| ناديا الحلاق |
يشهد لبنان ارتفاعاً كبيراً في حوادث السرقة المسجلة في مختلف المناطق، كما تُظهر أرقام قوى الأمن الداخلي، ويتفنّن السارقون بأساليبهم وحيلهم التي تترك أثراً واضحاً على حياة اللبنانيين وأمنهم الاجتماعي، ليكون آخرها “بالزي العسكري”.
وبحسب أحدث إحصاءات لقوى الأمن، تظهر المقارنة بين الأرقام التي سجّلتها بين كانون الثاني 2018 – تشرين الأوّل 2019، وتشرين الأوّل 2019 – أيّار 2021، ارتفاع معدّل عمليات السرقة بنحو ضعفين، حيث سُجّلت 3.647 حادثة سطو بينها 1.132 سرقة سيارات و445 حادثة سلب قبل الأزمة الاقتصادية، ليزيد العدد إلى 9000 حادثة سرقة وسلب خلال 2021.
وتنشط عصابات السرقة خلال فترات الليل، مستهدفة الأماكن البعيدة عن الزحمة والتجمعات السكنية، لتجد مؤخراً من أوتوستراد الدورة طريقاً جديداً لعملها، والإيقاع بفرائسها عبر رجل ينتحل صفة أمنية!
وتروي إحدى المتعرضات إلى عملية سرقة لموقع “الجريدة” كيف حاول رجل ينتحل صفة أمنية أن يسرقها.
وفي التفاصيل، قبل شهرين، وفيما كانت سيدة لبنانية تركن سيارتها على جانب الأوتوستراد المؤدي إلى منطقة الدورة ليلاً بانتظار صديقتها، اقترب منها رجل يرتدي زياً عسكرياً، للوهلة الأولى ظنّت السيدة أنه يريد مساعدتها، إلا أنه بدأ يشكو من ضيق الأحوال المادية والرواتب المتدنية للجيش، طالباً منها أن توصله “لرأس الشارع” لأنه نسي محفظته في المنزل وليس لديه المال.
ولما رفضت السيدة حاول فتح السيارة والصعود بالقوة، إلا أن القدرة الإلهية مكنتها من الفرار.
حادثة هذه السيدة تكررت قبل أسابيع مع سيدة أخرى في نفس المنطقة والمكان، ولكن بأسلوب مختلف، حيث اقترب رجل أربعيني يرتدي الزي العسكري أيضاً، من سيارتها ليبلغها أن عجلة السيارة بحاجة للتغير بسبب ثقب ما وأن التجول فيها بهذه الوضعية قد يعرضها لحادث، عارضاً عليها المساعدة. إلا أن إصرار الرجل على نزول السيدة من السيارة أثار شكوكها ما دفعها للهروب فوراً من المكان، لتتأكد فيما بعد أن العجلات بخير وأن نوايا الرجل لم تكن المساعدة بل ربما سرقة السيارة.
فيما الوضع الأمني على شفير تحدٍ خطير، تتكرر عمليات السرقة والسلب والنشل في لبنان يومياً، ويبقى هذا الموضوع بمثابة إخبار برسم الأجهزة الأمنية “حمايةً للشعب” وحفاظاً على ما تبقى من هيبة الدولة.