| ناديا الحلاق |
خاضت الأحزاب السياسية معركة انتخابية حامية في نقابة المحامين في بيروت، انتهت بفوز مرشح حزب “الكتائب” المحامي فادي المصري بمركز نقيب للمحامين في بيروت، حيث نال 1973 صوتاً، فيما حصد منافسه المحامي عبدو لحود 1950 صوتاً، وشارك في الاقتراع 4780 محامٍ فيما كانت النقابة توقعت في وقت سابق مشاركة 4200 محامٍ.
وفاز المحامون التالية أسماؤهم لعضوية مجلس نقابة المحامين في بيروت: لبيب حرفوش، إيلي اقليموس، إسكندر الياس، وجيه مسعد، وحلّ المرشح المحامي إسكندر نجار عضوا رديفاً.
وفي قراءة موضوعية لنتائج الانتخابات النقابية في بيروت، يشير محامون متابعون لموقع “الجريدة إلى أن “أجواء المحامين كانت تتجه إلى إعادة النقابة إلى دورها الطبيعي، وإبعادها عن الفلك الحزبي والسياسي، حيث لاحظنا تراجعاً لدور الأحزاب السياسية، إذ أن عضوين فقط من أصل الستة الذين انتخبوا ينتمون إلى أحزاب. وعلى الرغم من أن التأثير الحزبي كان موجوداً في الانتخابات، إلا أن المجهود الشخصي للمرشحين كان الأقوى وهو الذي حسم النتائج”.
ولكن اللافت في هذه الانتخابات هو اختلاط التحالفات بمعزل عن الاصطفافات السياسية، فـ”القوات” تحالفت مع “المستقبل” في بيروت وطرابلس، و”حزب الله وحركة “أمل” دعما مرشّح “الكتائب” في بيروت بعد خسارة مرشح “التيار الوطني الحر” في المرحلة الأولى، وتيار “المردة” تلاقى مع “القوات” في دعم مرشح “المستقبل” في طرابلس، بينما دعم “التيار الوطني الحر” مرشّح “الكرامة.
في نتائج بيروت، يمكن اعتبار أن “المعارضة” السياسية أثبتت قوتها، باعتبار أن المرشحَيْن اللذين وصلا للمنافسة على مركز النقيب تدعمهما قوى متحالفة في إطار “المعارضة”، وهما عبده لحود “مرشح القوات”، وفادي المصري “مرشح الكتائب”، إلا أن دعم محامي “الحزب التقدمي الاشتراكي” والمحامين المستقلين وجميع الداعمين لانتفاضة 17 تشرين، إلى جانب دعم “التيار الوطني الحر” لـ”الكتائب” وكذلك الحال بالنسبة لـ”الثنائي الشيعي”، حيث فضّلوا “الكتائب” على “القوات” في الساعة الأخيرة، ساعد بفوز المصري على لحود، على الرغم من دعم تيار “المستقبل” لمرشح “القوات” في سياق اتفاق لتبادل الدعم بين نقابتي طرابلس وبيروت.
هذا التنافس الذي انحصر بين أحزاب المعارضة، أثبت قوتها، مقابل خسارة للثنائي الشيعي “أمل” و”حزب الله” بعد خسارة مرشحهما شوقي شريم.
أما بالنسبة لـ”التيار الوطني الحر” فخرج من المعركة مهزوماً بعد أن مُني بخسارة مرشحه فادي حداد إلى العضوية.
وبالنسبة لتيار “المستقبل”، فقد حقق انتصاراً كبيراً في نقابة المحامين في طرابلس والشمال، تجسّد بفوز مرشحه المحامي سامي الحسن بمنصب نقيب المحامين المدعوم من قبله، وإبراهيم حرفوش بموقع عضوية مجلس النقابة، وهو ما يؤكد أن “المستقبل” ما زال حاضراً بقوة في المعادلة الشعبية، وقد فاز بمركز النقيب نتيجة تحالفه مع قوى العديد من القوى.
ولعل أبرز ما حصل في نقابة محامي بيروت يتعلق بحسابات النقابة وموازنتها وميزانيتها، وعدم المصادقة عليها، وبرزت بوضوح من خلال التصويت بـ “كلا” على البيان المالي السنوي وعلى الزيادة على الرسم السنوي، وهي سابقة في تاريخ النقابة.