11 ايلول لبنان: ألخطورة التي تكتنف مسألة النزوح السوري المستجد والذي لفت إليها الوزير زياد المكاري من السراي متحدثا عن سماعه من قائد الجيش أرقاما مفاجئة لم تشكل على ما يبدو حافزا لعدد من الوزراء لاسيما منهم في التيار الوطني الحر كي يكملوا نصاب جلسة مجلس الوزراء ذات الصلة بالنزوح فطارت الجلسة واستعاض عنها الرئيس ميقاتي بلقاء تشاوري وزاري ظهرت فيه الحاجة القوية للتحضير لزيارة وفد لبناني الى سوريا.
بالتوازي كل المواقف المحذرة من خطورة الإشتباكات في مخيم عين الحلوة-صيدا لم تحل دون استعار تلك الإشتباكات التي أسفرت في الساعات الأربع والعشرين الماضية عن أكثر من اثني عشر قتيلا وأكثر من مئة وثلاثين جريحا إضافة الى نزوح المئات من المخيم ومن ضواحيه التي طالتها قذائف وعيارات ما أسفر مساء أمس عن إصابة ستة عسكريين في مركزين للجيش بمحيط المخيم.
المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري رأس اجتماعا طارئا في مقر المديرية في شأن تطورات عين الحلوة وقد حضر عدد من الفصائل الفلسطينية, لكن ما لم يقر في الجلسة الأولى.
في شأن النزوح السوري أقر في شكل لافت ومفصل في الجلسة الثانية لمجلس الوزراء المخصصة لمتابعة البحث في مشروع موازنة ال 2024
فالجلسة التأمت في الساعة الخامسة بعدما تأمن نصابها بوصول الوزير أمين سلام من السفر والمشاركة فيها ما ساعد في إثارة مسألة النزوح في بداية الجلسة والإتفاق على تحضير مشروع قرار ثم تابع المجتمعون مشروع الموازنة ووصلوا الى البند الرقم 56 على أن تعقد جلسة نهائية لإقرار المشروع ظهر غد.
في الغضون ألموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يعود في زيارة ثالثة وبحسب مصدر ديبلوماسي في باريس فإن حضور الموفد الشخصي للرئيس ماكرون يعني أن لديه شيءا جديدا سيعرضه وأنه لم يأت الى لبنان لإعلان فشل مهمته ألمصدر أفاد جريدة النهار بأن لودريان يأمل في إمكان توصل النواب اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية.
في أي حال بعد الاجتماع صباحا في باريس بين الوزير السعودي نزار العلولا والسفير وليد البخاري و لودريان توجه الموفد الفرنسي الى بيروت في زيارة تستمر من مساء اليوم وحتى الخميس المقبل يلتقي خلالها جميع الأفرقاء في مجلس النواب أما خارج المجلس فتشمل مواعيد لودريان البطريرك الراعي وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
من جهة ثانية نفى الرئيس بري ما يحكى عن تجميد مبادرته الحوارية مؤكدا أنها قائمة وينتظر عودة لودريان وقد يتم دمج مبادرته مع المبادرة الفرنسية وصولا الى النتيجة المتوخاة.
تبقى الاشارة الى حركة مرتقبة في لبنان لموفد قطري . تفاصيل النشرة نبدأها من السراي الحكومي في تقرير عن نتائج جلسة مجلس الوزراء المخصصة أصلا لمتابعة درس مشروع موازنة ال 2024 لكنها استهلت بمسألة النزوح السوري.
بإنتظار وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت لمعرفة ماذا يحمل في جعبتهتبقى مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري قائمة ومستمرةوهي تتكامل مع المبادرة الفرنسية لا سيما ان جوهرهما واحد وهو الحوار والتوافق لإنتخاب رئيس الجمهورية وفي هذا الاطار توقع الرئيس بري ان يتم دمج مبادرته مع مبادرة لودريان للوصول الى النتيجة الايجابية المتوخاة رئاسيا من خلال مسار الحوار.
ومن الحوار الرئاسي الى التشاور الحكومي الذي سلكته جلسة مجلس الوزراء اليوم بفعل عدم توفر نصابها رغم ان النزوح السوري هو هدفهاوهو ما عزاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تسرب وزاري لا سيما من قبل الذين تصدح حناجرهم طوال النهار بمواقف من هذا الملف من باب المزايدة ليس الا على حد قوله.
اما خلاصة اللقاء التشاوري استنادا الى ما قدمه قائد الجيش والمدير العام للأمن العام فإن لبنان دخل في مرحلة الخطر الوجودي.
وما لم يتوفر في جلسة النزوح للنزوح توفر له في جلسة الموازنة حيث قرر مجلس الوزراء تشكيل وفد برئاسة وزير الخارجية عيدالله بو حبيب لزيارة سوريا ومتابعة ملف النازحين السوريين وقد أبلغ بو حبيب ميقاتي أنه طلب موعدا من الجانب السوري.
في تطورات مخيم عين الحلوةشهدت الساعات التي سبقت إجتماع اللواء الياس البيسري مع الفصائل الفلسطينية وهيئة العمل المشتركة في لبناناشتدادا في حدة الاشتباكات الإنقسام الفلسطيني في لبنان رأى فيه المكتب السياسي لحركة امل حالة تتنافى وصمود الاهل في مدن وقرى ودساكر الضفة والقطاع وتتناقض مع ما يقوم به أبطال فلسطين بمواجهة قطعان المستوطنين لافتا الى ان هذا الإقتتال لن يخرج منه احد منتصرا إلا على نفسه والكل في خانة الإنهزام.
ماليا دار نقاش صريح وحاد حول أموال المودعين خلال لقاء الرئيس بري مع رئيس بعثة صندوق النقد الدولي حيث اكد بإسمه وبإسم المجلس النيابي الحرص المطلق على أموال المودعين وحقوقهم كاملة مهما تطلب ذلك من وقت لسدادهاوشدد رئيس المجلس على أن ضمان حقوق المودعين كل المودعين هي حجر الزاوية في الإتفاق مع صندوق النقد.
انها حكومة الصيف والشتاء تحت سقف واحد. فهي لم تجتمع قبل الظهر للبحث في قضية النازحين، فيما اجتمعت بعد الظهر لمواصلة دراسة ارقام موازنة العام 2024 وبنودها. فهل نحن امام حكومة مسؤولة حقا، أم امام وزراء لا يتحملون مسؤولياتهم، او لا يريدون ان يتحملوها لالف سبب وسبب؟ في الحالين، ما حصل بحجم الفضيحة . اذ فيما يدخل لبنان حوالى الف نازح سوري يوميا ، وفيما لبنان ينوء تحت ثقل النزوحين القديم والجديد، يتهرب عدد من الوزراء من المشاركة في جلسة للحكومة، كل واحد تحت حجة معنية! لكن كل الحجج تسقط ولا قيمة لها امام قضية وجودية تنهش يوميا الجسد اللبناني. لذلك كان على الرئيس نجيب ميقاتي، وبدلا من ان يبحث في نهاية جلسة بعد الظهر قضية النازحين، ان يعود ويخصص الجلسة كلها للموضوع وفي حضور القادة الامنيين. اذ ماذا يفيد البحث في موازنة العام المقبل اذا استمر اغراق لبنان بالنازحين، واذا اصبح اكثر من نصف الموجودين على الاراضي اللبنانية من غير اللبنانيين؟ وفيما لبنان يعاني التداعيات الكارثية للنزوح السوري ، فانه لا يزال يدفع الاثمان الغالية نتيجة اللجوء الفلسطيني . فالمعارك في عين الحلوة مستمرة لليوم الخامس على التوالي ، فيما السلطة الشرعية تحاول التوسط بين القوى والفصائل الفلسطينية لكن بلا جدوى ! سياسيا، انه اسبوع لودريان الذي يبدأ لقاءاته غدا على ان تستمر حتى الخميس المقبل. وحتى الان لم تحدد خريطة الطريق التي سيتبعها المبعوث الرئاسي الفرنسي، وما اذا كان سيدعو الى جلسة حوار عامة ام لا. علما ان المعطيات تفيد بان لودريان يدرك صعوبة الامر، لذلك قد يكتفي بعقد لقاءات حوار ثنائية على ان تخلو الساحة بعد الخميس للوفد القطري، الذي سيحاول اعطاء دفع قوي وواقعي للاستحقاق الرئاسي. فهل ينجح القطري المنحاز لقائد الجيش ، والمدعوم سعوديا واميركيا حيث فشل الفرنسي، ام ان المسعى الجديد لن يحقق النتيجة المتوخاة فنعود الى الدوران في حلقة الفراغ من جديد؟.
لا تزال عين الحلوة دامية، وكل مساعي الحل مترنحة، والرصاص والقذائف الصاروخية تزيد عداد الضحايا وتصعب الحال المرة. فيما رصاص الطيش اصاب الجيش اللبناني ولا يزال يقبض على طرقات صيدا ويروع المارين كما اهلها..
اما اهل المخيم فهم الضحية مرتين، والاقتتال المرفوض لا يستفيد منه سوى العدو الصهيوني بحسب حزب الله، الذي دعا الى وقف فوري لهذا الاقتتال.
محاولات حل جديدة رعاها المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري الذي جمع الفصائل الفلسطينية على قرار وقف اطلاق النار، على امل التمكن من تثبيته على ارض الواقع ..
في الوقائع الحكومية المرة، جلسة غير مكتملة للنزوح الذي يحركه البعض على منابر الاستنكار ولا يصلون به الى جلسة ضرورية لمناقشته في مجلس الوزراء، مع ان الحلول الواضحة والف بائها وكل احرف حلها الحديث مع الحكومة السورية. حديث جددت الحكومة بحثه في الجلسة المسائية معاودة اقرار لجنة للذهاب الى سوريا برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب.
في الحديث عن الازمة الرئاسية انتظار للوفود الخارجية، واولها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي يحل ضيفا على اللبنانيين ابتداء من الليلة، وثقيلا على بعض السياسيين الرافضين لكل حل او حوار.
في حال الامة انتكاسة جديدة مع سلوك المملكة السعودية طرق التطبيع العلنية ، فالوفد الصهيوني الذي يحضر مؤتمرا امميا في الرياض رفع الصوت الفلسطيني المستنكر لهذا الخذلان للقضية الفلسطينية ..
اما قضايا الفتن والقلاقل المذهبية التي تحرك في المنطقة فهي وليدة اياد الشر الاميركية التي شكلت مجموعة الازمة التي مهمتها اثارة الخلافات بحسب الامام السيد علي الخامنئي الذي أكد ان تلك المخططات لن يكتب لها الحياة، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية واعية لما يحيكه الاميركيون من مؤامرات ..
لقاء ماكرون-بن سلمان على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند لم يحصل، لكن التواصل الفرنسي-السعودي في باريس قائم، وكذلك الغموض الذي يكتنف زيارة جان ايف لودريان لبيروت في الساعات المقبلة، حيث تشمل لقاءاته غدا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
اما سبب الغموض، فعدم وضوح الرؤية بالنسبة الى الجو الخارجي المحيط بلبنان، ولاسيما موقف اللجنة الخماسية، بالتزامن مع الغشاوة التي تغلف مصير الحوار التقليدي الذي دعا اليه بري، وانتقده باسيل، ورفضته القوات والكتائب، ونواب مستقلون وتغييريون.
في الساعات المقبلة، عين لودريان ستكون على السياسيين، وعلى الحل الذي فشلت فرنسا في تحقيقه منذ بدء مبادرتها قبل ثلاث سنوات.
اما عين اللبنانيين، فعلى النزاع المتفاقم على مرمى حجر من عاصمة الجنوب، في مخيم اضحى غابة للسلاح الفلسطيني المتفلت، ومأوى للارهاب، وملاذا للخارجين على القانون، في وقت تبقى الحلول حبرا على ورق او كلاما في الهواء، ولا تعدو كونها تعبيرا فاضحا عن عجز الدولة اللبنانية، الا في الهرب الى الامام، تماما كما جرى اليوم في السراي الحكومي، كما في ملف الموازنة والاصلاح، كذلك في ملف النزوح السوري.
هل من قعر تحت هذا القعر؟ دول تقيم ممرا اقتصاديا بين الهند وأوروبا … والسلطة في لبنان تعجز عن توفير ممر آمن من مدخل صيدا حتى آخر حدود المدينة ، لأن هناك قنصا من مخيم عين الحلوة في اتجاه اوتوستراد المدينة؟
يعلن عن جلسة لمجلس الوزراء لمعالجة أزمة النازحين الجدد من السوريين ، فلا يكتمل النصاب، ولا تبرير لهذا الغياب ، لكن التفسير واحد : إدخال كل الملفات في زواريب المصالح السياسية والحزبية الضيقة .
تطرح قضية النازحين في جلسة بعد الظهر فيتأكد أكثر فأكثر أن جزءا من الفلتان عائد إلى فساد في بعض البلديات التي تتساهل مع النازحين الذين يدخلون خلسة ، فحتى لو دخلوا خلسة ، ففي نهاية المطاف سيظهرون في مكان ما : مدينة أو بلدة أو قرية ، فأين البلديات لا تقوم بدورها في الإبلاغ عن الذين دخلوا خلسة ؟
مقررات مجلس الوزراء حازمة ولكن في الشكل، فهل سيتم تطبيقها ؟ إذا ما تمت قراءة هذه المقررات ، فليس فيها جديد بل تكرار لمقررات سبق أن اتخذت وبقيت حبرا على ورق .
عربيا زلازل وفيضانات ، في المغرب ارتفع عدد ضحايا الزلزال إلى 2681 ، وفي ليبيا مئات الضحايا جراء الفيضانات .
البداية من الممر الاقتصادي الذي استثنى لبنان.