وضع البصل في الجوارب.. هل فعلاً يعالج الإنفلونزا؟

تعد الإنفلونزا من الأعراض المزعجة التي تصيب كثيرين بحالة من الضيق، نتيجة لما تسببه من مشكلات تحد من الشعور بالراحة أو القدرة على القيام حتى بأبسط الأعمال أو المهام الخفيفة.

وبعيدًا عن الطرق العلاجية والوسائل الدوائية المتعارف عليها التي عادة ما يلجأ إليها كثيرون في حالات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، بدأ يروج البعض مؤخرًا لطريقة علاج مستحدثة، لكنها تتسم بقدر من الغرابة، كونها تعتمد على وضع بصلة في الجوارب عند النوم لعلاج الإنفلونزا.

ورغم تجربة البعض لتلك الطريقة وحديثهم عن جدواها وفاعليتها، لكن من الضروري الانتباه إلى عدم توافر أدلة علمية تدعم ذلك، وما يجب معرفته هو أن الإنفلونزا عبارة عن عدوى تصيب الجهاز التنفسي حين يعطس أو يسعل شخص مصاب، ويتم تناقل العدوى حين يستنشق شخص آخر تلك القطرات التي تخرج مع العطس أو السعال، ما يسهل انتقال الفيروس إلى الجسم.

وبينما يُعرَف عن البصل أنه من الأطعمة التي تحظى بالكثير من الفوائد العلاجية عند تناولها، فإنه لا يوجد ما يثبت أنه يساعد في علاج أعراض الإنفلونزا حال وضعه في الجوارب عند النوم.

ما رأي الأبحاث في طريقة “وضع البصل في الجوارب”؟

رغم الروايات والأقاويل التي يتناقلها الناس على مر السنين بخصوص الفاعلية التي تقدمها تلك الطريقة في مواجهة الإنفلونزا، لكن لا توجد أبحاث تدعم تلك الفرضية، إذ لم تصدر إلى الآن أي دراسات أو نتائج فعلية قاطعة تثبت أن تلك الطريقة فعّالة في مواجهة البرد أو الإنفلونزا.

وعلّق على ذلك روث ماكدونالد، الأستاذ في جامعة ولاية أيوا، بقوله إن البصل يحوي مضادات أكسدة وخواص مضادة للبكتيريا، وهي أشياء تفيد الجسم عند تناوله وليس عند وضعه على البشرة، والحقيقة الأخرى أيضًا أن البصل يقل في الفاعلية بكثير عن المضادات الكيميائية.

وأشار باحثون آخرون إلى أن الفيروسات (الإنفلونزا أو البرد) لا بدَّ أن تنتشر بداخل مضيف بشري، لذا فإن وضع بصلة أو قطعة منها على البشرة هو أمر لن يقضي على الفيروس بفاعلية.

وحذَّر الباحثون أيضًا من وضع البصل على مناطق الضغط في اليدين والقدمين بغرض تخفيف الأعراض كونه أمرًا قد يتسبب في زيادة تحفيز الجسم الذي يعاني من العدوى أو من الحمى، ولهذا فإن وضع البصل في الجوارب وقت النوم لن يفيدك بشيء ولن يسهم في علاج أعراض الإنفلونزا.

ما سر رواج تلك الطريقة؟

رغم تجدد رواج تلك الطريقة مؤخرًا مع انتشار موقع التيك توك وغيره من مواقع السوشيال ميديا، لكنها في الحقيقة طريقة علاجية قديمة كان يتم استخدامها قبل ظهور الطب الحديث بفترة.

ويعود تاريخ تلك الطريقة للقرن الـ 16، قبل ظهور علماء الطب الحديث وقبل فهم آلية عمل البكتيريا والفيروسات بشكل كامل، إذ كان يعتقد أن الهواء الفاسد هو الذي ينشر البرد والإنفلونزا، وبالتالي كان يعتقد أيضًا أن البصل يساعد على امتصاص هذا الهواء لإبعاده عن المرضى.