار من مواقع الوزاني والمطلة والمرج والضهيرة على بعض من اقتربوا من السياج الشائك لتفقّد أراضيهم وقطاف زيتونهم، ورموا قنابل مضيئة ليلاً.
البعض تأثّر بالترهيب الإسرائيلي، ولا سيما من اختبروا غدر العدو خلال الاحتلال، لذا أمضوا نهارات الأيام الثلاثة الماضية في بلداتهم وعادوا ليلاً إلى البلدات المحاذية التي اختاروها لنزوحهم الذي يؤكدون أنه مؤقّت.الطريق المحاذي للشريط الشائك الذي تحوّل من 8 الشهر الماضي إلى خط تماس، تحوّل إلى قبلة للزوار لمعاينة آثار القنابل الفوسفورية في أحراج يارون واللبونة ووادي العليق وآثار القذائف التي اقتلعت أشجار الزيتون والصنوبر في حقول دير ميماس وكفركلا وتل النحاس وتلة الحمامص. عند مثلث مروحين – جبل بلاط، أعادت الـ«كافيهات»، قبالة مستوطنة زرعيت، «فرش» طاولاتها وكراسيها. في الطريق إلى يارون ومارون الرأس وعيترون وبليدا وميس الجبل وحولا ومركبا ورب ثلاثين وكفركلا، حبس أبناؤها أنفاسهم قبل الوصول، ظناً منهم بأنهم سيستعيدون مشاهد الدمار والخراب التي كانت بانتظارهم عقب عدوان تموز 2006. لكنّ كثيرين فوجئوا بالدمار المحدود بالمقارنة مع تاريخ الاعتداءات الإسرائيلية الطويل من جهة ومع جردة القصف اليومي وأصوات الغارات ودويّ القذائف التي سُمعت من مسافات بعيدة.
أمام أنقاض منزل أقربائه في تلة العباد في حولا، نوّه وصفي طاهر بأن «المقاومة ردعت إسرائيل التي نعرفها عن البطش بنا وبممتلكاتنا. فهذه ليست إسرائيل التي نعرفها». وفي خلة وردة، في خراج عيتا الشعب، شكرت دعد إسماعيل الله والمقاومة على «الأضرار المقبولة» التي طاولت منزلها ومدرسة رعاية المعوّقين التي تديرها بالمقارنة مع الدمار الكلي الذي حلّ بها في عام 2006. تشير ابنتها زينب سرور إلى حرج الراهب المقابل: «كنت عتلانة هم الحرج. ظننت بأنّي سأعود وأجده كتلة سوداء. لكنّ عشرات القذائف الفوسفورية لم تقوَ على أشجاره المعمّرة».