كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن “كتائب القسام” التابعة لحركة “حماس”، نفذت عملية “طوفان الأقصى” وهي معزّزة بـ”معلومات استخباراتية دقيقة” حول “قواعد سرية” لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بينها قاعدة “يركون” للوحدة 8200، و”العمى الاستخباراتي” نتيجة ضرب قدرة التنصت الإسرائيلية على المحادثات المشفرة”.
وأوضحت الصحيفة أن “وحدة التنصت 8200 توصف في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنها “وحدة الإنذار القومي”، يتم التنصت منها على جهات كثيرة في العالم، لكن الجنود فيها يركزون على التنصت على الفلسطينيين ومحاولة كشف خطط لاستهداف إسرائيل وجيشها.
وأوضحت الصحيفة أن “قاعدة “يركون”، على الرغم من قدراتها، لم تتمكن من اكتشاف خطة “حماس” لتنفيذ هجوم واسع ومفاجئ في غلاف غزة وبلدات في جنوب فلسطين المحتلة، في تاريخ السابع من تشرين أول/ أكتوبر الجاري، مشيرة إلى أن “حماس” دخلت القاعدة السرية، “وأخذت منها مواد استخباراتية وأجهزة بالغة الحساسية”.
وأكد التقرير الذي نشرته الصحيفة، الذي حمل عنوان “سلسلة الإخفاقات التي يستحيل استيعابها وأدت إلى مفاجأة 7 تشرين الأول/أكتوبر”، أن قائداً سابقا لقيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قال: “كانت هناك سيناريوهات حول تجاوز الجدار والدخول، من تحت الأرض أو من فوقها، من أجل الخطف والقتل. لكن أؤكد أن لا أحد فكّر بأي شيء مشابه لهذا الهجوم، وبالطبع ليس هجوماً يستخرج معلومات عميقة عنا”.
وبحسب الصحيفة، فإن الفريق المكون من 17 من قوات النخبة، وتألف من عشرة مقاتلين، دخلوا راكبين على خمس دراجات نارية وتوغلوا نحو عمق جنوب فلسطين المحتلة، وبعيداً عن السياج الأمني المحيط بالقطاع، وصولاً إلى قاعدة “يركون” واقتحموها. ووثق هذا الاقتحام شريط مصور من كاميرا على جسد أحد المقاتلين”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عند وصول “حماس” إلى منطقة القاعدة العسكرية السرية، اتضح مدى عمق المعلومات التي جمعتها، فقد علموا بشكل دقيق موقع هذه القاعدة من بين عدة قواعد عسكرية في هذا الموقع، وتجاوزوا حرشاً ليصلوا إلى بوابة قاعدة “يركون” مباشرة، والتي لم يتواجد أحد عندها، وفجروها، ودخلوها وهم يطلقون نيرانا كثيفة نحو الجنود.
وقال التقرير إن مقاتلي “حماس” بحثوا عن خندق القاعدة، “وبدوا كأنهم يفكرون قليلاً، ثم استل أحدهم صورة للقاعدة التُقِطت من الجو، وعليها إشارات، ثم توجهوا إلى الخندق. بعد ذلك بدأوا يحاولون استخراج معلومات استخباراتية من الحواسيب والأجهزة، فيما بحوزتهم وسائل تكنولوجية متنوعة، لكن عندما حاولوا ربط هذه الوسائل، سمع صوت إطلاق نار في الخارج. وعندما خرجوا اصطدموا بقوات خاصة إسرائيلية”.
وأضاف المصدر أن قوات إسرائيلية وجدت بالقرب من مستوطنة “مِفْلاسيم” ما يمكن وصفه بأنه “كراسة” بعنوان “سري للغاية”، وتحتوي على وصف مفصل جداً لخطة الهجوم. كان ينقصه تفصيل واحد فقط، هو تاريخ تنفيذ هجوم “حماس” والذي بقي مكانه فارغاً.
وأوضح التقرير أن “هجوم حماس المفاجئ كان نتيجة سلسلة طويلة من الإخفاقات الإسرائيلية، من عمى استخباراتي مطلق، ومنظومة دفاعية مخترقة، وعجرفة غذّت المؤسسة كلها”.
وأضاف “هذا كان أيضاً “نتيجة إدمان إسرائيلي على شعور التفوق العسكري، الاستخباراتي والتكنولوجي، وتحليلاً خاطئاً من الأساس لنوايا العدو”.
ورأى التقرير أن “أسباب العمى الاستخباراتي الذي أصاب الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية، هو ضرب قدرة هذين الجهازين على التنصت في قطاع غزة. وتم ضرب هذه القدرة، في العام 2018، في أعقاب اكتشاف حماس قوة كوماندوز إسرائيلية من سرية هيئة الأركان العامة، التي توغلت بمنطقة خانيونس بهدف زرع جهاز تنصت ويتغلب على شبكة حماس للمحادثات المشفرة بين قادتها السياسيين والعسكريين، وقُتل حينها قائد القوة الإسرائيلية، محمود خير الدين”.