| محمد جابر |
المجزرة والمذابح والإبادة الجماعية نعيش معانيها اليوم في يوميات الوجع في غزة، حيث يتنقل الحقد والإجرام بأعلى درجاته من مكان إلى مكان، حاملا معه أبشع المشاهد التي تقشعر لها الأبدان، ويستشهد النساء والأطفال في كل مكان، من مدارس إلى مستشفيات، وتذبح الطفولة والعالم صامت.
التاريخ يؤكد حصول المجازر في معظم الحروب، ولكن ما تقوم به “اسرائيل” غطى على كل شيء، وبات الحديث عن مجازر الماضي بلا جدوى، ولا معنى له أمام الواقع الذي أفرزته القضية الفلسطينية .
“إسرائيل” القائمة على الإجرام، تربعت في قعر الإجرام، بعدما تخطت كل المحرمات طيلة 75 عاماً من تاريخها الدموي، والذي يصعب سرده بعجالة، ولكن ما جرى بعد “طوفان الأقصى”، من دموية وقتل جماعي جعل كل مجازر الماضي على بشاعتها تكاد لا توازي شيئاً.
فمنذ عام 1948، لا يأتي يوما إلا وتتصدر “اسرائيل” المشهد، لدرجة أصبحت المجزرة مرادفة لسلوكها الدموي.
وفي جولة سريعة في الماضي البعيد، يمكن التوقف عند 5 مجازر ساهمت في تغيير معالم البشرية، وكان عرّابوها من جهات مختلفة، وكان لها ظروف موضوعية وتأثيرات على العالم من أقصاه إلى أقصاه، رغم أن بعضها كان مرتبطاً بظروف علاقات بعض الدول.
في عام 656 هجري سقط آخر خلفاء بنى العباس وسقطت معه بغداد، وقتل يومها مليون مسلم في 40 يوماً، ودمرت مكتبة بغداد وألقيت الكتب في نهر دجلة وكانت المجزرة الكبيرة التي ارتكبها هولاكو المغول.
وفي عام 962 ميلادية، انقضّ البيزنطيون على سكان حلب، وكانت مجزرة رهيبة ذهب ضحيتها عدد كبير من النساء والأطفال، وقام نقفور طيلة 8 أيام بالنهب والقتل وأعمال السبي وتم تخريب قصر سيف الدولة وتم إحراق المسجد ومعظم أسواق ودور المدينة.
لا ينسى الأرمن تاريخ 24 نيسان 1915، حيث قتل مئات الآلاف على يد الوالي العثماني، حينما كانت الدول العثمانية مع دول المحور تحارب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وسقط يومها أكثر من مليون قتيل وتعد مجزرة الأرمن من أولى جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث.
مجاعة “هولودومور” وقعت بين عامي 1932 و1933، وخلفت نحو 10 ملايين قتيل في أوكرانيا ثلث عدد السكان يومها، ويقال أن المسؤول عن هذه المجاعة الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين.
خلال الحرب الصينية اليابانية عام 1937، ارتكبت القوات اليابانية مذبحة واغتصاب “نانكينغ” ووصل عدد القتلى إلى مئات الآلاف و20 ألف حالة اغتصاب وما زالت اليابان تنكر المجازر إلى يومنا هذا.














