/ عماد مرمل /
لا أحد يستطيع أن يجزم في أي اتجاه ستتطور الحرب على غزة. ولكن الأكيد انّ اي خطأ في الحسابات، خصوصاً لدى الطرف الاسرائيلي المضطرب عصبياً ونفسياً جراء صدمة السبت الماضي، سيكون مكلفاً جداً وسيرتّب تداعيات على كل ساحات المنطقة المعنية بالصراع.
المفارقة، انّ من يرجح الانزلاق نحو الحرب الشاملة يملك حججه، ومن يستبعدها يملك أيضاً براهينه. بناءً عليه، فإنّ مقولة «كل الاحتمالات واردة» هي الأكثر واقعية في هذه المرحلة، وبالتالي وحده منحى الأحداث على الأرض سيرسم حدود الحرب.
وضمن هذا الإطار، يؤكّد قيادي في حركة «حماس»، انّ وقوع الحرب الكبرى من عدمه يتوقف على مسار التطورات في قطاع غزة.
ويلفت الى انّه إذا شنّ العدو الاسرائيلي هجوماً برياً على غزة، فإنّ المواجهة العسكرية ستتوسع وستنضمّ اليها جهات أخرى.
ويشير القيادي إيّاه الى انّ بقاء العدوان الاسرائيلي ضمن إطار القصف الجوي، «مقدور عليه» ولا يستوجب تدخّلاً عسكرياً واسع النطاق من قِبل الحلفاء، على رغم قساوة الغارات ووحشيتها، منبّهاً الى انّ استراتيجية المعركة ستتغيّر إذا قرّر العدو اقتحام غزة.
ويوضح القيادي، انّ العدو قد يتجّه الى خيار احتلال مناطق زراعية مكشوفة في غزة، ظناً منه انّ هذا الخيار سيكون أقل كلفة عليه وسيسمح له في الوقت نفسه بادّعاء تحقيق النصر، مشيراً الى انّ «حماس» وباقي الفصائل الفلسطينية في أتمّ الجهوزية من أجل التصّدي للهجوم البري المفترض اياً يكن حجمه.
ويعتبر القيادي «الحمساوي»، انّ مجرد بدء محاولة الاقتحام البري سيؤدي إلى تدحرج الأمور، لأنّ قوى محور المقاومة لن تقبل باستفراد غزة، مؤكّداً انّ معادلة وحدة الساحات سيكون لها التأثير الكبير والنوعي في الميدان.
ويكشف القيادي في «حماس» انّ إيران، وبالترافق مع تحرّك حاملة الطائرات الأميركية، عمدت خلال الأيام الماضية إلى نقل صواريخ بعيدة المدى الى أمكنة معدّة للاستخدام في قصف الكيان الاسرائيلي إن استدعت الحاجة.
ووفق تقديرات القيادي نفسه، فإنّ «حزب الله» تحديداً يربط انخراطه الكامل في المواجهة بفرضية الاجتياج البري، مشدّداً على أنّ الحزب لا يمكنه ان يسمح بأن تتعرّض غزة والمقاومة في داخل فلسطين لتهديد وجودي.
ويلفت الى انّ تفعيل جبهة الجنوب من قِبل «حزب الله» خلال الأيام الأخيرة انطوى على رسالة واضحة بالنار لنتنياهو، بأنّ الحزب لا يجلس في مقاعد المتفرجين وانّ تجاوز الخط الأحمر في العدوان على غزة سيستدعي رداً بحجم الاستهداف.
ويوضح القيادي انّ «حزب الله» مستنفر و»قوات الرضوان» جاهزة للدخول إلى المستوطنات في شمال فلسطين فور ان تتلقّى الاوامر من السيد حسن نصرالله.
ويعتبر القيادي انّ هناك حرباً اعلامية تُشن على «حماس» لتشويه صورتها، بالترافق مع الحرب العسكرية، مشيراً الى انّ المزاعم الإسرائيلية في شأن فظائع تعرّض لها المستوطنون خلال تنفيذ عملية «طوفان الأقصى» هي فبركات للتأثير على الرأي العام وصنّاع القرار في الغرب.
ويشدّد القيادي على أنّ «حماس» حركة تحرّر وطني نشأت كردّ فعل طبيعي ومشروع ضدّ احتلال يستولي على الأرض ويرتكب الجرائم وينتهك المقدّسات ويأسر الآلاف، مستغرباً ان يتجاهل البعض ارتكابات الاحتلال على امتداد عقود وان يفصل عملية «طوفان الأقصى» عن هذا السياق.