قالت مصادر صحيفة “الديار”، ان المسؤولين اللبنانيين لا يأخذون التطمينات الدولية حيال تحييد لبنان عن حرب غزة على محمل الجد، فالحركة الديبلوماسية الواسعة التي يشهدها لبنان، وآخرها مكالمة وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن مع ميقاتي، لم تحمل اي ضمانات اميركية على المدى الطويل، وانما هدفت الى الحصول على تطمينات لبنانية لـ “اسرائيل”، لمنع حزب الله من فتح جبهة بتوقيت لا يناسب دولة الاحتلال التي تتخبط في قراراتها، وهو امر لا يملكه ميقاتي، فالتطمينات من واشنطن تحديدا، تشير الى ان “اسرائيل” لن تكون المبادرة الى فتح حرب مع لبنان الآن، والى أن الولايات المتحدة نجحت في إقناعها ومنعها من الذهاب نحو اي تصعيد راهنا..
لكن ماذا عن الاسابيع المقبلة؟ وماذا لو قررت “اسرائيل” الهروب الى الامام من مأزقها في غزة؟ كل هذا تحدده المعطيات الميدانية ساعة بساعة، ولن تقع المقاومة في فخ اي خديعة قد يكون ثمنها باهظا، خصوصا ان ثمة مَن في “اسرائيل” قد اصابه الجنون، ويسير بعيون مفتوحة نحو ارتكاب اخطاء تتجاوز في تداعياتها اسرائيليا ما حصل في “طوفان الاقصى”.
كما اكدت مصادر مطلعة ان حزب الله افقد “حكومة الحرب المصغرة الاسرائيلية” عنصر المفاجأة، الذي كان يخطط له بعض من اعضائها، وفي مقدمتهم وزير الحرب يوآف غالانت بتوجيه ضربة مفاجئة للمقاومة، ووصلت الى قمة الجهوزية بما يجعلها تتحكم بمسار الميدان وتطوراته.
وقد اعترفت صحيفة “اسرائيل هايوم” المقربة من رئاسة الحكومة، بان حزب الله نجح في ضرب 75 في المئة من تقنيات الرصد والتجسس “الاسرائيلية” التي لا تغطي فقط جنوب لبنان وانما المنطقة باسرها، ولفتت الى ان “اسرائيل” باتت مضطرة الى استخدام المسيّرات على مدار الساعة، لتغطية النقص الحاد في المعلومات حول الجبهة المقابلة.