حوار بالعربي والفرنسي.. جان نبيه لودريان!

بضوابط اللجنة الخماسية وبعد طول تحليلات انطلق جان ايف لودريان الموفد الرئاسي الشخصي الفرنسي في زيارته الثالثة والمقررة حتى الخميس بجولة محادثات ثنائية مع القوى السياسية اللبنانية قبل ان يتسلم مهامه الجديدة في السعودية اوائل تشرين المقبل تزامنا مع تحرك قطري بارز بدءا من الاسبوع المقبل وسط معلومات تفيد ان قطر قد تدعو الى لقاءات ثنائية في الدوحة لاخراج الرئاسة الاولى من عنق الزجاجة.

وقد اعلن لودريان مستهلا زيارته من السراي الحكومي انه آت الى لبنان لاكمال مهمته ولن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيقوم به داعما مبادرة الرئيس بري الذي جدد التأكيد ان لا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار .

وفي الشأن الرئاسي ايضا علم أن السفير السعودي وليد البخاري اجرى اتصالات بعدد من النواب ودعاهم الى لقاء عند الرابعة من بعد ظهر يوم الخميس المقبل يحضره الموفد الفرنسي جان ايف لودريان.

ماليا مجلس الوزراء أقر موازنة العام 2024 بعد الانتهاء من مناقشة كامل بنودها على أن يحيلها الى مجلس النواب ورئيس الحكومة اعتبر  أن اقرارها انجاز بطولي مشددا على اننا نمر في مرحلة يجب على الجميع التعاون فيها والموضوع الاقتصادي مهم وموضوع النزوح أهم.

وفي  هذا الاطار  كشفت قيادة الجيش ان وحداتها احبطت  بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي محاولة تسلل نحو 1250 سوري عند الحدود اللبنانية السورية.
اما في مخيم عين الحلوة فقد شهد سقوط وقف اطلاق النار وتجددت الاشتباكات بشكل عنيف على الرغم من المساعي والاتصالات لكبح جماح التصعيد المشبوه مع وصول الموفد الرئاسي عزام الاحمد ونائب رئيس حركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق الى لبنان.

 

الحوار ثلاثا “بالعربي والفرنسي”.

هكذا حط الموفد الرئاسي جان إيف لودريان في بيروت وباشر لقاءاته مع المسؤولين وكان أبرزها مع صاحب المبادرة الحوارية رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد بعد اللقاء أن وجهات النظر متطابقة مع الموفد الفرنسي بأن لا سبيل إلا بالحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الإستحقاق الرئاسي وهذا ما هو متاح حاليا لمن يريد مصلحة لبنان.

من جانبه، كان لودريان كتوما بحيث أنه لم ينبس ببنت تصريح سواء في عين التينة أو في السراي الحكومي غير أنه أمل خلال لقائه الرئيس نجيب ميقاتي أن تكون مبادرة الرئيس بري بداية مسار الحل وفق ما أفاد البيان الصادر عن رئاسة الحكومة بعد الإجتماع.

وبينما كان الموفد الفرنسي يتنقل بين المقرات كان مجلس الوزراء يقر مشروع قانون موازنة العام 2024 الأمر الذي وصفه رئيسه بأنه إنجاز جيد جدا وعمل بطولي على اعتبار أنها أول موازنة تقرها الحكومة في مواعيدها الدستورية منذ العام 2002.

ميقاتي كشف أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أبلغه بأنه طلب موعدا لقيام اللجنة التي تم تشكيلها برئاسته لزيارة سوريا من أجل متابعة موضوع النزوح ودعا إلى إقامة ورشة مع المجلس النيابي حول هذا الملف لأنه يخص اللبنانيين جميعا.

أما عين الحلوة فكانت مجددا أمام اختبار وقف إطلاق النار….
في الصباح كانت الأجواء مشجعة استنادا إلى الهدوء السائد في المخيم عملا باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الإجتماع الفلسطيني الذي عقد في المديرية
العامة للأمن العام أمس.

أما في ساعات ما بعد الظهر فعادت الإشتباكات قبل أن يتنفس سكان عين الحلوة الصعداء وتعود الحركة التدريجية إلى المناطق المحيطة ولا سيما في شوارع صيدا.

 

هموم العالم في مكان، وهمومنا اللبنانية في مكان آخر. العالم يتقدم، يتطور، يتحرك بشكل دائم، فيما لبنان جامد، ثابت لا يتحرك، حتى لا نقول إنه يرجع إلى الوراء. المشاريع الإقتصادية والإتفاقيات تتبلور يوما لتربط العالم ببعضه بعضا، فيما لبنان واقف يتفرج كأنه خارج لعبة الأمم. في قمة نيودلهي الأخيرة اقر مشروع الممر الإقتصادي الحيوي الذي يربط أوروبا بالهند عبر منطقة الشرق الأوسط.

وبدلا من أن يكون لبنان هو الممر الطبيعي، وبدلا من ان  يتم اعتماد مرفأ بيروت، تم استبعاد لبنان ومرفأ بيروت، ليحل مكانه مرفأ حيفا في إسرائيل. هكذا نفقد يوما بعد يوم دورنا، فيما نحن منشغلون بقضايا لا تقدم ولا تؤخر، وبتفاصيل مضحكة مبكية في آن. إذ هل معقول أن يكون أقصى طموحنا أن ننتخب رئيسا للجمهورية أي أن تسير مؤسساتنا وفق مقتضيات الدستور، في حين نخرج من الزمن شيئا فشيئا لنصبح جزءا من التاريخ لا أكثر ولا أقل؟

رئاسيا، زيارة لودريان بدأت، لكن من دون توقعات كبيرة منها. المبعوث الرئاسي الفرنسي أمل من السراي الحكومي ان تكون المبادرة التي اعلن عنها الرئيس نبيه بري بداية الحل. فهل جاء لودريان يسوق لمبادرته الحوارية ام لمبادرة بري؟ والا يدل ما قاله على ان مبادرته انتهت،  وانه صار مهتما بدعم مبادرة رئيس مجلس النواب؟

توازيا ، علم ان النواب فؤاد مخزومي ووائل ابو فاعور وملحم رياشي اجتمعوا في العاصمة الفرنسية بالمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، وذلك للبحث في الملف الرئاسي اللبناني، وان اللقاء كان ايجابيا. لقاء باريس تزامن مع تزايد الحراك القطري في بيروت الهادف الى تعزيز الحظوظ الرئاسية لقائد الجيش العماد جوزف عون.

في هذا الوقت خبر لافت من الولايات المتحدة الاميركية، حيث ادرجت وزارة الخزانة الاميركية عناصر حزب الله ومموليه الماليين في اميركا الجنوبية ولبنان على قائمة العقوبات. كلها تطورات تثبت ان الملف الرئاسي يتحرك بقوة ، فهل في الحركة بركة هذه المرة؟.

 

قبل تعداد ضحايا زلزال مراكش المغربية استفاق العالم على كارثة ليبية. مدينة درنة شرقي البلاد جرفتها واهلها السيول، فأصبح أكثر من مئة الف شخص بين قتيل ومفقود، وعداد الكوارث الى ازدياد. وفيما تحليلات الخبراء تقرأ بهذا التقلب المناخي ونتاجه الكارثي، فإن عيونهم تشخص نحو حمم بركان ثائر في هاواي الاميركية..

في الحمم اللبنانية المنبعثة من بركان الازمات بقي لهيب عين الحلوة اصعب الاختبارات، مع الهدنة التي تخرقها بين الفينة والاخرى جولة من الاقتتال. اما مقاتلو الساموراي الحكوميون فقد تمكنوا من تحقيق انجاز تاريخي بحسب رئيسهم نجيب ميقاتي مع اقرار موازنة العام الفين واربعة وعشرين ضمن المهل القانونية، وتحميل المواطن اعباء تأمين الواردات عبر الضرائب وبدلات الخدمات..

في السياسة لا بديل عن الحوار ثم الحوار ، وهو ما حمله الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، وهو القادم متئكا على طرح الرئيس نبيه بري الحواري ، سامعا منه ان إنجاز الاستحقاق الرئاسي متاح حاليا لمن يريد مصلحة لبنان ..

وضد مصلحة لبنان وشعبه جمعيات لبنانية تعمل بأجندات خارجية، تشجع السوريين على النزوح وتحرض الموجودين على عدم العودة، وهي جمعيات معروفة التمويل والهدف، مكشوفة بالوثائق كما قال وزير العمل مصطفى بيرم للمنار ..
لمن يهمه الامر فان القول الفلسطيني الحقيقي كان اليوم في غزة التي لجأت مقاومتها الى الركن الشديد كمناورة ورسالة للاحتلال بان اي حماقة ستكون مكلفة جدا..

هذا في فلسطين فكيف في ايران التي يهددها قائد الموساد من منبره المهتز ، وهي الحقيقة التي يعرفها ويجاهر بها كل الصهاينة..

اما التضليل الذي يجاهر به الاعلام العربي اللغة – العبري الهدف – والفبركات التي يسوقها، فقد ردت عليه العلاقات الاعلامية في حزب الله نافية ادعاءات قناة الحدث وتوابعها اللبنانية عن تهريب السلاح عبر مطار بيروت، معتبرة انها تتماهى مع العدو الصهيوني، وتسيء الى الدولة اللبنانية وتشوه صورة أجهزتها الأمنية .. ‏

 

بين جولة جان ايف لودريان، وجولة عين الحلوة، جولات يومية من معاناة اللبنانيين بسبب عجز مجلس النواب وفشل الحكومة وانهيار الدولة بشكل عام.
واذا كانت جولة الموفد الفرنسي تدوم حتى مساء الغد بلا نتائج متوقعة، فلا احد يعرف الى متى تدوم التهدئة الفلسطينية-الفلسطينية الهشة اصلا، هذه المرة، قبل ان تندلع جولة اخرى.

عجز مجلس النواب، يعبر عنه نواب يتفرجون على قوانين الاصلاح، كما على الفراغ الرئاسي، فيما الدولة منهارة سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا، وحتى اخلاقيا، والبعض يبحث عن تسويات ظرفية تكرر الهرب الى الامام.

وفي غضون ذلك، مشهديتان تعبران عن جزء من فشل حكومي مستدام: اولى محورها الموازنة الجديدة غير الاصلاحية، التي تباهى بإقرارها نجيب ميقاتي اليوم، مع علمه اليقين بأنها لا تتعدى الإطار الشكلي، خصوصا أن الموازنة السابقة لم تقر في مجلس النواب. والمشهدية الثانية، جوهرها لائحة الاجراءات الحكومية في حق النزوح السوري، التي جاءت متأخرة اثني عشر عاما.

فلو اتخذ نصفها في حكومة ميقاتي التي كانت قائمة عام 2011، بعيدا من المزايدات السخيفة والرهانات الساقطة، لأمكن تفادي الكارثة التي نعيشها اليوم. كارثة من ضمن كوارث عدة، في عهد الحكومة الميقاتية الذي بدأ قبل سنتين، والتي استحقت بفعلها، وعن جدارة، علامة صفر على عشرين.

 

لعنة المآسي الطبيعية ضربت بقسوة المغرب العربي:

زلزال في المغرب، فيضانات في ليبيا. المغرب ما زال ينتشل الضحايا من مناطق أبيدت بالكامل، فيضانات شرق ليبيا أدت إلى خسائر هائلة في ظل وجود عشرة آلاف مفقود، بحسب تحذير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحر والهلال الأحمر.

في لبنان، باشر الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جان إيف لودريان، لقاءاته في بيروت، في زيارة جديدة هي الثالثة، وربما تكون الأخيرة، قبل الألتحاق بمركز عمله الجديد في السعودية. لودريان ينهي جولته الثالثة يوم الجمعة المقبل بعد أن يكون قد التقى كل المكونات، ويكتمل المشهد بنتائجه وخلاصاته مساء الجمعة أو السبت، على أبعد تقدير.

معارك عين الحلوة مستمرة وبعنف، على رغم كل الوساطات والاجتماعات، ومن خلال هذا التصعيد، يبدو أن هناك أكثر من قرار داخل المخيم وهناك أكثر من تأثير سواء في الداخل أو من خارج لبنان.

في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، قفز إلى واجهة الاهتمام ما كشفت عنه إسرائيل عن مطار عسكري لحزب الله في مرتفعات جزين، الحزب كعادته لا يؤكد أو ينفي ما تقوله إسرائيل، لكن المعطيات على الارض تؤكد وجود المطار، وهذا ما سنعرضه في سياق النشرة.

ماليا، للمرة الأولى منذ واحد وعشرين عاما، الحكومة تقر موازنة العام 2024، في مواعيدها الدستورية أي قبل بدء الدورة العادية الثانية لمجلس النواب.

 

جان نبيه لودريان وجد نفسه في وضعية التقاطع مع رئيس مجلس النواب، مطلقا التعبئة للحشد الى الحوار ثم الحوار آملا أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس المجلس بداية مسار الحل.

وفي لقاء عين التينة، قال بري في حضرة “الأخ” لودريان إن وجهات النظر متطابقة مع الموفد الرئاسي الفرنسي وأن لا سبيل إلا الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الإستحقاق الرئاسي وهذا ما هو متاح حاليا لمن يريد مصلحة لبنان

وفي جدوله المتراكم، فإن الزائر الفرنسي افتتح نهاره بتلاوة مأساوية قدمها الرئيس نجيب ميقاتي عن الوضع المتأزم نتيجة الفراغ الرئاسي وانعكاسه على الاقتصاد والسياسية والامن والصلاحيات وتقييد العمل الحكومي صمت لودريان كثيرا…

وتحدث ميقاتي طويلا دون ان يلتمس طلائع الحل!.

وصمت المبعوث الانقاذ ملأته الخارجية الفرنسية في بيان وزع عبر السفارة في بيروت، فأشار إلى أن الوضع الراهن لا يزال يتدهور ومؤسسات الدولة تتضعضع على نحو مقلق، وذلك في سياق غياب حاكم لمصرف لبنان حاليا وتوترات أمنية وبرلمان لم يعد يجتمع بغية التصويت على قوانين ضرورية من أجل إنعاش البلاد وازدهار اللبنانيين، وتضخم جامح واقتصاد يعتمد على السيولة ويقوض سيادة لبنان ويدفع القوات النابضة إلى مغادرته.

هذه الصورة القاتمة يوزعها لودريان شفهيا على المسؤولين والنواب اللبنانيين وهو اجتمع في اليرزة الى قائد الجيش العماد جوزاف عون، لكنه حصر المحادثاث بالقضايا العسكرية  اما صلب الحديث الرئاسي فكان في لقائه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قبل ان ينتقل الى لقاء نقيضه النائب جبران باسيل في ميرنا الشالوحي ولعل أبرز ما في جدول اجتماعات لودريان هو اللقاء الذي دعت اليه دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة يوم الخميس المقبل حيث تم الاتصال بالنواب السنة لحضور لقاء يقفون فيه على مشارف الرأيين السعودي والفرنسي في الملف الرئاسي.

واذا ما تم تحديد “طريق الحرير” الرئاسية وافتتح الجسر السعودي أمام النواب السنة فإن أصواتهم ستحدد البوصلة للانتقال من المواصفات إلى الأسماء وفي معلومات الجديد عن مشاورات أجراها نواب لبنانيون في باريس، فإن الموقفين السعودي والفرنسي يدفعان باتجاه توحيد الخماسية ومن ثم استبعاد كل الاسماء التي لم تكن قادرة على الحسم..

والاتجاه الى خيار ثالث وهذا التوجه ليس مقفلا على اسم واحد.

تلك الرقصات الرئاسية تختبر استحقاق الرئاسة على وقع الامن المهزوز وعودة التوتر الى مخيم عين الحلوة بعد خرق هدنة الامن العام .
والقتال لم يكن بالقذائف فحسب انما اندلع على محاور الاتهامات بخرق الهدنة فطرفا فتح والجماعات الارهابية تبادلا التهم والتذرع بالدفاع عن النفس .

وكان لافتا صوت من قلب صيدا يرجح انه الاكثر صدقية  عندما كشف النائب اسامه سعد عن غطاء اقليمي بأدوات داخلية للمجموعات المسلحة المطلوبة والخارجة عن القانون داخل المخيم وقال ان الغطاء يتخذ ايضا صفة رسمية لبنانية.