| مرسال الترس |
إذا كان اللقاء بين الرئيس السابق لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب والوزير السابق وليد جنبلاط، ورئيس تيار “المردة” النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، لم يكتمل فصولاً بعد لأسباب منها المعلن ومنها المُضمر، فإن العلاقة بين فرنجية و”الثنائي الشيعي” راسخة وعميقة ولا تشوبها شائبة، وفق ما تؤكد العديد من المصادر المواكبة لهذا التجانس، إن على صعيد التواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري أو الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله اللذين أعلنا منذ مطلع هذه السنة دعم ترشيح فرنجية، وما زالا متمسكين به على رأس السطح!
على خط موازٍ ظهر بشكل واضح، ولا يحمل أي تشكيك، أن البطريرك الماروني بشارة الراعي متشبث “حتى العظم” بعدم المّس بقيادة الجيش التي يرأسها العماد جوزاف عون، ولا يقبل بأية صيغة تبعد ذلك الماروني عن ترؤس قيادتها، على الرغم من كل الحركة التي قام ويقوم بها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لأسباب يطغى على معظمها الطابع الشخصي، أو المتصل بالعلاقة التي كانت حميمة مع رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون.
والواضح أن موقف البطريرك ينطلق من ثابتتين:
الأولى أن بكركي حريصة على عدم التفريط بالمراكز المارونية في الدولة، لأنها من الضمانات التي تحفظ حقوق الطائفة، في إطار حقوق الطوائف والمذاهب التي يتألف منها المجتمع اللبناني، والتي كرّسها الدستور الذي جرى التوافق عليه في الطائف. وبالتالي فإن ما يقلق بالها هو ذاك الفراغ الذي بدأ يعشعش في المواقع المارونية، ابتداء من الرئاسة وصولاً الى الأدنى. ما قد يتحول إلى عرف يمهد إلى قلب طاولة تفاهمات توزيع السلطة في لبنان، ويفتح الطريق إلى إعادة تركيب السلطة على قواعد تخّل بالتوازنات القائمة انطلاقاً من الأعداد التي يجري التداول بها حتى من كبار المسؤولين في الدولة.
والثابتة الثانية أن البطريركية على مسافة واحدة من جميع أبنائها، وإذا كانت حريصة على المواقع التي تعود للطائفة، فلا يعني ذلك أنها تفضل هذا الماروني على ذاك، وهذا ما تؤكد عليه باستمرار، وبشكل خاص في عظات سيد بكركي.
وبالتالي فإن دفاع البطريرك الراعي عن العماد جوزاف عون كقائد للجيش، لا يبدل في توازنات الملف الرئاسي بأي شكل من الأشكال. ولا علاقة لهذا بذاك لجهة التحالفات النيابية التي لها الكلمة الفصل في نهاية المطاف. وفي كثير من المفاصل كانت التكتلات النيابية المارونية تتأثر بالصرح البطريركي كنصيحة، وليس كرغبة جامحة في قلب المعادلات.
ومن هذه الزاوية بالذات، ظهر فرنجية في أحدث إطلالة تلفزيونية له واثقاً من نفسه من خلال الخط الذي رسمه لنفسه، متكئاً إلى واحد وخمسين نائباً اختاروا التصويت له، وأن الرقم سيتخطى النصف زائداً واحداً، وبالتأكيد أكثر، عندما يدعو الرئيس بري إلى جلسة حاسمة، لأن أياً من السفراء العرب أو الأجانب الذين التقاهم لم يلفظوا أية كلمة لها عبارة بالفيتو على إسمه.