| محمد جابر |
وائل الدحدوح لم يستسلم رغم هول المأساة فهو مقاوم أيضاً، ينقل أخبار المجازر وعذابات الأطفال والنساء ويفضح جرائم العصر.
رفضت دموعه أن تنهمر وظلت في الوجدان والحس الإنساني، وإن انهمرت فبصعوبة، وهو ابن الشعب الذي اعتاد أن ينهض من تحت الركام ليولد من جديد.
دفن عائلته وعاد إلى العمل، ليقف شامخاً وشاهداً على ظلم البشر ، ولينقل المشهد لصراع الظالم والمظلوم.
وائل هو نموذج للفلسطيني المقاوم الذي لا يستسلم رغم كل الصعاب والتحديات، وهو ابن القضية والمدافع عنها، فلسطيني أباً عن جد.
من خلال مشاهدة لمعاناة وائل مباشرة على الهواء، عرف الجميع معاناة كل فلسطيني، فكم من وائل لم نسمع بقصة حزنه ونهاية حياة أحبائه ومعاناته في المستشفيات، بل ظلت مخفية تحت ركام الأبنية المهدمة، وخلف دموع الثكالى اللواتي فقدن ما لا يمكن تعويضه، وكان لسان حالهم جميعاً، نساءً ورجالاً: “فدا فلسطين”.
شكراً لصمودك يا وائل، لأنه سيشحن كل منا بالعزة والكرامة، ويعطي درساً بأن الحياة فعلاً “وقفة عز”.
شكراً لكبريائك يا وائل، جعلنا نستصغر كل شيء أمام المشهد الفلسطيني العابر لكل القلوب والعقول، فأمام معاناتهم هانت علينا كل المصائب.
شكراً لوقفتك المزلزلة، والتي تؤكد إيمانك بقضية لن تقبل الهزيمة.
كم شهدنا في مسلسل دموع غزة من قصص لبشر دفعوا ثمن ظلم العالم الذي يدَعي أنه عادل وديمقراطي، وفضحت تلك الدموع الأمم والقمم ومعاييرها المزدوجة التي تكيل بمكيالين .
لقد تحول أبناء غزة لأرقام طيلة أسابيع العدوان، كم من مشاهد أبكتنا على الشاشة، ولكن في كل لحظة كنا نؤمن أن فلسطين ستنهض من تحت الركام، وكان صوت وائل الدحدوح يزيدنا يقينا.. أن كل ما يجري جلجلة على طريق القدس.