شكّل الإنذار القبرصي الذي صدر في الساعات الأخيرة، منبهاً أوروبا من خطر “انهيار السد اللبناني” أمام ضخامة النزوح السوري، بعداً استثنائياً في أهميته وتردد صداه الإيجابي بقوة في المناخات اللبنانية المأزومة، إذ اعتبر أول إنذار من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي يضع دول الاتحاد في مواجهة مسؤوليتها الهائلة، إن هي مضت في التعامل مع الكارثة اللبنانية بمنطق تبرير القصور الأوروبي والزعم بأن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة النازحين من بلدان الجوار.
وبرز في إعلان قبرص أنها طلبت من التكتل مراجعة وضع سوريا، إن كانت ما زالت غير آمنة ولا يمكن إعادة طالبي اللجوء إليها. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب موجة من الهجمات ذات الدوافع العنصرية على الأجانب في الأسابيع الأخيرة، وسط تزايد المشاعر المعادية للمهاجرين في الجزيرة المتوسطية. وقال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو إنه سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإنهاء وضع سوريا كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين إليها.
وفي رسالة إلى نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس، قال يوانو إنه أثار أيضاً الحاجة الملحة لمساعدة لبنان الذي لجأ إليه نحو 2,5 مليون سوري. وأضاف: المعلومات المتوافرة لدينا من السلطات في لبنان هي أن هناك زيادة في عدد السوريين الذين ينتقلون إلى لبنان، ولبنان حاجز. إذا انهار لبنان، فستواجه أوروبا بأكملها مشكلة”.