| مرسال الترس |
بعد عودة الروح إلى التحرك القطري على الساحة اللبنانية، علّه يستطيع العثور على دُرّة الملف الرئاسي الذي أخفق الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في العثور عليها خلال جولاته الثلاث، تردّد في بعض الأوساط أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ينتظر قبل الشروع في دعوته الحوارية التي علّقت عليها العديد من الأوساط الآمال، أن يُنزل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عن كتفيه الأحمال التي كبّل نفسه بها منذ سنة، مع بداية الحديث عن الفراغ الذي نزل على قصر بعبدا.
ولكن، هل ينتظر بري فعلاً قراراً من باسيل يسهّل مهمته في الحوار الذي سيؤمن انتخاب الرئيس العتيد؟
في الشكل، قد يناور رئيس مجلس النواب مع كافة الكتل لجلبها إلى طاولة الحوار، لأنه ليس من الأشخاص الذين يرغبون بخسارة تجربتهم في إيجاد مخارج للحلول، إزاء ما يتم طرحه من أفكار تقرّب وجهات النظر في الأمور الوطنية، وهو الذي عركته ظروف صعبة وحساسة جداً خلال ثلاثة عقود من رئاسته للسلطة التشريعية، ولن يفرّط بأي إجراء لتحقيق فكرته بالحوار الذي يتوسم منه الوصول إلى انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية.
أما في المضمون، فإنه سيعض على الجرح الذي سببه له باسيل عندما وصفه بـ “البلطجي”، واضطر عمه الرئيس ميشال عون أن يسخّر كل علاقاته، لكي يعيد المياه إلى مجاريها بين عين التينة وميرنا الشالوحي ويجمع الرجلين. ولكن يبدو ان الجَمعَة حينها تمت على زغل، لأنه منذ تلك المرحلة لم تغب أجواء التشنج بين حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر”، حتى داخل مجلس النواب، على العديد من القضايا التي تم طرحها للبحث.
وهذه الحادثة لم تكن الوحيدة التي اعتمدها باسيل لهدم الجسور، ليس مع الرئيس بري وحركة “أمل” فقط، بل مع مختلف الأفرقاء على الساحة اللبنانية، على مبدأ “خالف تُعرف”، فإلى جانب “المشكل” الذي اخترعه مع رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لم يوفر أحداً، حتى من الذين يعتبرهم زملاءه في “المعارضة” إن في “القوات اللبنانية” أو حزب “الكتائب”… حتى آخر معارض من النواب “السياديين” والمستقلين. وصولاً إلى حليفه الاستراتيجي “حزب الله” منذ تناهى إلى الجميع أن “حارة حريك” تدعم ترشيح فرنجية إلى الرئاسة.
العديد من المراقبين يعتقدون أن باسيل قد ينجح في تحقيق مكاسب لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، ولكنه بالتأكيد قد خسر مصداقيته السياسية أمام معظم الأفرقاء السياسيين في لبنان، لأن لكل منهم حكاية مع “الصهر المدلّل” الذي يعتبر نفسه أنه أكثر المؤهلين للرئاسة لأنه الأكثر تمثيلاً للمسيحيين.