استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية جان لوي بورلانج قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا مع أعضاء من اللجنة، في حضور سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو.
وأكد عون انه “يتطلع الى ان تكون الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، فرصة حقيقية للبنانيين كي يعبروا عن خياراتهم في التغيير بهدف تطوير النظام اللبناني”، مشيرا إلى ان “اللامركزية الإدارية والآلية الموسعة، تشكل مدخلا اساسيا لتحديث النظام اللبناني وتطويره وحفظ وحدة لبنان ارضا وشعبا ومؤسسات”.
واوضح عون أن “احداثا كثيرة تراكمت واوصلت البلد الى الظروف الصعبة التي يعاني منها حاليا، ومنها عوامل خارجية مثل الحرب في سوريا واقفال المعابر الحدودية، وانتشار جائحة كورونا، ناهيك عن الفساد الذي فتك بالإدارة والمؤسسات، وسياسات مالية واقتصادية خاطئة أوقعت البلاد في ازمة خانقة”.
وابلغ الرئيس عون الوفد الفرنسي انه “عازم، فيما تبقى من ولايته، على الشروع بالإصلاحات الضرورية، واستكمال عملية التدقيق المحاسبي الجنائي”، مشيرا الى ان “الحكومة سوف تباشر الأسبوع المقبل درس مشروع الموازنة، ثم خطة التعافي المالي والاقتصادي، بالتزامن مع بدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي”.
وردا على سؤال حول علاقات لبنان مع الدول العربية، افاد الرئيس عون ان” لبنان كان دائما ولا يزال، حريصا على افضل العلاقات مع الدول العربية والاجنبية، وسيعمل على إعادة العلاقات طبيعية مع دول الخليج”.
وفيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية قال عون: “المفاوضات ستستأنف مع العودة القريبة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى المنطقة”.
ونوه رئيس الجمهورية بـ “المواقف الداعمة للبنان سياسيا واقتصاديا وانسانيا التي اتخذها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون”، وحمّل رئيس الوفد واعضائه تحياته اليه والى رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية.
وكان بورلانج قد أكد في مستهل اللقاء ان” لبنان حاضر دائما في قلوب الفرنسيين وعقولهم، وهم يبدون رغبات صادقة في مساعدته على تجاوز الصعوبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يمر بها”، ناقلاً تحيات الرئيس الفرنسي وتضامنه مع لبنان وشعبه.
وشدد على “العلاقة المميزة بين لبنان وفرنسا، والدور الذي يلعبه عون لتمكين لبنان من إيجاد الطريق الصحيح نحو النهوض وتحقيق التوازن، فضلا عن الاطلاع على حقيقة الأوضاع اللبنانية، ومعرفة كيف يمكن لفرنسا وللجمعية الوطنية الفرنسية ولا سيما الشؤون الخارجية، المساعدة على تحقيق ما يتمناه اللبنانيون، ومن اين تكون بداية المسيرة الضرورية للإنقاذ، حفاظا على ما يميز لبنان ولا سيما الوحدة بين طوائفه”.
وأضاف: “الإصلاحات التي تنوي الحكومة اللبنانية اعتمادها، تشكل خطوة مهمة على طريق تحقيق النهوض والتعافي”.