مجمع الشفاء الطبي.. “الانتصار” الوهمي!

| زينب سلهب |

يعّد “مجمع الشفاء الطبي” أكبر مؤسسة صحية طبية داخل غزة، وأكبر هدف للعدو الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة التي تجري حالياً، حيث يزعم أنه يضم الأسرى “الإسرائيليين” الذين اعتقلتهم المقاومة الفلسطينية منذ بدء معركة “طوفان الأقصى”.

يقوم العدو الإسرائيلي بأبشع وأشنع المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة، منذ بدء العدوان عليه في تشرين الأول من هذا العام، حيث قام بقصف مستشفى المعمداني – الأهلي أولاً، ليرتقي أكثر من 500 شهيد بالقصف، وآلاف الجرحى، بين أطفال ونساء ورجال إسعاف وطواقم طبية.

وبعد أكثر من شهر على استمرار جرائم الإبادة من قبل العدو الإسرائيلي، حاصر العدو “مجمع الشفاء الطبي” منذ الأسبوع الماضي، بذريعة أنه يضم أسرى للكيان وأسلحة للمقاومة، وأن حركة “حماس” موجودة في المستشفى، وتستخدم المواطنين الفلسطينيين كدروع بشرية للاحتماء من القصف.

وقام العدو، فجر الأربعاء، باقتحام المجمع، وإطلاق النار بشكل عشوائي على النوافذ والأبواب الرئيسية، بالإضافة إلى غارات جوية عليه.

كما قام بالتحقيق مع جميع الموجودين في المجمع بحثاً عن الأسرى “الاسرائيليين”، ومقاومي حركة “حماس”.

وأخلى جيش العدو الإسرائيلي فرق الصحافة الموجودة في المجمع، ليتمكن من ممارسة وحشيته وتنفيذ جرائمه بعيداً عن الشاشة.

يذكر أن “مجمع الشفاء” أعلن، الثلاثاء، عن أن عدد شهداء الفرق الطبية بلغ 198 ما بين طبيب وممرض ومسعف، كما استشهد 22 من فرق الدفاع المدني، واستشهد 51 صحفياً، فضلاً عن 3600 بلاغ عن مفقود، منهم 1755 طفلاً لا يزالون تحت الأنقاض.

وذكر البيان أن 40 شخصاً استشهدوا داخل أسوار مجمع الشفاء الطبي منذ أن بدأت قوات الاحتلال حصاره قبل 5 أيام.

يضم “مجمع الشفاء الطبي” ثلاث مستشفيات تخصصية، وهي “مستشفى الجراحة” و”مستشفى الباطنة” و”مستشفى النساء والتوليد”، وتبلغ القدرة السريرية الإجمالية له 564 سرير. ملكية الأرض والمبنى هي حكومية تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية.

يقع المجمع في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة، على مفترق تقاطع “شارع عز الدين القسام” مع “شارع الوحدة”، وهو من الشوارع الرئيسية في المحافظة، وتحيط بالمستشفى ثلاثة شوارع فرعية من باقي الجهات.

ومن الناحية التاريخية، أنشئ مستشفى “دار الشفاء” في العام 1946 على مساحة 42.000 متر مربع، وتبلغ مساحة مسطح البناء القائم 15.235 متر مربع، حيث يتكون المجمع من عدة أبنية، وبعض الأبنية تتكون من عدة طوابق، ويخدم منطقة التغطية الخاصة بمحافظة غزة بشكل خاص، وقطاع غزة بشكل عام.

مما يعني أن عمر “مجمع الشفاء” يفوق عمر الدولة المزعومة، التي بدأت احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948.

يوجد داخل المستشفى موقف للسيارات يحوي تقريباً 120 موقف سيارة للموظفين ولعموم الناس، توجد سيارتا إسعاف، بالأضافة إلى المساحات الخضراء. يقع المستشفى في الجهة الغربية لمدينة غزة، ويضم المستشفى أربعة أقسام داخلية رئيسة وهي: قسم الباطني نساء ورجال، قسم للجراحة العامة، قسم الولادة، قسم الأطفال والحضانة، قسم الطوارئ، إضافة لوحدة العناية المركزة.

المستشفى مجهز بثلاث غرف للعمليات، وإضافة للجراحة العامة يوجد جراحة عظام ومسالك بولية وانف وأذن وحنجرة.

الأقسام الطبية المساندة في المستشفى: قسم أشعة، مختبر وبنك دم، علاج طبيعي، تخطيط سمع، تخطيط عصب، فحوص انسجة، صيدلية، وحدة هندسة وصيانة أدوات وأجهزة طبية.

توجد بالمستشفى العيادات التخصصية التالية: عيادة الباطني، عيادة الجراحة، عيادة النسائية والولادة، عيادة الأنف والأذن والحنجرة، عيادة العظام، عيادة الكلى والمسالك البولية، عيادة أمراض الروماتيزم، عيادة أمراض السرطان.

وبعد الهجوم المتوحش على المجمع، ادعى العدو الإسرائيلي تحقيقه انتصار على المقاومة الفلسطينية، بقتله عشرات الأطفال في العنايات المركزة، في الوقت الذي سبب هذا الهجوم بلبلة كبيرة في المحافل الدولية، وألقت الكثير من الدول اللوم على كيان الاحتلال بسبب توسيعه نطاق المجازر.