مفاضلة بين جريمة السلاح.. ومجزرة الشذوذ!

| خلود شحادة |

“حرب ناعمة” ربما، لكنها كشّرت عن أنيابها وأخرجت مخالبها عنوة، ليصبح الترويج “على عينك يا تاجر”.

لا فرق بين ترويج المخدرات، وتخدير العقول عبر ترويج الشذوذ، واعتباره “حباً”، ولا علاج يُذكر من هذا الانحدار الإعلامي والأخلاقي والتربوي والقيمي.

من تشريع تعاطي “حشيشة الكيف”، إلى الضغط على الزناد لترويج التشريع للشذوذ الجنسي.. حملة ممنهجة تستهدف القيم، عبر محاولات، للأسف، لم تعد عقيمة، بل أنجبت قنوات تلفزيونية، ووسائل إعلامية، وشاشات سينمائية بكل الإمكانيات المالية واللوجستية الضخمة.

باغتت محطة الـMTV الشعب اللبناني بحملة أطلقتها تروج عبرها لـ”الشذوذ” تحت شعار “الحب مش جريمة”! معتبرين أن مخالفة شرع الله، في كل الأديان السماوية، ومخالفة قوانين الطبيعة والبشرية، منذ أن وجد آدم وحواء، ليس بجريمة، في مقارنة بائسة وفاشلة بين “الشذوذ” و”القتل” و”السلاح المتفلّت”.

يمكن للسلاح المتفلّت أن يقتل شخصاً، بينما تعمل هذه الحملة ومن هم خلفها، لقتل مجتمعات بأكملها، وبالتالي هي ترتكب مجزرة جماعية، وعن سبق الإصرار والترصّد، وبخلفيات فكرية، وفي سياق مشروع وخطة واسراتيجية…

أي منطق اعتمدت عليه الـ MTV في ترويجها لهذا الإعلان، وكيف يمكن المفاضلة بين السيء والأسوأ؟

هل يمكن القول إنه بين الاغتصاب والقتل فإن القتل أسوأ؟

أو المفاضلة بين السرقة والاتجار بالمخدرات؟

هي مهزلة حقيقية بكل المقاييس.

ولكن ما هو موقف القانون من هذا الإعلان “المدروس” والمنمّق؟

تنص المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني على ما يلي: “كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس حتى سنة واحدة”، وقد بدأ العمل بهذه المادة في 01-03-1943 وما زال ساريًا حتى اليوم.

بعد العريضة التي قدمها مجموعة من النواب لوقف مفعول هذه المادة، وساندتهم إعلامياً قناة الـMTV، تشارك الشارعان المسيحي والإسلامي “المصاب”، وانتبه اللبنانيون، على اختلافهم، إلى الخطر المحدق بقيمهم الدينية والمجتمعية، ومحاولات هدم هذه الأسس التي قامت عليها البشرية واستمرت بفضلها، واستنفر الأهالي إلى مستقبل أبنائهم المحفوف بالمخاطر، بسبب دس السم بالعسل، ومحاولة تلميع الصورة المقيتة للشذوذ بعبارات كـ “المثلية” ومجتمع “الميم”.

يستشهد اللبنانيون بآيات من القرآن الكريم والإنجيل المقدّس، ليؤكدوا أن الشذوذ الجنسي رجس، لا تقبل به الأديان السماوية، وهذا ما دفع العديد من الشيوخ والمطارنة والأساقفة، منبّهين من خطر الانزلاق وقبولها ولو حتى كفكرة، كي لا “تشيع الفاحشة”.

بالإضافة إلى المنحى الديني، اندفع العديد من “اللادينيين” و”القوميين” إلى محاربك هذه الأفكار التي تخالف العقل والمنطق والأخلاق.

المجتمع حالياً في معركة شرسة، معركة أخلاقية بكل المقاييس، الترويج للشذوذ مصحوب بدعم مالي ضخم وتمويل ودعم دولي، وهذا ما يحتّم ضرورة الاستنفار السياسي والديني والشعبي والإعلامي لمواجهة هذا الخطر الزاحف إلى منازل اللبنانيين من الشاشات بصور ملوّنة وشعارات برّاقة ومفاضلة بين الجريمة والمجزرة.