عاد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالله بو حبيب ليل أمس من القاهرة، بعد تمثيله لبنان في الدورة 160 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
وفي كلمة ألقاها خلال المؤتمر، أوضح بو حبيب: تقدمت مؤخرا مسألة دور “القوة المؤقّتة للأمم المتّحدة في لبنان” – اليونيفيل- والتي تنتشر جنوبي نهر الليطاني في جنوب لبنان، حيث حرصنا على أن يتضمن قرار مجلس الأمن للتمديد لها ما يؤكد أنها تعمل وفقًا للفصل السادس الذي يتطلب تعاونًا وتنسيقًا مع الحكومة اللبنانيّة.
وأضاف: “لقد فرضت الوقائع الميدانية نفسها حيث أن العلاقة ممتازة بين لبنان واليونيفيل، وبقيت كذلك في ظل قرار التمديد الذي صدر العام الماضي، ذلك أنّ موقف لبنان ينطلق دائمًا من الحرص على السلام في الجنوب وسلامة أهاليه، وكذلك سلامة القوات الدولية، ضمن الاحترام الكامل للسيادة اللبنانية. وفي اطار هذا الحرص نفسه، يهتم لبنان بتثبيت حدوده البريّة، المُرسمة أصلاً، مع فلسطين منذ العام 1923 وهو أمر تبرز أهميته من حيث جعل الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية التي لا تتوقف، أكثر وضوحا وانكشافا أمام العالم أجمع والمجتمع الدولي الذي لا يريد أن يرى استمرار الخروقات الإسرائيليّة للسيادة اللبنانية برًا وبحرًا وجوًا، والتي زاد عددها منذ العام 2006 عن 25 ألفًا”.
وأكد بو حبيب أنه قد تزايدت في الآونة الأخيرة أعداد النازحين السوريين إلى لبنان مشكلين ضغطا إضافيا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كما على الموارد المحدودة أصلا، مضيفا: إنّ هؤلاء النازحين يغادرون سوريا لأسباب اقتصادية ومعيشية بفعل تفاقم الأزمة الاقتصاديّة في سوريا. وبعيدا عن المناشدة واطلاق النداءات في صحراء الصمت والإهمال، على الجميع أن يعلم أن مساعدة سوريا على تخطي أزمتها السياسيّة الاقتصادية والمعيشية الخانقة هو أمر ملح، لدول الجوار البرّي والبحري خصوصًا، ذلك أنّ التداعيات التي قد تنجم عن التأزيم الحاصل في موضوع النازحين قد تكون أخطر بكثير مما يتخيل البعض.
وأعاد تأكيد ضرورة تسهيل وتسريع عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى بلدهم وبلداتهم وقراهم، حيث ينبغي التوقف عن تسييس هذه القضية التي باتت تهدد أمن واستقرار لبنان والبلدان المضيفة.
كما شدد بو حبيب على ضرورة تفعيل العمل بخطة التعافي المُبكر، ليس فقط من أجل سوريا والسوريين، بل من أجل جميع الدول المضيفة.