أعمال عدوانية تحت غطاء “الهدنة”.. و”على طريق القدس” مشى “حزب الله”!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 10/11/2023 

 

جنون عسكري إسرائيلي يتخطى الإعلان الأميركي من طرف واحد عن هدنة انسانية يومية لأربع ساعات في قطاع غزة.

جملة تحذيرات من استهداف مجمع الشفاء الطبي صدرت بعد الترويج الإسرائيلي لروايات حوله وبات واضحا أن جيش العدو وجد الشفاء لضالته بإستهداف هذا المستشفى والتعامل معه وكأنه إنسان يريد الإسرائيلي رأسه لتظهير السيطرة عليه لاحقا كأحد الانجازات في غزة!

وكما في غزة كذلك في لبنان القصف المدفعي الاسرائيلي المعادي طال مستشفى ميس الجبل الحكومي، وعددا من المنازل السكنية الآمنة في البلدة و قامت فرق من جمعية الرسالة للاسعاف الصحي بإجلاء العائلات الى اماكن آمنة واخلاء المنازل.

كما واصلت قوات العدو قصفها للقرى والبلدات الجنوبية الحدودية فيما ردت المقاومة بإستهداف مواقع عدة لجيش العدو.

إنسانيا دعا المفوض العام للأونروا (فيليب لازاريني) إلى وقف “المذبحة” على حد وصفه في قطاع غزة قائلا: “إنها فرصتنا الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا”.

على المستوى السياسي تتجه الأنظار الى الرياض حيث تعقد القمة العربية الطارئة غدا لبحث سبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة على أن تليها الأحد قمة إسلامية ضمن الإطار نفسه.

وقبيل القمة العربية التي سيشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد أقر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري الصيغة النهائية لمشروع القرار الذي سيرفع إلى القادة العرب للنظر في اعتماده وأساسه وقف فوري لاطلاق النار و رفض محاولات توسيع نطاق الصراع والحرب الحالية لتشمل أطرافا ودولا عربية أخرى.

على المستوى العربي أيضا قمة مصرية -قطرية في القاهرة ناقش خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التطورات في الأراضي الفلسطينية وافضل السبل لحماية المدنيين الأبرياء في غزة ووقف نزيف الدم كما تم استعراض الجهود المكثفة الرامية لتحقيق وقف لإطلاق النار.

وفي شأن متصل بحث ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وأمير قطر تطورات الأوضاع في غزة.

 

في اليوم الخامس والثلاثين لحرب غزة المجازر الاسرائيلية مستمرة، وهي لم توفر لا المستشفيات ولا المدارس. القصف تركز اليوم على  مجمع الشفاء الطبي، وهو اكبر مستشفى في غزة، ما ادى الى وقوع ثلاث عشرة ضحية وعشرات الجرحى.

توازيا، أعلن عن انتشال حوالى خمسين جثة من داخل مدرسة البراق بعد قصف صاروخي ومدفعي استهدفها. في المقابل، الهدن الانسانية التي وافقت عليها اسرائيل لم تأخذ طريقها الى التنفيذ بعد.

أما ديبلوماسيا، فانتظار لما سيصدر عن القمة العربية الطارئة لغزة غدا وقمة منظمة التعاون الاسلامي الاحد، والقمتان تنعقدان في الرياض. وقد استبق نواب المعارضة في لبنان انعقاد القمة العربية فدعوا قادة العرب الى مساعدة لبنان على التصدي لمحاولة جره الى الحرب في ظل سيادته المخطوفة وقراره  المسلوب ودولته المخطوفة.

توازيا، الانظار مشدودة الى ما سيقوله الامين العام لحزب الله في خطابه غدا، فيما حرب القذائف والصواريخ والمسيرات تتواصل في الجنوب بتقطع وبعنف أحيانا ، لكن من دون ان تتحول حربا شاملة.

البداية من غزة حيث الهدن الانسانية  لأربع ساعات يوميا لا تزال حبرا على ورق ، فيما افواج من النازحين تتجه جنوبا وسط خوف من فخين إسرائيليين.

 

على طريق القدس مشينا احياء وشهداء احياء، منذ الطلقة الاولى والقطرة الاولى من الدماء، حتى يومنا هذا الذي يطوف بالامة نحو الاقصى معمدا بسيل من الشهداء..

على طريق القدس مشى حزب الله منذ 11 – 11 بل ما قبل هذا التاريخ الشريف، ولا يزال الى ما بعد بعد، يقف في ذكرى شهيده ميمما كل وجوه اهله الى قبلة الجهاد ومسرى الانبياء، الى القدس – يناصر اهلها واكناف بيتها، وينصر غزة التي هي اليوم عز الامة ومعقل رجالها وموطن الصبر والامل المنبعث من بين الركام ورائحة الموت، يذيق المحتل الالم الزؤام، ويعطر الامة برائحة النصر الذي لا بد آت..

غدا يحيي حزب الله يوم شهيده، ويضيف على لوائح الشرف كل يوم اسماء جديدة ونياشين يحملها اهل الحمية، ممن يقدمون الغالي والنفيس في كل معارك الحق والوطنية..

وعشية الذكرى المباركة اقمار سبعة زفها الحزب على طريق القدس شهداء، وعن الوصول والامل الموعود، وبثبات الموقف ووضوح البوصلة التي لا يحرفها عدو من هنا او تهديد من هناك، يتحدث الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عند الثالثة من عصر الغد في الاحتفال الذي يقيمه حزب الله احياء ليوم الشهيد ..

وفي يوم من ايام الجهاد بعث حزب الله بمسيرات على طريق القدس، كانت الاقرب اليها مع توسيع مدى النيران ردا على العدوانية الصهيونية ونصرة لغزة ومظلوميتها، فكانت مسيرات ثلاثا وصلت الى قدس والنبي يوشع المحتلتين، وأذاقت المحتل من لهيب القصاص محققة اصابات مؤكدة اعترف العدو ببعضها، واصطف اعلامه ومحللوه شارحين خطورة الخطوة التي اعتبروها تطورا قادما من الشمال..

ومن كل جهات غزة كانت الرياح التي تلفح المحتل بالنار، تدمر آلياته وتقتل جنوده المتقدمين بالآليات العاجزين عن تثبيت نصر في الميدان، الا ارتكاب المذابح بحق الاطفال والنساء والانتقام من المراكز الطبية والمستشفيات .. فكان يوم غزة مخضبا بدماء اطفال مستشفى القدس والرنتيسي والشفاء، ولولا العناية الالهية كاد العدو ان يرتكب مجزرة مماثلة باستهداف مستشفى ميس في جنوب لبنان …

 

أحد عشر ألفا وسبعمئة وثمانية شهداء، بينهم أربعة آلاف وخمسمئة وستة أطفال، وثلاثة آلاف وسبع وعشرون امرأة، وستمئة وثمانية وستون مسنا، اضافة الى اكثر من سبعة وعشرين الفا من المصابين.

انها حصيلة شهر وثلاثة ايام من الإجرام الإسرائيلي في غزة، بغطاء من دول معروفة، ووسط عجز اقليمي ودولي كامل عن ايجاد المخارج، بدليل التناقض الاميركي-الاسرائيلي في الساعات الاخيرة حول مصير الهدنة الانسانية.

وفي انتظار القمة التي تستضيفها الرياض غدا بمشاركة الرئيسين الايراني ابراهيم رئيسي والسوري بشار الاسد، لا يبدو أن طريق الحل مفتوح، كما أوحى البعض في الساعات الاخيرة، علما أن الحل الفعلي، لا يكون فقط بوقف إطلاق النار، بل بإطلاق الحل السياسي الجدي للقضية الفلسطينية، منعا لتكرار المأساة.

اما لبنانيا، وعشية الإطلالة الثانية للسيد حسن نصرالله، التوتر متواصل على طول الحدود الجنوبية، بفعل الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، التي تقابلها المقاومة بردود دقيقة، تحقق اصابات مباشرة، مقدمة في سبيل ذلك الشهيد تلو الشهيد، فداء عن الوطن، وحماية له من اي اعتداء محتمل، يحول دونه حتى الآن توازن الردع القائم منذ عام 2006.

وفي الداخل، يتواصل الانقسام حول الملفات السياسية، ويستمر الشغور الرئاسي والشلل التشريعي والتنفيذي، ويدق الخطر ابواب قيادة الجيش، حيث يصر البعض على الكيدية السياسية، فيما الحلول القانونية متوافرة، بدءا باستلام الاعلى رتبة، ووصولا الى تعيين قائد ومجلس عسكري جديدين، بتوقيع جميع الوزراء، تحصينا للقرار في ظل الوضعية الملتبسة لحكومة تصريف الاعمال.

 

القمة العربية غدا ، بعد ستة وثلاثين يوما على الحرب ، بماذا ستخرج من مقررات؟ وهل ستكون ملزمة ، على الأقل لواشنطن ؟ وماذا لو رفضتها إسرائيل ؟
تنعقد القمة في ظل المعطيات التالية:

تجاوز عدد شهداء غزة الأحد عشر ألف شهيد.

أصبح هناك قطاعان :  الشمالي حيث أهله يستمرون في النزوح إلى  الجنوبي ، من دون أن يعرف ماذا سيكون عليه مصير  الشمالي بعد إفراغه ، ولو نسبيا من أهله ؟ وما هو مصير  الجنوبي الذي سينوء بعبء الكثافة السكانية التي كانت هائلة أصلا على امتداد كل القطاع؟

ماذا لو بدأت إسرائيل ” عملية المقرات ” و ” عملية الأنفاق” ؟ تقول إسرائيل إن قيادات حماس تتمركز تحت المستشفيات ، فهل تدمرها ؟ وكيف ستبدأ حرب الأنفاق؟ وبأي تكنولوجيا تدميرية؟ وما هو الوقت الذي ستستغرقه؟

كأن المضاعفات  التي بلغتها حرب غزة باتت أكثر تعقيدا من أن تحل في القمة العربية ، فبأي قرارات ستخرج القمة لتلزم ” الراعي الأميركي ” لهذه الحرب؟ وهل الدول العربية المشاركة في القمة ، ستكون ” على الموجة ذاتها ” من السقف العربي المطلوب ؟ أربع وعشرون ساعة وتنجلي علامات الأستفهام ، لكن ما هو مفروغ منه أن إسرائيل مستمرة في عملياتها وتصعيدها الهائل  ، والهدنة بالنسبة إليها لها مفهوم مغاير بالنسبة إلى غيرها ولاسيما واشنطن .

على الجبهة اللبنانية ، العدد الأكبر من شهداء حزب الله في أربع وعشرين ساعة إذ بلغ سبعة شهداء ، ليصل العدد منذ بدء الحرب إلى ثمانية وستين شهيدا .

 

عندما نزح الفلسطينيون وهجروا على أيدي عصابات الهاغانا الصهيونية  قبل خمسة وسبعين عاما، فإنهم حملوا معهم قضية وطن  توارثتها الاجيال. ومن ظل في الداخل رفع القضية حجرا ثم طور الحجر الى بندقية. والبنادق الى صواريخ نكل بهم عدوهم فوق الارض فنبعوا له من تحت الارض سرق المستوطنون بيوتهم فتحول الفلسطينيون الى مظليين ولو بعد حين.

والتاريخ يعيد نفسه, مع قوافل النازحين وهبوب رياح الشمال للاحتماء بلا أمان الجنوب الغزاوي.

وموسم الهجرة من الشمال لن يعني موت قضية برفعة فلسطين, فالساعات الخمس التي يقضيها النازحون مشيا على الاقدام نحو الجنوب تحمل وعودا من العاصفة خلف أجفان العيون الخائفة.

والنازحون من بقع الدماء يتشاركون الدمار والاستهداف مع كل ما يتصل بالشفاء. ووضعت اسرائيل معظم المستشفيات والمراكز الطبية تحت خط الابادة وقررت تصفية شرايين الحياة من مستشفى الرنتيسي الى مجمع الشفاء الطبي ومستشفى النصر للاطفال والاندونيسي والعودة ونحو مئة وعشرين  مركزا طبيا وخروج ثمانية عشر  مستشفى عن الخدمة.

وتقع كل هذه الاعمال العدوانية تحت غطاء الهدنة الانسانية التي اطاحت بها اسرائيل قبل ان تبدأ غير ان تقدم دبابات واليات العدو في الشمال الغزاوي لم يحقق هدفه بقصف وتهديد المسشفيات ووفق الارض، فان الجنود الاسرائيليين لا يخرجون من آلياتهم ويخشون مواجهات او عمليات قنص، وان حديثهم عن سيطرة على بضعة أنفاق ظل مجرد نفاق.

وبشهادة من اهل الاجرام الاسرائيلي القدامى، وعلى لسان رئيس حكومة العدو الاسبق إيهودا باراك الهارب ذات ايار من نار الجنوب اللبناني قبل اربعة وعشرين عاما “فإننا   قد فشلنا أمام حماس”و ما حدث في السابع من أكتوبر لم يحصل مثله في كل حروبنا مع العرب.

ولكن كيف ستحول اسرائيل هذا الفشل نصرا مزعوما في صفقة التسويات وتبادل الاسرى؟

فمن على اعلى  قمة   يتزعمها الاحد عشر الف شهيد تستمر اللقاءات عبر الوسطاء من عرب واميركيين مع الجانب الاسرائيلي وقد استكملت دولة قطر مهمة في هذا الاطار والتقى اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة وبحثا في ضرورة وقف إطلاق  النار والتوصل الى هدنة وتبادل للأسرى. وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع محادثات وفد حركة حماس برئاسة اسماعيل هنية  والدفع العربي الأفريقي باتجاه وقف اطلاق النار وحل الدولتين تتولاه قمم الرياض ولقاءاتها التمهيدية بين اليوم والغد.

وعلى الرغم من تصنيفها في اطار القمة الاقتصادية السعودية الافريقية فإن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان افتتحها بمواقف سياسية وادان  ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري، واستهداف المدنيين، واستمرار انتهاكات اسرائيل للقانون الدولي والإنساني”.

ومع بدء توافد القادة العرب  الى المملكة حيث افتتاح القمة غدا فقد صدر اعلان الرياض حاملا صيغة التشديد على  ضرورة وقف الحرب في قطاع غزة ، مطالبا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته لتطبيق حل الدولتين .

وتحت هذا السقف ينتظر البيان الختامي لقمة العرب غدا والتي ستليها قمة المؤتمر الاسلامي مع بدء مساع لتوافق على توحيد الموقف.

وفي ظلال القمم, فإن الجنوب بدأ ليلة جديدة من العنف الاسرائيلي على القرى مسيرات  تحتل الاجواء وتطارد المارة, غارات على اطراف القرى واحيانا في قلبها ووسطها.

في مقابل  صواريخ للمقاومة اصاب بعضها اربعة جنود اسرائيليين بجروح خطرة كما اعلن منذ قليل  الا ان التطور الأخطر كان سقوط قذيفة مدفعية من عيار 155 في باحة مستشفى ميس الجبل الحكومي من دون ان تنفجر.

وعلى هذا المشهد فإن اطلالة الامين العام ل‍حزب الله السيد حسن نصرالله غدا قد تحمل ابعادا عسكرية مستجدة لاسيما وان مناسبة يوم الشهيد تتزامن وسقوط سبعة شهدء لحزب الله في سوريا بضربات اسرائيلية.