دخان أسود يلف جبهة الجنوب.. ولا بوادر حتى الساعة للتوصل إلى هدنة إنسانية!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 5 تشرين الثاني 2023

دخلت حرب اسرائيل الوحشية على غزة اسبوعها الخامس حاصدة المزيد من الشهداء معظمهم من الاطفال والنساء عبر جبهتين في الداخل الفلسطيني الاولى بريا في القطاع والثانية في الضفة الغربية.

اما على الجبهة الشمالية فدخان هو الاكثر سوادا لف جبهة جنوب لبنان بوتيرة تصاعدية حيث سجلت عمليات قصف وغارات للاحتلال آخرها هذا المساء حيث قامت اسرائيل باستهداف سيارة مدنية واسفر ذلك عن ارتقاء ثلاثة اطفال شهداء مع جدتهم وجرح والدتهم ووالدهم فيما كانت استهدفت صباحا سيارة اسعاف تابعة لكشافة الرسالة الاسلامية غرب طيرحرفا  ما اسفر عن اصابة طاقمها المكون من 4 مسعفين بجروح متوسطة. تلك العمليات الاجرامية قابلتها عمليات نوعية للمقاومة الاسلامية باستهداف العديد من مواقع العدو بصواريخ موجهة محققة اصابات مؤكدة كما اسقط حزب الله مسيرة اسرائيلية بصاروخ ارض-جو كانت تحلق مع مسيرة اخرى  فوق اجواء النبطية.

وعلى وقع تظاهرات صاخبة حول العالم منددة بافعال اسرائيل الاجرامية لا بوادر حتى الساعة للتوصل الى هدنة انسانية سوى كلام للرئيس الأميركي جو بايدن بتأكيده ان الجهود المبذولة لإعلان هدنة إنسانية في قطاع غزة تمضي قدما في وقت يواصل وزير خارجيته انتوني بلينكن التنقل في المنطقة حيث قام بزيارة مفاجئة الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني قبل انتقاله الى انقرة.

ومن الدوحة كررت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا دعوتها إلى “هدنة إنسانية فورية” في غزة تزامنا مع اعلان الخارجية القطرية إن وسطاءها لن يتسنى لهم تأمين الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة دون “فترة من الهدوء”.

وعلى صعيد التحركات يواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جولته العربية الوقائية في مسعى لإبقاء لبنان بمنأى عن بركان غزة. وهو قابل في عمان اليوم العاهل الأردني عبدالله الثاني الذي اكد دعم الاردن لجهود الاشقاء اللبنانيين في تعزيز استقرارهم. ويزور  ميقاتي المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل للمشاركة في القمة العربية الطارئة والقمة العربية الأفريقية.

 

في اليوم الثلاثين على حرب غزة، بدأ طرح سؤال: ماذا في “اليوم التالي” بعد الحرب؟ الولايات المتحدة الأميركية، عرابة الملف برمته، عبر رئيس ديبلوماسيتها، أنطوني بلينكن، تناقش من سيستلم القطاع بعد حماس، طرحت الموضوع على رئيس السلطة التنفيذية محمود عباس فاشترط الحل السياسي الشامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة. فهل ترضى واشنطن وتل أبيب بهذه الشروط؟

تل ابيب لم تصل إلى هذه المرحلة بعد، أولويتها إطلاق الأسرى، ولا حديث عن وقف للنار قبل ذلك. أيا تكن الإعتراضات، فإن “اليوم التالي” سيكون عنوان المرحلة المقبلة بعد أن دخلت هذه الحرب شهرها الثاني.

الحدث في اسرائيل تمثل في مطالبة وزير التراث أميخاي إلياهو بإلقاء قنبلة ذرية على غزة. هذا الموقف حذا برئيس الحكومة نتنياهو إلى تعليق مشاركة الوزير المذكور في اجتماعات الحكومة. نتنياهو وصف كلام إلياهو بأنه بعيد عن الواقع وبأن إسرائيل تحاول تجنيب “غير المقاتلين” في غزة. الوزير المعني حاول التخفيف من وقع كلامه فوصفه بأنه كان مجازيا.

ردة الفعل الأقوى جاءت من السعودية التي اعتبرت أن هذه التصريحات تظهر تغلغل التطرف والوحشية لدى أعضاء في الحكومة الإسرائيلية. واعتبرت أن عدم إقالة الوزير فورا والاكتفاء بتجميد عضويته تعكس قمة الاستهتار بجميع لدى الحكومة الإسرائيلية. أيا تكن ردات الفعل، فإن ما أدلى به الوزير إلياهو يعني أن اسرائيل، رسميا، تملك قنبلة نووية، فيما الدولة العبرية لم تعترف يوما بامتلاكها هذه القنبلة. المطالبة باستخدان قنبلة ذرية هل يوقظ الذاكرة الجماعية لدى الاميركيين ويفتح مجددا قنبلتي هيروشيما وناغازاكي؟

 

من غزة إلى لبنان: إسرائيل تواصل خرق كل أصول الحرب، بل حتى كل قواعد الإنسانية. عصرا إستهدف الجيش الإسرائيلي بقصفه سيارة بين بلدتي عيناتا وعيترون، ما أدى الى استشهاد جدة وثلاثة أولاد، كما أن الوضع الصحي للأم خطر. إنها جريمة جديدة تضاف إلى السجل الإجرامي لإسرائيل تجاه لبنان. أما في غزة  فقتل ما لا يقل عن خمسة عشر شخصا وأصيب اكثر من سبعين في قصف إسرائيلي إستهدف مدرسة الفاخورة التابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا شمال غزة. وبمعزل عن الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب، فإن البارز على الصعيد العسكري أن رئيس الأركان الإسرائيلي زار للمرة الأولى قطاع غزة منذ اندلاع المعارك وتحدث إلى قواته. توازيا أكد وزير الدفاع الإسرائيلي في مؤتمر صحافي عقده أن إسرائيل ستعثر على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة يحيي السنوار وتقضي عليه. أما بالنسبة إلى المعارك الدائرة فأعلن أن القوات الإسرائيلية دخلت مناطق مأهولة من غزة، وأنها تخوض فيها معارك ضارية. كلها مؤشرات تنبىء أن الهدنة الإنسانية التي تسعى إليها بعض الأطراف لن تقبل بها إسرائيل، وستبقى على موقفها الرافض لها، حتى إشعار آخر على الأقل.

في الجنوب، القصف المتبادل مستمر ومتواصل، وهو أدى الى سقوط ثلاثة عناصر من حزب الله، ما يرفع العدد الى واحد وستين منذ بدء اندلاع حرب غزة. في الداخل، الملفات السياسية بدأت تظهر الى العلن من جديد، بعدما خبتت لثلاثين يوما نتيجة الحرب. واللافت اليوم الكلام العالي النبرة الذي قاله البطريرك الماروني في ما خص قيادة الجيش. فالكاردينال الراعي، الآتي الى لبنان بعد غياب استمر حوالى الشهر في روما، اكد في اول عظة القاها بعد العودة انه من المعيب ان نسمع كلاما عن اسقاط قائد الجيش في ادق مرحلة من تاريخ لبنان. و اعتبر الراعي ان الكلام المذكور يحط من عزيمة مؤسسة الجيش . ولم تمض ساعات على كلام الراعي حتى زاره العماد جوزف عون  في بكركي. يذكر ان كلام البطريرك الماروني  أتى بعد لقاء حصل ليل امس بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والراعي.  الا يعني هذا ان راعي الكنيسة المارونية لا يوافق باسيل رغبته وعمله على عدم التمديد لقائد الجيش؟

 

بينما يضرب العدوان الإسرائيلي أطنابه من دون هوادة في غزة سجلت في لبنان وقائع عدة اليوم. فإلى جانب القصف المعادي لأطراف بلدات لبنانية محاذية للحدود تم استهداف سيارة مدنية في بلدة عيناتا الجنوبية وقتل سيدة مسنة وثلاثة فتيات من احفادها فيما أصيبت والدتهم بجروح. وفي الصباح الباكر استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارتين للدفاع المدني في جمعية الرسالة في الإسعاف الصحي خلال قيام المسعفين فيهما بواجبهم الإنساني في إجلاء عدد من المصابين في أطراف طير حرفا.

هذه الإعتداءات هي برسم المجتمع الدولي والمنظمات العالمية المعنية التي عليها التحرك لردع إسرائيل ووقف جرائمها وخرقها للقوانين والمواثيق الدولية وتعريتها كنموذج لإرهاب الدولة.

في اليوم الثلاثين للعدوان على غزة قنبلة إجرامية من نوع آخر فجرها كيان العدو عندما دوى صوت أحد الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو: القطاع يجب ألا يبقى على وجه الأرض. وأحد الخيارات أمام إسرائيل هو إسقاط قنبلة نووية على هذه البقعة من العالم. هذا التهديد النووي لم يلق اعتراضات في الكيان سوى من باب الخوف على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

أما أميركا التي كان كرمها في أوجه من حيث مد كيان الإحتلال بكل أنواع الأسلحة فقد طلبت بلطف من إسرائيل استخدام قذائف أصغر في قصفها غزة لتقليل الإصابات في صفوف الفلسطينيين!!.

على أرض غزة تتوالى مشاهد آلاف الشهداء والجرحى والنازحين بين أنقاض شوارع وأحياء ومخيمات دمرت بالكامل. رغم أن الأرض تحترق لكنها استحالت إلى مقبرة للغزاة ارتفع في ظلها عدد الجنود القتلى الذين اعترف بهم العدو إلى ثلاثين منذ بدء التوغلات البرية في القطاع. وليس أدل على المأزق الإسرائيلي من قول جيش الإحتلال: إننا دخلنا معارك وجها لوجه. ورغم مأزقه يرفض العدو الإسرائيلي أي وقف لإطلاق النار وهو الأمر الذي تتبناه الولايات المتحدة وظهر جليا في اجتماع وزير خارجيتها أنطوني بلينكن مع الخماسية العربية في عمان.

على أن الوزير الأميركي حط اليوم في رام الله للقاء الرئيس محمود عباس لكن المدينة استقبلته بإحراق صوره. الرفض الأميركي لوقف العدوان الإسرائيلي أدى- على ما يبدو- إلى انقسامات بين مساعدي ومستشاري حملة الرئيس جو بايدن الإنتخابية إذ يرى بعضهم أن البيت الأبيض يتغاضى عن هجوم غير أخلاقي على الفلسطينيين بينما يعتقد آخرون أن بايدن يظهر وضوحا أخلاقيا من خلال الدفاع عن إسرائيل ضد حركة حماس. يأتي ذلك فيما طرقت التظاهرات الإحتجاجية أبواب البيت الأبيض في واشنطن ولطختها بالطلاء الأحمر. كما امتدت التظاهرات إلى مدن أميركية أخرى وعواصم أوروبية وعالمية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي.

 

حتى القول إن كل حروف الابجدية والكلمات والعبارات لم تعد تكفي لوصف همجية اسرائيل، لم يعد يكفي لوصف الوحشية التي يتعامل بها هذا الكيان، بالتحديد مع الاطفال. فكأنما يختزن في داخله ضدهم حقدا دفينا، لا يفسره اي شرح، ولا تبرره اي ذريعة. فلا الكلام عن خطأ يجدي، ولا كذبة اختباء المخربين خلفهم تنفع. فبعد اطفال غزة، جاء اليوم دور اطفال لبنان، من خلال استهداف سيارات مدنية في عيناثا.

جريمة اسرائيلية ضد المدنيين العزل والاطفال، وكأنه يريد ان يوسع نطاق اعتداءاته عمدا الى لبنان، ويعمل على تمدد الحرب بعد الفشل في الوصول لاهدافه في غزة حتى الآن، بعد التحول في المزاج العام الدولي ازاء جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي. وفي هذا الاطار، وفيما يتحدث الامين العام لحزب اله مجددا السبت المقبل في يوم الشهيد، نبه التيار الوطني الحر الدول الغربية الداعمة لاسرائيل الى وجوب لجمها في لبنان، اذا كانت فعلا تريد تجنب توسع الحرب لمنع اسرائيل من جر الغرب الى حرب متفلتة.

اما عدا ذلك، وعدا الحديث عن هدنة انسانية محتملة، فلا يبدو الضوء قريبا في نهاية نفق غزة، على وقع الهمجية الاسرائيلية التي لا تعرف حدودا، وفيما وصلت الى البحر المحاذي حاملة الطائرات ايزنهاور بعد جيرالد فورد.

 

تسعة وعشرون يوما وغزة على وليمة النار فتوسع بنك الأهداف إلى مدارس تؤوي آلاف النازحين وترفع الأطفال من على مقاعدها ونالوا الشهادة. وعلى مسافة دخول الحرب شهرها الثاني فإن عداد الشهداء توقف عن إحصاء الأرقام وآلات الحرب تحصدهم في البيوت والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء وعلى دروب الهروب من الجحيم. قدر غزة المقاومة أما القضاء المبرم عليها بعدم وقف إطلاق النار فاختزله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إذا جرى وقف إطلاق النار الآن سيتيح لحماس إعادة التموضع وتكرار ما فعلته في السابع من تشرين وهذا الموقف كان خلاصة قمة الأردن التي ضمت بلينكن إلى العاهل الأردني ووزاء خارجية مصر والسعودية وقطر والإمارات بالإضافة إلى ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية فما الجديد الذي حمله الوزير الأميركي إلى اجتماع الأردن؟ وقد أتى ليتلو عليهم مزامير نتنياهو وهم يتهيؤون للقمة الطارئة الأسبوع المقبل في المملكة العربية السعودية وأمام تكرار بلينكن لازمة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها جاءه الجواب من نظيره الأردني  برفض اعتبار جرائم اسرائيل دفاعا عن النفس.

والقول بالقول قابله فعل تركي ناقص   ف ” لا إله”  الاردوغانية اقتصرت على ان بنيامين نتانياهو لم يعد شخصا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال لقد محوناه وألقيناه جانبا. وإذ انتهى  اجتماع عمان إلى الاتفاق على إنشاء قنوات لإيصال المساعدات إلى غزة، لم توضع آلية لوصول  تلك المساعدات مع انسداد شرايين رفح .. القطاع الوحيد مع البقاء على قيد الحياة كل هذا الكلام الدبلوماسي منذ بدء الحرب لم يصرف في قنوات الإغاثة  وإن هي صرفت فنيران القصف الإسرائيلي جاهزة لاصطيادها.

وعلى سعير المعارك والتحذير من توسع رقعتها جمعت الضفة الأردنية بين بلينكن ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفي الاجتماع الثنائي طلب ميقاتي من الأصيل وقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وادان سياسةالأرض المحروقة التي تتبعها اسرائيل باستخدام الاسلحة المحرمة دوليا للامعان في إحداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية ومن الأردن انتقل ميقاتي إلى القاهرة حيث التقى في قصر الاتحادية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقدم دعم لبنان للموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم والعمل على إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية.

وفي المعلومات ان ميقاتي سيكثف اتصالاته مع تقدم انباء عن حل قد يتبلور قبل انعقاد القمة العربية في الحادي عشر من الجاري وهو سيلتقي ملك  الاردن عبدالله الثاني ولديه لائحة مواعيد غربية وعربية قيد الإعداد على ان يمثل لبنان في قمتين عربية. وعربية أفريقية. وخطوط التفاوض بعيدة الاجل تقترب  لتمتزج وخطوط النار. فعلى الرغم من تكبير صوت بلينكن بدعمه حق اسرائيل في الدفاع عن النفس. الا ان نفسه أمارة بالتفاوض من خلف الشاشات تحت غطاء من الهدنة الانسانية. وهذه الهدنة لمدة شهر ستتيح للاعبين على السلك التفاوضي اجراء عروض واستدراج اخرى في ملف الاسرى لدى حماس وما عرف بتبييض السجون من المعتقلين الفلسطنيين.

ويتقدم على هذا المحور اللواء عباس ابراهيم الموصولة شبكته بالقنوات الاميركية بعد كشفه للجديد عن اتصال من آموس هوكستين الذي بات الآن مخولا الاستطلاع التفاوضي. ولتسريع محركات التفاوض  يجري اللواء ابراهيم لقاءات في قطر اليوم بينها مع رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية .لكن كلام الغرف المغلقة سيظل على سريته لتمنح الكلمة الفصل  للميدان فعلى الجبهة الجنوبية وبعد المسيرتين الانتحاريتين رسالة صاروخية من حزب الله على متن “بركان” أدخلته المقاومة إلى الخدمة  وبحسب موقع “حدشوت” العبري فإن إسرائيل اعتبرت أن إطلاق حزب الله صاروخين من نوع بركان الذي يصل مداه إلى عشرة كيلومترات يحمل رأسا متفجرا يتراوح وزنه بين مئة و خمسمئة كيلوغرام من المتفجرات هو بمثابة تصعيد في عملياته ضد إسرائيل. وكمعادلة الغموض البناء التي أرساها خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فإن كتائب القسام وعلى لسان ناطقها العسكري أبو عبيدة لا تزال تمسك بزمام المعركة وتجري اختبارات بالأسلحة محلية الصنع على جنود العدو ومدرعاته وتكبده الخسائر وفي إطلالته الليلة تحدث أبو عبيدة عن إنجازات المقاومة واقرنت  القسام الكلام الملثم، بالمشهد الحي، الذي يرقى الى سمفونية حربية راقصت العدو واحتقرت دباباته.

 

هو فعل الانتقام مع فشلهم في الميدان، تجسده المجازر المتلاحقة في غزة، والاعتداءات التي تمادت اليوم في جنوب لبنان. ففي تطور خطير استهدف الصهاينة المدنيين اللبنانيين وسيارات الاسعاف، حيث اغارت طائرة مسيرة معادية مساء على سيارة مدنية عند طريق عيناثا – عيترون، ادت الى استشهاد جدة وحفيداتها الثلاث، واصابة امهم بجراح خطرة. فكان الجرح أليما، ادمى القلوب من هول الفاجعة التي احرقت زهرات ثلاث وجدتهم واحالتهم رمادا، سيستحيل كالعنقاء، ليعود ويرمي الصهاينة بسجيل. وسينتقم لكل الدم الذي يسيل على طريق القدس من غزة الى لبنان، وكان منه اليوم مسعفون من كشافة الرسالة الاسلامية اصيبوا جراء استهداف الصهاينة لسيارة اسعاف تابعة لهم.

لن يسعفهم اجرامهم بالترهيب، فبعض القصاص كان من المقاومين الذين استهدفوا عدة مواقع للاحتلال بصليات صاروخية، اصابت جنوده واوقعت خسائر مؤكدة، والمؤكد أن القصاص على تمادي اجرامهم بحق المدنيين آت. حقا انه التراث الصهيوني الذي يمثله عميحاي الياهو ، فتراثهم وواقعهم الاجرام وارتكاب الابادات الجماعية، اما مستقبلهم فبيد الشعب الفلسطيني ومقاومته الابية.

كان عميحاي الياهو اوقح الصهاينة واوضحهم، طالب بضرب غزة بقنبلة نووية، بعد فشل كل محاولاتهم باستعادة هيبتهم على مدى شهر من الاجرام، فاحرج حكومته ورعاتها الاميركيين والغربيين وحلفاءها العرب والمطبعين، فما قاله هذا الموتور كشف حقيقة ما يفكرون به، مع العلم انهم وقادة الحرب – اي الاميركيين – قد رموا غزة بما يفوق قنبلة نووية من الاسلحة التدميرية، والمذبحة التي ترتكب بحق الاطفال والنساء والمدنيين احدى افظع الجرائم البشرية.

جمد بنيامين نتنياهو عضوية الياهو من الحكومة، وابقى على شلال الدم الفلسطيني عبر المجازر التي ترتكب بالمشافي وفي مراكز الاونروا للايواء، وعلى مسمع ومرأى الامم المتحدة وكل العالم العاجز امام الاصرار الاميركي والحقد الصهيوني.

حقد ترعاه الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الغربية، بحسب الامام السيد علي الخامنئي الذي استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، مؤكدا ثبات ودوام دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للمقاومة الفلسطينية بوجه المحتلين الصهاينة.