انهار أمس الأربعاء اتفاق وقف إطلاق النار الهش في مخيم عين الحلوة، الذي شهد جولة قتال عنيفة وعلى مختلف محاور الاشتباك رغم كل الجهود السياسية اللبنانية والفلسطينية – الفلسطينية التي تقاطعت بين حركتي «فتح» و»حماس» في لقاء مشترك بينهما وفي جولة كل منهما على المسؤولين اللبنانيين.
ووفق أوساط فلسطينية لــ «نداء الوطن»، فإن الأخطر في انهيار الاتفاق، كان محاولة توسيع دائرة الاشتباك بجرّ «تيار الاصلاح الديمقراطي» لحركة «فتح» الذي يتزعمه العميد محمود عيسى «اللينو» الموالي للعميد المفصول من «فتح» محمد دحلان، حيث قتل المسؤول العسكري فيه خالد أبو النعاج الموكل الحفاظ على الأمن وتثبيت الاستقرار في منطقة صفوري.
وأوضح التيار في بيان «أن أبو النعاج قتل بعملية غدر من مجموعة مخترقة ومرتبطة بالمشاريع الهدامة التي تطال مخيمنا، وعملت القيادة على عودة الهدوء والاستقرار ونعاهد شهيدنا وشعبنا ومخيماتنا باننا سنبقى أوفياء لتضحياتهم ومعاناتهم ونحافظ على أمنهم برموش عيوننا وبأننا سنقتص من الشرذمة التي تسعى الى اغتيال قضيتنا والاعتداء على كوادرنا».
وبدأت مؤشرات انهيار الاتفاق مع الموقف الناري الذي أطلقه عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، عقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إذ تحدث عن مهل للتسليم «لقد وضعنا سقفاً زمنياً ليس طويلاً»، وعلى قاعدة «تسليم القتلة للقضاء اللبناني»، وصولاً إلى «أن كل الخيارات مطروحة أمامنا واتفقنا عليها، ونحن نفضّل خيار العقل»، وأشار إلى «الإرتباط بجهات خارجية».
وتعليقاً على انهيار الهدنة، علق نائب رئيس «حماس» في الخارج موسى أبو مرزوق عبر «تويتر»: «ما يجري في مخيم عين الحلوة الآن هو تدمير للمخيم تحت عنوان محاربة الإرهاب، ولكن بدون نتائج حقيقية تُذكر، وحاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق، ولكن التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى».
وذكرت مصادر طبية لـ «نداء الوطن»، أن جولة الاشتباكات التي شهدها المخيم عصراً أسفرت عن سقوط 7 قتلى، نقل 6 منهم إلى مستشفى «الهمشري» و1 الى مستشفى الراعي في صيدا، بينما أصيب نحو 24 جريحاً لترتفع حصيلة الاشتباكات منذ اندلاعها الخميس الماضي إلى 14 قتيلاً وأكثر من 145 جريحاً.