ذكرت المعطيات السياسية لصحيفة “الأخبار”، أن زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت، عكست جانباً أساسياً في تعاطي الإدارة الأميركية لجهة وضع ملف لبنان على النار. هذا الجانب بدأ يأخذ صدى واسعاً لتزامنه مع بضعة مؤشرات.
ومن المرات النادرة، منذ سنوات، أن يصبح لبنان مجدداً في دائرة الاهتمام الأميركي الرسمي على حدّ ما يتردد في أوساط فاتيكانية، وفي اللوبي اللبناني في واشنطن، ودوائر كاثوليكية قريبة من الرئيس الأميركي جو بايدن. وهذا الاهتمام لا يزال في خطواته الأولى، بعدما سرّعت حرب غزة الاهتمام به، بتحييده عن الحرب حتى الآن، قبل الدخول في تفاهمات حول أزمته السياسية.
ولأن لبنان جزء أساسي من مندرجات غزة، يصبح التفاهم على ترتيب فيه أقرب الى الواقع، ولا سيما أن ما يجري في عُمان فتح باب تسهيل معالجات ملفات عالقة، منذ ما قبل غزة وما بعدها. ووجود لبنان في اللقاء يعني حكماً معالجة ملف الرئاسة، عدا عن تقاطعه مع حرب غزة. لكن الكلام الرئاسي لا يزال في بداياته، من دون استعجال أيٍّ من الأطراف المعنيين استثماره مبكراً. فالسعودية لا يمكن أن تنظر إليه مع إيران، منفردة، من دون العودة الى واشنطن. وهذا تماماً ما يعيد الى النقطة الأولى المتعلقة بمقاربة واشنطن للبنان.
لكن، بقدر ما قد يستفيد لبنان من عودة ملفه الى طاولة إقليمية ودولية، فإن التسرع في استخلاص حلول نهائية لا يعكس حقيقة الواقع. فالمنطقة لا تزال في قلب الحرب، ولا يمكن بعد الكلام عن مرحلة مختلفة للبناء عليها، لأن المعالادت الميدانية قابلة للتبدّل بين يوم وآخر، وعلى مصيرها يمكن الرهان على تحوّل سياسي قابل للاستثمار.