اكدت مصادر سياسية مسؤولة لصحيفة “الجمهورية” استبعادها احتمال تطور الامور على الجبهة الجنوبية الى حدود حرب واسعة، قالت: الحدود أصلاً في حالة حرب، والوقائع العسكرية التي تجري على الجانبين تبدو انها السقف الاعلى للمواجهات، ولا شيء اكثر من ذلك.
والملاحظ في هذا السياق ان عمليات “حزب الله” دقيقة ومدروسة، وفي المقابل لا تبدو “اسرائيل” راغبة بحرب قاسية على الجبهة اللبنانية، ومستوياتها السياسية والعسكرية تعتبرها حرباً اصعب عليها أضعاف المرات من الحرب مع “حماس”. اضافة الى ان كل الموفدين الغربيين الذين يزورون لبنان يبدأون حديثهم بأن “اسرائيل” لا ترغب بالحرب مع لبنان.
ولفتت المصادر الى أن عمليات “حزب الله” ومنذ اليوم الأول لانطلاقها جاءت لتؤكد لـ”إسرائيل” جهوزيته الكاملة لمواجهة اي طارىء على الحدود، وليس من موقع المبادر الى فتح جبهة الجنوب، وقد تحمّلَ الكثير من سقوط عشرات الشهداء في صفوفه، وحافظَ على وتيرة العمليات التي بدأها من دون ان يطور الامور الى مواجهة اعنف واوسع، لسبب اكيد وهو تجنيب المدنيين اي ضرر سواء في البلدات القريبة من الحدود او في مناطق اخرى.
ثم انّ مسار الامور في غزة لا يبدو انه يستدعي فتح جبهة جديدة، فرغم ضراوة القصف الذي تلقيه “إسرائيل” على غزة لم تحقق شيئا سوى اغتيال الاطفال والنساء وهدم الابنية، بل انها تعجز عن القيام بالعملية البرية التي هددت بها. بما يُفاقم مأزقها مع “حماس”، وبما يعمّق اكثر ما يسود في الداخل “الاسرائيلي” من انقسامات ومشاحنات وارباكات جراء عملية طوفان الاقصى والعدد الهائل من القتلى “الاسرائيليين” وكذلك الاسرى لدى “حماس”.
في النهاية تستطيع “اسرائيل” ان تقصف وتهدم بالطائرات، إنما على الارض لن تحقق شيئاً.
على صعيد آخر، وبحسب معلومات “الجمهورية” انّ وفد “حماس” الذي جالَ على بعض الشخصيات السياسية في الايام الاخيرة، قدّم صورة عن الواقع في غزة، والمجازر الفظيعة التي ارتبكتها “اسرائيل” في القطاع.
امّا من الناحية العسكرية، فجزم الوفد بأنّ كل عمليات القصف من البرّ والبحر والجوّ على القطاع لم تؤثر على جهوزية المقاومة الفلسطينية واستعداداتها ومعنوياتها وقدراتها. “العدو يريد ان يقضي علينا، وينهي قضية الشعب الفلسطيني، لكن غزة عصيّة عليه، وقرار المقاومة ان تجعل غزة مقبرة للاسرائيليين، ولديها من المفاجآت ما يذهل العدو، وهو يعرف ذلك، ولذلك يحارب الابنية ويَستقوي على المدنيين ويُجزّر بالاطفال”.