/ رشيد الحداد /
بسلسلة صواريخ باليستية منها “طوفان” المجنّح، وأخرى من طراز “قدس”، دخلت صنعاء، أمس، رسمياً، على خطّ المواجهة مع العدو الإسرائيلي، عبر عملية عسكرية واسعة هي الثالثة منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الجاري. العملية الجديدة المُعلن عنها، جاءت أقوى من سابقتَيها، وشاركت فيها القوة الصاروخية وسلاح الجو المُسيّر، وتمثّلت جغرافيا أهدافها في إيلات على البحر الأحمر وحيفا على البحر المتوسط. وأتى إعلان الدخول الرسمي في المعركة، على لسان الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، الذي أعلن، في كلمة، أن القوات اليمنية نفّذت عملية عسكرية “موجعة” للعدو الإسرائيلي في عمقه، بواسطة عدد من الصواريخ المجنّحة والطائرات المُسيّرة، في إطار العمليات التي توجّهها إليه في أماكن مختلفة، مؤكّداً أن “صنعاء مستمرة في توجيه المزيد من الضربات النوعية ضدّ العدو حتى إيقاف كلّ جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني”.
ومن خلال حديث سريع، يتبيّن أن ما تمّ حتى الآن، ما زال في إطار العمليات التحذيرية، فيما من المتوقّع أن يكون القادم أعظم. وفي هذا الإطار، أفاد أكثر من مصدر، “الأخبار”، بأن عمليات الإطلاق اليمنية استمرّت من فجر أمس وحتى موعد كلمة سريع بعد الظهر، واستُخدم فيها عدد من الصواريخ من طرازَي “قدس” و”طوفان” اللذين يمتلكان قدرات على المناورة والتخفّي عن الرادرات ومنظومات الدفاع الجوي التابعة للعدو. ويُعدّ اعتراف “إسرائيل” والولايات المتحدة بالعملية الأخيرة، إقراراً بفشل منظومات الدفاع الجوي كافة، ومنها الدفاعات الجوية الحديثة التي نشرتها وزارة الدفاع الأميركية في 11 موقعاً في المنطقة لحماية “إسرائيل”.
وفي مؤشّر إلى حجم التصعيد اليمني، أعلن جيش الاحتلال أنه استخدم للمرّة الأولى نظام الدفاع الجوي “آرو” لاعتراض صاروخ أرض – أرض كان قادماً في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة من منطقة البحر الأحمر . كما أعلن استنفار طائراته “عقب رصد تهديد جوي في منطقة البحر الأحمر، حيث اعترضت أهدافاً معادية حلّقت في المنطقة”.
وذكرت “هيئة البث الإسرائيلية”، بدورها، أن “إسرائيل” “تدرس الردّ على الحوثيين بعد إطلاق صواريخ باتجاه إيلات”، بينما أكدت وسائل إعلام عبرية وقوع انفجارات متعدّدة في حيفا ونهاريا، متحدّثةً ابتداءً عن أن تل أبيب اعترضت طائرة مُسيّرة كانت قادمة من لبنان باتجاه حيفا، إلا أنها أوضحت أن الانفجار كان قوياً جداً، وهو ما ينسف فرضية أن يكون لطائرة مُسيّرة، ولا سيما أن غالبية الطائرات المُسيّرة لا يتجاوز الرأس الحربي المتفجّر فيها 50 كيلوغراماً.