من أين تأتي المجموعات المسلحة بالذخيرة في عين الحلوة؟

| زينة أرزوني |

منذ الطلقة الأولى في أول جولة من الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة، وُضع المدماك الأول للمشروع المرسوم للمخيمات ولبنان والمقاومة الفلسطينية فيه. إفشال هذا المخطط منذ الجولة الأولى، عبر عدم قدرة العناصر المسلحة السيطرة على مراكز حركة “فتح”، وعدم السماح لها بتوسيع دائرة الاشتباكات وزج الجيش في لعبة المعارك.

فُتح الباب أمام جولات جديدة من هذه الاشتباكات، فالعدو الإسرائيلي، المستفيد الأول مما يجري، لا تستبعد مصادر مطلعة على ما يجري داخل المخيم أن تكون له أيدٍ في ذلك، وبأنه قد تكون هو من يحرك هذه الاشتباكات!

لكن، ثمة سؤال يطرح وسط هذه المعارك الشرسة: كيف تتمكن المجموعات المسلحة من الحصول على هذه الأسلحة بأنواعها المتطورة وكمياتها الكبيرة، رغم محاصرتها داخل المخيم؟ ومن هي الأطراف اللبنانية، أو الفلسطينية، التي تُسهّل لها الحصول على الأسلحة؟!
لفهم ما يحصل في مخيم عين الحلوة، يجب عدم إغفال الدور الذي يلعبه العدو الإسرائيلي، المستفيد الأبرز مما يجري بتوتير للأجواء في المخيم، حيث ثبت سابقاً الدور الذي قام به عملاء العدو بتنفيذ أعمال أمنية بهدف الفتنة، خصوصاً أن المخيم يقع عند طريق إمداد أساسي للمقاومة في لبنان، وإحداث فوضى أمنية عند تلك الطريق سيساهم في عرقلة تحركات “حزب الله”.

وفي حال سيطرة المجموعات المسلحة على أجزاء من المخيم، وتثبيت قاعدة حقيقية بداخله، فذلك سيفتح الباب على “سيناريوهات خطيرة لا يمكن احتواؤها من دون كارثة كبرى في لبنان، وهذا ما تسعى إليه “إسرائيل”، بجر قوى إلى معركة في الداخل اللبناني.

أما عن سبب تجدد جولة الاشتباكات، فيشرح عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر، في حديثه لموقع “الجريدة”، أنه “نهار الخميس في 7 أيلول/سبتمبر 2023، كان موعد تسليم المجموعات الإرهابية لتجمع المدارس التي قامت باحتلالها، ونفذت منها عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي ومرافقيه، وكان من المقرر أن تقوم بتفكيك الألغام التي فخخت بها هذه المدارس. لكن قبل ذلك بادرت إلى اطلاق النار باتجاه مواقع حركة فتح في منطقة بستان القدس والبركسات لتوتير الأجواء”. وأشار إلى أن “الهدف من ذلك كان كسب الوقت، لأنها تُدرك أن الخطوة الثانية بعد إخلاء تجمع المدارس التي احتلتها، هي تسليم المطلوبين”.

ولفت إلى أن “هذه المجموعات لا تريد تسليم المطلوبين إلى القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، ليصار إلى تسليمهم للقضاء اللبناني، لأن عدداً كبير منهم مطلوبين بقضايا قتل وأعمال تفجير وإرهاب وترويج مخدرات”، كاشفاً أن “هذه المجموعات تبحث عن خطط بديلة، إما عبر التواري عن الأنظار داخل المخيم أو الهروب نحو إدلب، وهو أمر مرفوض، لأن المطلوب هو تسليم القتلة إلى القضاء اللبناني لمحاكمتهم، ولو تم ذلك سريعاً لما تجرأوا على التمادي والتوتير مجدداً”.

وأوضح أن “هدف المجموعات المسلحة، فرض واقعاً جديداً داخل المخيم، من خلال إقامة بعض المربعات الأمنية لتعزيز وجودها داخله، بعدما كان المخيم قد شهد استقراراً خلال الفترة الماضية”، بحسب زعيتر الذي أشار إلى أنهم “من خلال اغتيال العرموشي مع 4 من مرافقيه، هدفوا إلى محاولة فرض واقع جديد داخل المخيم، ليتسنى لهم التحرك بحرية، وتعميم حالة من الفوضى، لتنفيذ مشاريع مخطط لها، ومحاولة السيطرة على عدد من مقرات حركة فتح، حيث تمكنت قوات الأمن الوطني الفلسطيني من التصدي لهم وإفشال مخططهم، فعمدت هذه المجموعات عندها إلى توسيع دائرة القصف باتجاه مراكز الجيش اللبناني، ما أدى إلى سقوط جرحى، وإلى مدينة صيدا وبلدة الغازية ومغدوشة وحارة صيدا”.

واعتبر زعيتر أن “توسيع هذه المجموعات لدائرة الاشتباكات، يراد منه زج أكبر عدد ممكن من القوى في هذه المعركة، بعدما تمت محاصرة هذه المجموعات في بعض المحاور، وعدم تمكنها من التمدّد والتوسع داخل المخيم”.