| محمد جابر |
لم تعد الحمرا ملاذ المثقف، ولم تعد مقاهيها المختلفة مكاناً للجلوس ومناقشة قضايا المجتمع الكبرى وهموم الإنسان، لا بل وحتى فنجان القهوة أعلن اعتزاله بعدما أقفلت معظم المقاهي بسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار.
يرى البعض أن سبب الأزمة يعود لتغير الأجيال واختلاف طبيعة الإنسان بين الأمس واليوم، فجيل الأمس الذي كان يجلس مقاهي ذاك الزمن، كان يتمتع بحس ثقافي ويعشق القراءة ويبحث عن المعرفة، أما جيل اليوم فهو جيل الانترنت والتواصل الإجتماعي، فاهتماماته باتت مختلفة عن الجيل السابق الذي عايش تطورات عالمية.
ويرى البعض أن سبب غياب “مثقفو الحمرا” يعود إلى الأزمة الإقتصادية التي أدت إلى إرتفاع الأسعار، فأقفلت معظم المقاهي، وارتفع سعر فنجان القهوة الذي لم يعد قادراً على جمع تلك الطبقة التي كانت نخبوية ثقافياً، رغم اختلاف القدرات المالية، بعد أن أصبح معظم النخبويين تحت خط الفقر!.
أين المثقفون؟
حينما تطرح هذا السؤال على أحد موظفي مقهى كان يستقبلهم، يكون الجواب المؤسف والذي فيه شيء من الحقيقة، أنهم اختفوا بسبب إرتفاع الأسعار واقفال معظم المقاهي التي كانت تجمعهم.
ومع اختفاء “المثقف” من شارع الحمرا، ازداد عدد المتسولين الذين يفترشون الشوارع، ومعظمهم من النازحين السوريين، ليفقد ذاك الشارع الكثير من معانيه القديمة، فالأمكنة تغيرت وكذلك البشر ولم يبقَ من الحمرا سوى ذكريات الزمن الجميل، حينما كانت تلك المنطقة جامعة لكل الطبقات.
فلمن لا يعلم، الحمرا هي جامعات ومدارس ومكتبات وصالات سينما ومسارح ومقاهي ومطاعم ومحلات ألبسة، لقد تغيرت اليوم لتصبح ذكرى، وليهرب الناس منها خوفاً من مطاردات المتسولين لكل المارّين في المنطقة.