هل يخرُج الحريري مِن المشهد الانتخابي.. ومَن البديل؟

/محمد حمية/

إذا صحّ عزُوف الرئيس سعد الحريري عن الترشّح للانتخابات النيابية المقبلة، فإنه سيخلط الأوراق الانتخابية ويبعثر التحالفات عند الخصوم والحلفاء في آن، أما الساحة السنية فإنها مقبلة على تغيير حتمي، وتحول في صورتها السياسية، إذا ما أضفنا إعلان الرئيس تمام سلام عدم ترشحه، وقد تلحقه شخصيات أخرى تقليدية، كالرئيس فؤاد السنيورة ونواب آخرين في الكتلة الزرقاء، فيما ينشغل تيار “المستقبل” بتحليلات وتأويلات عن خيارات “زعيمه”، وينتظر ساعة الصفر التي حددها الرئيس العائد من “الغربة السياسية” في الخارج، إلى وطنه و”ربعه” الحزبي، ليقر معه مصيره ومستقبل تياره السياسي.

بيد أن رئيس “المستقبل، وبحسب معلومات موقع “الجريدة”، قد حمل قراره بيده، بعد سلسلة مشاورات، مباشرة وغير مباشرة، أجراها خلال اقامته في الامارات، مع السعوديين والفرنسيين ودول أخرى، لم تُفلح بانتزاع قرار لدعمه سياسياً ومالياً، فعاد خالي الوفاض، ولكي لا يظهر أن الأسباب خارجية، أراد تأجيل إعلان قراره الحاسم لـ”ضرورات التشاور مع تياره وأصدقائه”، كما تقول أوساط مطلعة في تيار “المستقبل”، لكي يُضفي على قراره البعد الداخلي.

وفيما أشارت المعلومات إلى أنّ الحريري​ أبلغ من التقاهم أمس بأنّه لن يترشحّ إلى ​الانتخابات النيابية​ المقبلة، ولن يكون لتيّاره أيّ لوائح أيضًا، أوضحت مصادر مطلعة في تيار المستقبل لـ”الجريدة”، أن الرئيس الحريري يجري مروحة مشاورات واسعة، وعندما ينتهي منها سيعلن عن قراره النهائي”، مضيفة: “حتى يعلن عن قراره، فإن كل ما يُنشر يبقى مجرد اجتهادات وتحليلات وتأويلات”. وكشفت مصادر “المستقبل” أنه “خلال اليومين المقبلين سيعقد الحريري اجتماعات للتيار كتلة كمكتب سياسي وتنفيذي للتشاور والنقاش بكل المعطيات، للتوصل الى قرار وفق ما تقتضيه مصلحة التيار والمصلحة الوطنية”.

وعما إذا كان الحريري سيعلن موقفه في مؤتمر صحافي قالت المصادر: “عندما ينهي مشاوراته، سيعلن عن قراره بالطريقة التي يراها مناسبة، أما التوقيت فملك الرئيس”.

وعن الخيارات المتاحة، كأن يعلن الحريري عزوفه ويترك الخيار لـ”التيار” بخوض الانتخابات، تشدد المصادر على أن “الحريري والتيار واحد، وما يقرره الرئيس الحريري بشأن الانتخابات بصفته زعيم رئيس التيار، يلتزم به التيار والجميع تحت سقفه”.

ويحمل قرار الحريري جملة تساؤلات عن الجهة المستفيدة من إزاحته انتخابياً، وإقصائه سياسياً، عن المشهد الانتخابي؟ ولأي هدف؟ وما هي التداعيات على خريطة التحالفات الانتخابية في مختلف الدوائر، لا سيما في دوائر بيروت والشمال والبقاع، وعلى قرار وتحالفات حلفائه، وعلى القوى التي انضوت سابقاً ضمن تحالف 14 آذار؟ والأهم، من البديل الذي سيملأ فراع الساحة الانتخابية والسياسية السنية؟ هل هي قوى متطرفة تتحضر للتوثب الى الميدان تحت عنوان المجتمع المدني، للتسلل الى الندوة البرلمانية، لخدمة أهداف خارجية، وفي ظل معلومات عن أن الأميركيين يخططون لدعم لوائح مرشحين، في أكثر من منطقة، لا سيما في الساحتين السنية والمسيحية، للحصول على كتلة نيابية صافية تدين الولاء مباشرة لواشنطن وحلفائها، ومستقلة عن النظام السياسي الطائفي، ونظام المصالح المالية، لكي تكون أداة طيعة لمواجهة “حزب الله”، في البرلمان، وعلى المستوى الإعلامي والسياسي؟