البترول قبل الرئيس.. الـ65 بعيد المنال!

في الأفق حتى الآن لا بوادر حل لأزمة الانتخاب الرئاسي على رغم مرور 11 شهرا على خلو كرسي قصر بعبدا في حين انطلق الموفد القطري أبو فهد-جاسم آل ثاني بجولة جديدة من الاتصالات واللقاءات في لبنان من أجل الوصول الى ما يسهل الانتخاب بعدما تقاطعت مجمل الجهود والمساعي عند نصح الأفرقاء اللبنانيين بما يسمى الخيار  الثالث على رغم أن المبادرة الفرنسية لم تبرح في شكل نهائي وأن مكون الثنائي متمسك بدعمه الثابت للمرشح الرئاسي رئيس المردة سليمان فرنجية.. المعلومات تفيد أن الحركة القطرية منسقة تماما مع لجنة اللقاء الخماسي وأن اللقاء الذي حصل في السعودية مساء الاربعاء بين وزير الخارجية السعودية والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان تناول كل هذه المعطيات وتلك التي سبقتها.
في أي حال يبدو أن مجمل الأفرقاء السياسيين في لبنان يتعاملون مع الأمر حتى اليوم متغاضين عن كل ما يخص الأوضاع المعيشية المذلة لثلاثة أرباع اللبنانيين ومرتاحين على أوضاعهم بفعل اطمئنانهم الى أن مناصري الأقطاب لا يزالون مستعدين للتصفيق والتهليل لهم عندما يتم شحذ الجمهور, واستطرادا الغرائز. حتى أنه_من جهة ثانية_ لا تسير القوى السياسية في اغتنام الظرف المحلي المقبول أمنيا في ظل تطورات عالمية صاخبة: من جنوب شرق أوروبا الى أفريقيا فبحر الصين. كما ان المعارضة تعارض دعوات الحوار.ونظرا الى هذا الواقع بات التعويل في شكل شبه كامل على نضوج التسوية الإقليمية-الدولية وتلاقي جهود الخماسية مع عناصر تلك التسوية المنشودة.اللهم إذا لا سمح الله ذهبت الامور الى مقولة “الحل عالحامي”.
على المستوى المالي اكد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري ان تقرير الفاريس بلغه بالاسماء والأرقام ويتم درسه في هيئة التحقيق الخاصة ولدى القضاء معلومات كثيرة.

 

على المسار المرسوم لخطة التهدئة تسير خطوات القوة الأمنية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة.
العناصر الأمنية بدأت إنتشارها في حي التعمير ومنه الى حي المدارس والبركسات.
هذا الإنتشار جاء معززا بإجتماعات دورية لقيادة تحالف القوى الفلسطينية في صيدا من اجل عودة الهدوء التام الى المخيم وأهله وتأمين كافة المقومات لعودة النازحين منه إلى بيوتهم.
هذا في الشق الأمني أما في الشق السياسي فلا مؤشرات الى خرق او إنفراج في ملف رئاسة الجمهورية … وحده الإنتظار سيد الموقف فيما يتواصل الجهد القطري من دون ضجيج.
وإذا كان في لبنان ثمة من يرى ان الوقت يتسع لرفاهية الإنتظار فإن العام الدراسي بدأ يدق الأبواب ومعه تحترق جيوب اولياء الأمور بنار الأقساط من جهة وأسعار الكتب الدراسية من جهة أخرى في دولة الإحتساب بالدولار فيما الأجهزة المعنية في وزارة الإقتصاد تتحرك. والمدير العام لوزارة الإقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر يؤكد لل NBN أن ما يتم التلاعب بأسعاره هو ما ينشر من الكتب المدرسية محليا لافتا إلى خلاف بين الوزارة ونقابة الناشرين التي طلبت زيادة 22 بالمئة على أسعار الكتب عن العام الماضي.
أبو حيدر أكد ان الوزارة احالت بعض دور النشر وبعض المكتبات الى القضاء لمواجهة محاولات الإستغلال والاحتكار.

 

ايها اللبنانيون، صدقوا او لا تصدقوا. فالاكتشاف البترولي في لبنان قد يتم قبل اكتشاف هوية الرئيس المقبل. وزير الطاقة وليد فياض اعلن انه خلال ثلاثين يوما قد نصل الى اكتشاف بترولي في الرقعة رقم 9. فهل من مسؤول قادر ان يؤكد انه خلال ثلاثين يوما سيكون لنا رئيس جديد للجمهورية؟
هكذا تبدو الصورة رمادية في ظل المراوحة التي يعيشها الملف الرئاسي. والتعويل الحقيقي اليوم هو على زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الى بيروت، والتي بحسب مصادر مطلعة اضحت قريبة، باعتبار ان لقاءات الموفد القطري الموجود حاليا في لبنان  فهد بن جاسم تكاد تنتهي وتصل الى خواتيمها.
لكن المتابعين يؤكدون ان ثمة قطبة مخفية لا تزال تتحكم في الملف الرئاسي.  جوهر القطبة: ان حزب الله يريد ثمنا من الولايات المتحدة للتخلي عن ترشيح سليمان فرنجية وللسير بمرشح وسطي، في حين ان الولايات المتحدة غير مستعدة ولا تريد ان تعطيه اي ثمن!
امنيا، مخيم عين الحلوة بدأ مرحلة  العودة الى الهدوء. فقد انهت القوة الفلسطينية المشتركة انتشارها في حي التعمير، حيث تم الدخول الى تجمع المدارس الذي تم اخلاؤه تمهيدا لتسليمه الى الاونروا.
الواضح ان تطوراليوم خطوة على طريق انهاء التوتر في المخيم، لكن تبقى هناك عقدة اساسية تتمثل بتسليم المطلوبين في جريمة اغتيال اللواء ابو اشرف العرموشي ومرافقيه. ومن  أمنيات اللاجئين الى قضية النازحين السوريين ، التي تثير قلقا كبيرا عند اللبنانيين.
واللافت  الرقم الصادم الذي اعلن،  وفيه ان الرقم الاجمالي للنازحين يبلغ مليونين  ومئة وثلاثة عشر الفا وسبعمئة وستين نازحا، اي ان عدد النازحين يكاد يقارب نصف عدد اللبنانيين الباقين في لبنان. فمتى تتحرك الحكومة اللبنانية بجدية لمعالجة ازمة وجودية تهدد حاضر الوطن وتقضي على مستقبله؟ ومتى يقوم وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بزيارته المنتظرة الى دمشق؟

 

ادعوا زورا انتسابا لدينه الحنيف وقتلوا المحتفلين بولادته واسبوع وحدة المسلمين.. انهم التكفيريون بل هم اضل سبيلا، الذين فجروا المساجد في باكستان واوقعوا العشرات من المحتفلين بالمولد النبوي بين شهيد وجريح، باسم نبي الرحمة ومنقذ البشرية..

والمطلوب من الامة ومفكريها انقاذها من هؤلاء الضالين، بل على الهيئات الاهلية والدينية وجميع القوى السياسية والشعبية التعاون المشترك في مواجهة الجماعات التكفيرية – كما دعا حزب الله، الذي دان هذه الاعمال الارهابية ..

وعودة بالتاريخ الى الاعمال البطولية التي حررت بيروت من الارهاب الصهيوني في مثل هذا اليوم من ثمانينيات القرن الماضي، ورمت به خارج المدينة العصية على كل ارهاب واحتلال وتضليل وتطبيع، في زمن الضياع  القومي والانحراف الاخلاقي والانساني.. بيروت هذه تأبى اليوم الا ان تكون عاصمة العروبة الحقة، عاصمة كل ثائر على طريق فلسطين، بعيدة عن كل طرق التطبيع والتهويد والتهويل..

على الطرق السياسية اللبنانية مراوحة يومية، واجتهادات لاستنباط شيء من الحراك الخارجي، فيما السبات الداخلي يعم المشهد الرئاسي. في المشهد الاقتصادي ركون الى كلام حاكم مصرف لبنان عن تهدئة الاسواق المالية شهرا بشهر، واستعجاله خططا حكومية لا يبدو انها موجودة، فيما وزير من الحكومة اسمه علي حمية يبحث عن موجودات الدولة واحد كنوزها المتروكة عند الشاطئ، حيث بدأت وزارة الاشغال بالتعاون مع الجيش اللبناني بالمسح الجغرافي على طول الشاطئ اللبناني بحثا عن الاملاك البحرية المنهوبة والتي تدر على الدولة مليارات من الدولارات الخالصة..

وتحت اعين الدولة التي رعى رئيس مجلس نوابها نبيه بري اتفاق وقف النار في مخيم عين الحلوة بدأت اليوم  القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة بالإنتشار في بعض احياء المخيم في إطار تطبيق الاتفاق وتثبيت التهدئة على ان تستكمل انتشارها في كل مناطق التوترات السابقة..

 

لا تزال التكهنات السياسية عنوان المرحلة بالنسبة الى مسار الملف الرئاسي، في وقت تبدو فيه الاطراف على تمسكها بمواقفها المعروفة لناحية دعم هذا او رفض ذاك من المرشحين.
اما صيغة المرشح الثالث، فتعرضت في الساعات الاخيرة لإطلاق نار كثيف من عدد من الوجوه الإعلامية الدائرة في فلك الثنائي، التي عاد بعضها الى نغمة التحدي والاستفزاز، في مقابل اصرار الفريق المقابل على رفع السقف ضد حزب الله وحركة أمل بلا أي أفق أو طرح عملي بديل.
أما التيار الوطني الحر، الذي يستعد رئيسه لجولتين بقاعيتين في زحلة وبعلبك-الهرمل في عطلة نهاية الاسبوع، بمشاركة الرئيس العماد ميشال عون، فترتقب مواقفه من التطورات الاخيرة، خصوصا بعدما بات في موقع يكاد يكون الاكثر تأثيرا في التوازنات المحلية، باعتراف الجميع.
وفي اطار المعلومات المتداولة، لفتت اليوم تسريبات حول عروض واجوبة على علاقة بمصير ترشيح سليمان فرنجية، تحت عنوان البحث عن سلة.
وفي وقت وضعت اوساط الاخير ما يتداول في اطار تعزيز ترشيحه، رأت جهات أخرى أنها تمهد للتفاهم على بديل، في وقت يبدو واضحا لدى الجميع، ان رقم ال65 لا يزال بعيد المنال، تماما كتأمين النصاب، ما يستوجب عاجلا أم آجلا التوصل الى توافق وطني عام حول الرئيس واولويات المرحلة المقبلة، مع الرعاية والمواكبة الخارجية المناسبة، بعيدا عن اي شعارات حول الحوار، وبلا مزايدات في شأن الدستور.

 

بين قرية عين القبو في المتن الشمالي وقرية شيخان في جبيل، كيلومترات معدودة، لكن أمين معلوف، ابن عين القبو،  وريما عبد الملك، وزير الثقافة الفرنسية، إبنة شيخان، حولا هذه الكيلومترات إلى أطول جسر بين الثقافات والحضارات.

لعله من أروع صور العام المصافحة الحارة أمس في باريس ، بين أمين وريما: أمين على كرسي رئاسة الأكاديمية الفرنسية، وريما على رأس الوزارة التي لا تشتغل إلا ثقافة بين الشرق والغرب. صورة لا يليق بها ، كتعليق ، غير ما كتبه الخالد سعيد عقل: “ونبني أنى نشأ لبنان”.

أمين وريما نقلا معهما من عين القبو وشيخان هذا الإرث الهائل من الثقافة والحضارة، فجمعا ما تختزنه اللغة العربية والثقافة الشرقية، مع ما تختزنه اللغة الفرنسية والحضارة الغربية. وعليه ، يحق لكل لبناني أن يفتخر ويرفع الصوت ليقول: ” نحن نعيش في عصر أمين معلوف وريما عبد الملك ، سواء كنا في لبنان أو في أي بقعة من بقاع العالم.

ليس بعيدا من شيخان، من قرطبا تحديدا، حلق نديم شرفان، على رأس فرقته “مياس” في الولايات المتحدة الأميركية، فأكمل الجسر بين لبنان وأوروبا إلى أميركا.

“منشوف حالنا بعين القبو وشيخان وقرطبا” وهناك سر بين هذه البلدات الثلاث ، السر إسمه لبنان، وهو مسؤولية كل مواطن وكل فرد منا، لا تنتظروا أحدا وبادروا، أبدعوا، فتصبحون أنتم الوطن ، وتصبحون موضع فخار كما امين وريما ونديم … دققوا في كل قرية وبلدة ، فستجدون أمين وريما ونديم ، بكل عطاءاتهم الثقافية وإبداعاتهم ، فالحضارة اللبنانية لم تعد وقفا على ” جاط التبولة وجرن الكبة ” إنها الكلمة واللوحة والنوتة الموسيقية والرقصة والإبداع ، والأهم من كل ذلك هذا الجسر المتين الذي يمتد من قرطبا إلى لوس أنجلس عبر شيخان وعين القبو إلى باريس وأميركا.

 

تقترب مناقصة الرئاسة من مرحلة ” فض العروض” وفتح ” المظاريف “، لكنها خارج القانون والدستور والعملية الديمقراطية. فمع تجوال ” ابو فهد القطري “، كشفت المردة  للمرة الاولى عن اغراءات ومحفزات مالية سياسية، تلقتها أخيرا ورفضتها كثمن للانسحاب من السباق الرئاسي .

وهذا الرفض يعكس اصرار فرنجية على التمسك بالترشيح الى ان يقضي حزب الله امرا كان مفعولا .والمفعول هنا مرفوع على خماسية دولية عربية تتحرك بخط عامودي وأفقي، وقد نشط من بينها الدور المصري عبر السفير ياسر علوي.

وبتجميد مبادرته الحوارية بعد انقطاع الأمل، فإن الرئيس نبيه بري يجلس مترقبا المسعى الفرنسي والحراك القطري، محتفظا بمفتاح مجلس النواب  في جيبه، ممتنعا عن الدعوة الى الجلسات المفتوحة ، مشترطا ” اللا ” النافية للانتخاب والضاربة لمبدأ الديمقراطية. دزينة جلسات نيابية كانت تنتهي بتهريب النصاب وبشروط التوافق قبل الانتخاب,

ومع اقتراب الفراغ من حكم العام الكامل، فإن هذا التوافق يطل مجددا من طرح الخماسية  للمرشح الثالث ودعوة الافرقاء اللبنانيين الى التخلي عن تصلبهم والذهاب بمحبة الى مرشح توافقي.

والمرشح الثالث في الدستور السياسي اللبناني سيعني التجديد للمنظومة واستمرارها في الحكم عبر تقاسم الرئيس والحكومة معا خلافا لكل ديمقراطيات العالم حيث : التنافس والانتخاب .. الفائز يحكم والخاسر ينتقل الى صفوف المعارضة،

ولكن هذه العملية البسيطة ديمقراطيا نستبدلها بنظام اكثر تعقيدا، ويشترط رئيس المجلس وضوح الصورة قبل ان يدعو الى جلسة انتخابية مفتوحة. فأي صورة يراد اتضاحها اكثر من اتباع الدستور؟

هو فيلم لبناني طويل يبلغ عامه الاول الشهر المقبل، ومرشح لدوران في حلقة مفرغة ومفزعة معا،

واذا ما استمر الدوران في حلقة الفراغ، فإن الخماسية قد تدير ظهرها للبنانيين، بعدما يتبين لقطر ان إنجاز اتفاق بين اميركا وايران على ستة مليارات دولار وتحرير مخطوفين من الجانبين كان اسهل من انتاج رئيس للبنان .

فهل نشهد على تقلبات في المناخ الرئاسي تأتي مصحوبة بأمطار انتخابية؟

الفرصة الوحيدة المتاحة هي في ضغط الرياح الخماسية والتي تتبلور خلال تشرين وبانتظارها فإن التصلب في الشرايين السياسية بدأ يشهد على تصريحات تمهد للتغيير  ومن بين هذه المواقف اشادة معظمة مكررة من حزب الله الى الجيش ،ومواقفه البطولية كما جاء في كلام الشيخ محمد يزبك.

وعلى جبهة واحدة لفتت اشارة النائب هاني قبيسي بإننا سنقف داعمين لكل المبادرات التي تأتي أكانت من الداخل أو الخارج لحل المشكلات ولكننا نرفض القرارات والإملاءات فهل تؤسس مثل هذه الاشارات الى تقدم سعودي حوثي في اليمن ؟

والى تبديل الوجهة الرئاسية لاحقا للثنائي ؟
كلها علامات استفهام بانتظار ان يأتي تشرين باجوبة.