فضل الله: على الحكومة القيام بدورها المطلوب

رحب السيّد علي فضل الله “بعودة مجلس الوزراء إلى الالتئام، والذي كنا ننتظره مع كل اللبنانيين بفارغ الصبر”، معبّرًا عن “مدى الحاجة إلى وجود حكومة تدير أمور البلد وتعالج الأزمات التي يكتوي منها اللبنانيون”.

وأمل فضل الله في خطبة الجمعة ” أن تقوم الحكومة بالدور المطلوب منها والذي ينبغي أن تعتبره من أولوياتها وهو بالإسراع في إقرار المساعدات الاجتماعية والمعيشية التي وعد اللبنانيون بها”، وشدّد على “ضرورة بذل الجهد لفتح كل الأبواب المتاحة لها لإخراج البلد من الانهيار والتردي الذي وصل إليه، لا أن تضيف عليهم أعباء جديدة لا قدرة لهم على تحملها”.

ودعا السيد فضل الله “القوى السياسية المتمثلة في هذه الحكومة والراعية لها إلى أن تسهل عملها وأن تؤمن التضامن المطلوب داخلها في هذه المرحلة، وأن لا تكون محلا لصراعاتها وخلافاتها أو موقعا لتصفية الحسابات”.

وطالب فضل الله ” بالكف عن الخطاب المتوتر والمستفز أو الخارج عن اللياقات أو القيم الأخلاقية والذي يزيد من شحن النفوس ومن التوتر ويهدد استقرار البلد وعلاقة اللبنانيين ببعضهم ببعض، في وقت هم أحوج ما يكونوا فيه إلى تعزيز أواصر الوحدة فيما بينهم، سواء أكان الهدف من ذلك انتخابيا أو لأي سبب آخر”، معتبرًا أنّه” لا يمكن أن نبني وطننا أو أن نواجه صعوبات المرحلة وتحدياتها بمثل هذا الترهل الداخلي”.

ولفت السيد فضل الله  إلى انّ “التأزم على الصعيد المعيشي والحياتي يستمر بفعل استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدواء وكلفة الاستشفاء والنقل والكهرباء ومتطلبات التدفئة”، مشيرا الى أنه “رغم انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء، فإن أسعار السلع لا تزال على حالها”، معربًا عن أنّ “المشهد الذي كنّا نراه في المتاجر حين كانت تبدل الأسعار صعودا مع كل ارتفاع جديد لسعر صرف الدولار افتقدناه عند الانخفاض”.

ودعا في كلمته إلى” تحرك أكثر فاعلية من قبل أجهزة وزارة الاقتصاد والبلديات لمراقبة الأسعار والتدقيق فيها وملاحقة جادة للمحتكرين والمتلاعبين بلقمة عيش اللبنانيين ومتطلبات حياتهم”، مشدّدًا على أن ” لا تقف هذه الإجراءات عند صغار التجار كما هو الحال، بل يتعداه ذلك إلى كبارهم ومن يتحكمون بسوق المواد الغذائية والدواء والمحروقات”.

وأعرب السيد فضل الله عن أنّ “الأساس في تحسين الوضع المعيشي والحياتي ومنع الأزمات الناتجة منه، هو الحفاظ على انخفاض سعر صرف الدولار، وهذا لن يتم إلا بإقرار خطة تعاف اقتصادي، حتى لا يكون هذا الانخفاض آنيا كما هو الحال ولفترة وجيزة”، معبّرا عن “حق اللبنانيين أن يتساءلوا ما دام المصرف المركزي قادرا على التدخل لإيقاف سعر صرف الدولار إلى ما وصل إليه، لماذا لم يتدخل قبل ذلك، أم أن الحسابات السياسية هي التي تتحكم بسعر صرف الدولار”.

أمّا على صعيد القضية  الفلسطينية، قال فضل الله: “لا يزال العدو الصهيوني يمارس سياسته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، وهذه المرة في حي الشيخ جراح في القدس حيث هدم البيوت وشرد العائلات، فيما يتواصل تكثيف الزحف الاستيطاني وتتواصل هجمات المستوطنين على المسجد الأقصى”، داعيًا إلى “موقف عربي وإسلامي ضاغط لمواجهة هذه الغطرسة الصهيونية، التي تستفيد من التطبيع مع هذا العدو بحيث يزيده طغيانا وجرأة على استهداف الشعب الفلسطيني الذي لا يكل وبكل الوسائل عن مواجهة الاعتداءات”.
وأمل فضل الله  أن “تؤدي تداعيات ما جرى أخيرا في اليمن والتصعيد الخطير الذي وصل إليه أن لا يزيد الأمور تأزما وحدة، بل أن يفتح الباب لحلول توقف نزيف الدم الجاري” متمنيًّا ” أن يتأكد معها الجميع أن ليس بالقوة تعالج أزمات اليمن ومشاكله بل بالحوار الذي يأخذ بالاعتبار احترام خيارات الشعب اليمني وقراره الحر، وفي الوقت نفسه حسن الجوار مع محيطه”.