أشار البطريرك الماروني الكاردينال بشاره بطرس الراعي إلى أن “فاجأني قرار تعليق الحريري عمله السياسي ولم أكن أنتظره شخصيا”، مضيفا: “للحريري شخصيته ودوره واعتداله، لا يمكن لنا أن ننسى السنوات التي كان فيها مسؤولا وكان يسير دائما بخط المرحوم والده ألا وهو خط الإعتدال، كما أنني لم أكن أنتظر أن تعليق العمل السياسي سيشمل تيار المستقبل، فللوهلة الأولى أعتبر أن هكذا قرار سيخلق خللا في المكون اللبناني”.
وأضاف خلال استقباله المجلس الجديد لنقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي في الصرح البطريركي في بكركي: “كنت أتمنى ألا يعلق الرئيس الحريري نشاطه السياسي وكذلك تيار المستقبل، إذا كان الحريري له ظروفه وأسبابه، ولماذا القرار يشمل تيار المستقبل؟ نأمل ألا يتسبب ذلك بخسارات وخلل كبير في المجتمع اللبناني وآمل أن يعرف السنة الكرام اتخاذ موقعهم في المجتمع اللبناني، لأن لبنان لا يمكن له التخلي عن أي مكون من مكوناته والسنة مكون كبير ونأمل خيرا وأنا لم ألتق أحدا منهم لتكون الفكرة أوضح بالنسبة إلي”.
وردا على سؤال حول دور الفاتيكان في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان، قال الراعي: “نحن نمر بصعوبات ولكن علينا ألا نسقط أمامها، علينا القول إن لبنان هو وطننا وعلينا أن نبنيه بالتجرد والتعاون وبتضافر القوى وبالثقة. هذا لا يحتاج إلى الخارج ليقول لنا عن هذه المسلمات”.
وفيما يتعلق بزيارة وزير خارجية الكويت إلى لبنان، أكد الراعي: “ما ردده الوزير الكويتي حول تطبيق اتفاق الطائف أفرحني ونحن معه في هذه الدعوة، نحن يعنينا تطبيق قرارات الشرعية الدولية. طبعا تعنينا سيادة لبنان وتقوية الجيش اللبناني والوحدة اللبنانية وحماية الكيان اللبناني.”
ورداً على سؤال حول سلاح “حزب الله”، قال: “عودوا إلى ما يقوله اتفاق الطائف، معاناتنا تكمن في عدم تطبيق اتفاق الطائف الذي طبق جزئيا، هذا ما يعنيني مما قاله الوزير الكويتي، لأن ما أشرت إليه أنا هو الألف باء لكل شيء وهو ما نطالب به كل يوم. نحن نطالب بمؤتمر دولي وليس بمؤتمر تأسيسي، لتطبيق الطائف أولا روحا ونصا وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإعلان حياد لبنان وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين”، مضيفا: “موقف المجتمع الدولي حيال النازحين السوريين هو قرار سياسي وقع علينا وبال”.
وأضاف الراعي: “لا أريد تحميل الموارنة المسؤولية حول الأوضاع التي وصلنا إليها في لبنان، كلنا يعرف السبب الذي أوصل لبنان إلى ما هو عليه اليوم. يجب الا نحمل الموارنة الخراب الموجود في لبنان. انا ادعو الموارنة للعب الدور لخير لبنان واللبنانيين”.