/ حمزة الخنساء /
أكّد مسؤول الموارد والحدود في حزب الله نوّاف الموسوي، أن مرور سنة على اتفاق الترسيم يُكرِّس انتصارين تمّ تحقيقهما: الأول، تحرير المنطقة الاقتصادية الخالصة التي قالت الدولة اللبنانية إنها تعود لها بموجب المرسوم 6433. والثاني، كسر الحصار الذي كان مفروضاً على لبنان بمنعه من التنقيب واستخراج ثروته البترولية للإفادة منها في التنمية الشاملة.وأشار ل” الاخبار” إلى أنه قبل أن يصدر وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض قرار تعديل إحداثيات موقع حفر البئر الاستكشافيّة في البلوك الرقم 9 “علمنا أن عملية التنقيب عندما بدأت اصطدمت بصخرة، ففضّلت الشركة المشغّلة أن تبتعد حوالي 30 متراً، (وهي مسافة لا تشكل تغييراً يُذكر في إحداثيات البئر الموصلة إلى المكمن المحتمل)، لكي تكون عملية التنقيب أسرع وأسهل للوصول إلى المكمن»، مؤكداً أن “عملية التنقيب وصلت إلى لحظة كانت مبشّرة، فقد أُبلغنا قبل 3 أيام أن عمليات الحفر تبقّى لديها نحو 918 متراً لتصل إلى الهدف المحدد من جانب الكونسورتيوم للوصول إلى هذا المكمن»، مضيفاً أن «مَن نسألهم من الخبراء، ونحن لدينا فريق تقني يتابع أدقّ التفاصيل عن كثب، يرى أن كل ما حولنا يؤشّر إلى أن لدينا هذه الثروة. المؤشرات لدينا تقول إن البلوك الرقم 9 والبلوكات 8 و10 و5 و6 و4 و7 كلها مبشّرة. وبحسب الخبراء، عندما توجد طبقة رمل “تمار” يكون هذا مؤشراً إلى وجود النفط، لأن هذا الرمل نفسه موجود في حقل «زهر» المصري، وموجود في هذه المنطقة”، لذا “لا يمكن لأحد أن يقنع أحداً من اللبنانيين بأن منطقتنا ليس فيها بترول. والبترول ليس فقط موجوداً في البحر اللبناني، بل أيضاً في البرّ اللبناني”.
ولفت الموسوي إلى أن هيئة إدارة قطاع البترول هي المخوّلة الإعلان عن النتائج، «ونحن لا نأخذ مكان أحد. حتى في مكان تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة اعتبرنا أن الدولة اللبنانية هي الجهة التي تقرر أين تقع، والآن نعتبر أن الدولة هي المسؤولة عن عملية التنقيب والاستخراج”، لكنه لفت إلى «أننا نتدخل لمنع التدخلات سواء المحلية أو الخارجية، من أن تعيق عملية الاستخراج، فوجودنا إلى جانبهم ومؤازرتهم رسالة إلى أي قوة خارجية أو محلية تردعها عن استهداف هذا القطاع”.
وأوضح أن “المعطيات الموجودة لدينا ناجمة عن متابعة تفصيلية، وتقول إن الحفر وصل أخيراً إلى مكان معيّن كان مبشّراً، رغم أن طبيعة التربة التي اكتُشفت كانت على خلاف ما تم تصوّره في المسح الزلزالي الثلاثي البعد، لكن كل ما هو موجود الآن يبشّر بأننا سنجد في البلوك الرقم 9 كميات بترولية». وقال: «لنفترض أن البئر الاستكشافية هذه، في أسوأ الاحتمالات، لم تنجح في إيجاد الكميات الوافرة التي تُعتبر تجارية في هذه النقطة بالذات، لكنها تستطيع أن تجدها في نقطة أخرى، بل أكثر من ذلك، في البلوك الرقم 4 الذي جرى الحفر فيه، يمكن أن يعاد الحفر فيه بتحديد موقع آخر لبئر جديدة حيث يمكن أن نحصل على كميات تجارية، لذلك يجب أن نتعامل مع واقع حتمية البترول في لبنان. فإذا لم نجده من المرة الأولى فحتماً سنجده في المرة الثانية أو الثالثة. فهو حتماً موجود»، رافضاً «بصورة قاطعة وبمعزل عن النتائج، القول بأن لبنان ليس في بلوكاته بترول بكميات تجارية، أنا أتعامل مع واقع هو حتمية وجود البترول في البلوكات اللبنانية، لكن يبقى علينا أن نكون شاطرين بالحفر”.
ولفت الموسوي إلى أن «مدّة الحفر المحددة مسبقاً هي 67 يوماً، لكنّ عمليات الحفر كانت تجري بوتيرة أسرع، وبحسب متابعتي تجاوزنا الـ3400 متر منذ 3 أيام، وهذا ليس التحديث الأخير حرصاً على أن تبقى هذه المعطيات عند هيئة إدارة قطاع النفط والبترول»، منوّهاً إلى أن “عملية الحفر تجري وفق وتيرة سريعة، وبالتالي قد نصل إلى نتائج قبل الـ 67 يوماً التي كانت مقرّرة. وسنصل إلى البترول أياً كانت التحديات”.
وحول الجدل الحاصل حول التلزيمات ودورات التراخيص، أوضح الموسوي أنه “كان يوجد نقاش يقول هل نذهب إلى التلزيم قبل صدور نتائج الاستكشاف أو بعدها. كان هناك رأي يدعو إلى التلزيم قبل صدور النتائج باعتبار أن البئر الاستكشافية الأولى لم تصل إلى كميات تجارية، لكنّ الشركات بموجب العقد الموقّع مع الحكومة تكون ملزمة بأن تحفر بئراً ثانية. فيما يقول الرأي الثاني إن الأكيد أن البترول موجود، فدعونا نؤخّر العقود إلى أن تظهر النتائج، عندها تصبح وضعيتنا في التفاوض أفضل»، معتبراً أن «كلتا وجهتي النظر وجيهتان، ونحن في هذا الموضوع تركنا الأمر لمرجعية مجلس الوزراء وهيئة إدارة قطاع البترول، لأنه توجد تعقيدات كثيرة، فنحن نعمل في وضع غير مريح في ظل غياب رئيس الجمهورية وحكومة غير مكتملة الصلاحيات، وبالتالي فإن التأجيل والتعليق وانتظار أوقات أفضل، كل ذلك يمكن أن يفوّت علينا الكثير من الفرص”.
تم تلزيم البلوك الرقم 9 لكونسورتيوم “توتال”، وأتت النسب منخفضة بسبب المخاطر المرتفعة آنذاك. لكنّ الموسوي يقول إنه في الوقت الحاضر «الأكيد أن في البلوكات الجديدة الوضع أفضل، ومع النتائج المبشّرة في البلوك 9 ستصبح وضعية الدولة اللبنانية أفضل في مفاوضة الشركات”.
ودعا إلى تنويع الاستثمار في البلوكات اللبنانية، «ولتأتِ شركات من جهات متعددة». كما دعا إلى تشكيل كونسورتيوم لبناني، من الاغتراب بالتحديد، يتولى هو عملية الحفر، علماً أن الكادرات اللبنانية موجودة وتمتلك المهارات اللازمة، فتشكيل كونسورتيوم لبناني برأس كامل يستطيع استئجار المعدات اللازمة للحفر والاستكشاف، تماماً كما تفعل «توتال»، ويجعل الربح كاملاً للبنان الذي سيستفيد من هذه العملية على وجوهها جميعاً.