سليمان فرنجية

هل يتراجع فرنجية أمام “الخيار الثالث”؟

| مرسال الترس |

بعد كلام الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان عن الدعوة إلى “الخيار الثالث”، كحلٍ مقترح للخروج من دوامة الفراغ الرئاسي الذي أمضى شهره الحادي عشر في قصر بعبدا، نشط إعلام “المعارضة”، المكتوب منه والمسموع والمرئي وصولاً الى المواقع التي لا تُحصى من التواصل الاجتماعي، في ابتداع العناوين التي تقترح انسحاب أو انكفاء أو تقديم هدية من رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى من عملوا بكل قواهم لعرقلة انتخابه كرئيس رابع عشر للجمهورية اللبنانية.

فمنذ اليوم الأول للفراغ، عكف الأفرقاء المسيحيون، “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” و”الكتائب”، على وضع خريطة طريق تتضمن سلسلة أسماء للمناورة بها من أجل “القوطبة” على فرنجية، والوصول إلى تحقيق مشروعها بإحداث تغييرات جوهرية في آلية النظام المنبثق من اتفاق الطائف الذي أقر في أواخر ثمانينيات القرن الماضي. وقد عبّر عن هذا التوجّه النائب جبران باسيل الذي تقاطع مع “المعارضة” على انتخاب الوزير السابق جهاد أزعور. ثم ذهب إلى التفاوض مع “حزب الله”، حليفه الاستراتيجي منذ العام 2006، على كيفية التوصّل إلى اللامركزية الموسعة، بما فيها من إدارة مالية، ومروجاً مع زملائه في “المعارضة” للفيدرالية أو الكونفيدرالية، أو ما تيسّر من الصيغ التي لا تلائم الذين يشددون على لبنان الموحد.

وقبل أشهر عدة من الفراغ، بدأ يلوح في الأفق أن “الثنائي الشيعي” يتجه لدعم ترشيح فرنجية، ليس عبثاً، وإنما استناداً إى قواعد ثابتة ومبدئية، إنطلاقاً من كون الرجل زاخر بمواقف وطنية لا غبار عليها، استكمالاً لمسيرة جده رئيس الجمهورية الراحل الذي يحمل أسمه، والذي انفصل عن الجبهة اللبنانية في العام 1978 بعدما لمس لديها اتجاهات فدرالية أو كونفدرالية أو ما شابه، ودفع الثمن الباهظ في مجزرة إهدن.

وإذا كان من يتزعمون الموارنة اليوم، يحاولون عرقلة وصول فرنجية الحفيد إلى قصر بعبدا، ليس لأنه مدعوم من “حزب الله”، فباسيل ما زال حليفاً لـ”حزب الله”، على الأقل في الظاهر، وسمير جعجع أيد انتخاب العماد ميشال عون في العام 2016 بالرغم من أنه كان مدعوماً حتى العظم من “حزب الله”، ولكنهم يخشون أن يعرقل ما يضمرون، فهو لم يفرّط يوماً بحقوق المسيحيين، ولا يفكّر يوماً في جرّهم إلى أن يدفعوا أثماناً باهظة كما فعل سواه من زعماء الموارنة في مراحل سابقة، تحت شعارات وعناوين برّاقة، وبعضهم ما يزال!

وبات واضحاً أنه إذا كانت “المعارضة” تساوم على إيصال هذا الإسم أو ذاك، فـ”الممانعة” حسمت خيارها. ومن ينتظرون “الخيار الثالث” أو يراهنون على عزوف فرنجية، سينتظرون كثيراً قبل أن تظهر الخيبة على وجوههم.

اختبر “الثنائي الشيعي” قد اختبر “الخيار الثالث” في العام 2008، وبالتأكيد لن يعيد الكَرّة مرة أخرى، وفرنجية لم يدّون في سجله السياسي أنه قايض على المبادئ السياسية التي يعتمدها في مسيرته ومسيرة عائلته.