كشفت صحيفة “ذا إنترسبت”، أن إحدى القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، استقبلت مؤخراً عدداً من الجنود، بالإضافة إلى طائرات حربية، وأن الطائرات الأميركية التي نفّذت غارات على مواقع في سوريا انطلقت من تلك القاعدة.
وذكرت الصحيفة، أن طائرات هجومية من طراز “F-15″، وصلت، الشهر الماضي، إلى قاعدة “موفق السلطي” الجوية في الأردن، أو المعروفة باسم “قاعدة الأزرق الجوية”،
وكان البيت الأبيض قد أكد في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن الولايات المتحدة ليست لديها أي نية لنشر جنود أميركيين على الأرض، كما قال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي.
لكن في المقابل، نشرت واشنطن آلاف الجنود في الشرق الأوسط، دون الإفصاح عن أماكن تمركزها، وذلك منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وبحسب التقرير، فإن الطائرات التي جاءت إلى الشرق الأوسط، الشهر الماضي، هي ذاتها التي استعملت لقصف المنشآت التي تستخدمها الجماعات المدعومة من إيران في سوريا مرتين على الأقل منذ الشهر الماضي.
وقال بروس ريدل، زميل بارز في “معهد بروكينغز” الأميركي، إن “هناك مجموعة من العوامل تدفع الولايات المتحدة وإيران نحو صراع عسكري مباشر، بما في ذلك حشد القوات، والأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات الأميركية في سوريا، رداً على استفزازات وكلاء إيران”، مضيفاً “الوضع خطير”.
وتشير صحيفة “إنترسبت” إلى أنها نقلت معلوماتها من “سجلات حكومية، إلى جانب مصادر أخرى”.
وسبق أن صدر تقرير عام 2021 عن معهد أبحاث السياسة الخارجية، جاء فيه أن “المركز الرئيسي للعمليات الجوية الأميركية في سوريا، هو الآن قاعدة “موفق السلطي” الجوية في الأردن، لكن الوجود الأميركي غير معترف به بسبب حساسيات تتعلق بالدولة المضيفة”.
وسميت القاعدة بهذا الاسم، لاستذكار الملازم الأردني موفق السلطي، الذي استشهد في أثناء قتال قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال صراع شمل الضفة الغربية عام 1966.
ورأت الصحيفة أنه “لذلك، ليس من الصعب معرفة سبب عدم رغبة الحكومة الأميركية في كشف وجودها على هذه القاعدة الجوية في الأردن، البلد الذي يؤوي أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، وتهزه الاحتجاجات المناهضة للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة”.
وأعلن البنتاغون تعرض القوات الأميركية في العراق وسوريا لنحو 55 هجوما، وذلك منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر، ما أدى إلى إصابة 59 شخصا.
وقال بول بيلار، الزميل في “معهد كوينسي” الأميركي، إن “توسيع الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، يزيد من خطر نشوب صراع مسلح مع إيران، لأنه يعني المزيد من نقاط الاتصال العدائية المحتملة بين القوات الأميركية والعناصر المسلحة المتحالفة مع إيران”.
وأضاف: “كما كان الحال مع الوجود العسكري في العراق وسوريا، فإن مثل هذا الوجود لا يشكل رادعاً بقدر ما يكون هدفاً مناسباً لأي شخص في المنطقة يريد ضرب الولايات المتحدة”.
وحول أماكن وجود القوات الأميركية، قال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، خلال مؤتمر صحفي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي: “نعم، هو موقع غير معلن في الشرق الأوسط”.
وسأله صحفي: “هل يمكن أن نقول في دول عربية أو الخليج؟”، أجابه رايدر: “لا أستطيع ذكر مواقع محددة”.
وأكدت صحيفة “إنترسبت” أنه بالرغم من السرية التي أحاطت بها واشنطن أماكن وجود قواتها، فإن الصور التي نشرتها وزارة الدفاع، والتي تظهر طائرات “F-15” وهي تهبط في “موقع غير معلن، تم تحديد موقعها الجغرافي بسرعة من قبل باحثين، وتبين أنها قاعدة موفق السلطي الجوية”.
وأشارت إلى أنه “لا يعرف سوى القليل” عن كمية وطبيعة الأسلحة التي قدمها الجيش الأميركي للاحتلال، بخلاف أوكرانيا.
وذكر التقرير أن “هناك أدلة أخرى تشير إلى قاعدة موفق السلطي في جميع أنحاء السجلات الفيدرالية، بما في ذلك الإشارة إلى القاعدة في ملحق اتفاقية التعاون الدفاعي التي وقعتها الولايات المتحدة والأردن في عام 2021”.
يشار إلى أن البنتاغون أطلق في كانون الأول/ديسمبر 2021 عملية تحديث كبيرة للقاعدة الجوية، لـ “تحويلها إلى قاعدة أكثر ديمومة”، وفقاً لصحيفة “إنترسبت”.














