| مرسال الترس |
انطلاقاً من حركة الزيارات المتعددة والمتنوعة للموفدين الأجانب، والمفاجئة أحياناً، التي تضع العاصمة اللبنانية نصب عينيها، تتقاطع العديد من التحليلات على أن هناك قناعة لدى مختلف العواصم المعنية بالشأن اللبناني، ولاسيما منها المجموعة الخماسية، وعلى الرغم من كل التناقضات التي تظهر بين أهدافها، بأن تُعطى الفرصة للشعب اللبناني كي ينعم بالاستقرار على كافة المستويات، والذي سيستفيد منه مختلف افرقاء المنطقة، بعدما سقطت الجدوى من الحروب العبثية التي لن تأتي إلاّ بالدمار على الجميع.
إذا نجح اللبنانيون في التقاط أنفاسهم والانطلاق، “صحتين على قلبهم” وعلى قلب المنطقة، وبذلك يكون منطق المقاومة في الردع المتوازن فد آتى أُكلَه، وإلاّ فلكل حادث حديث.
تنجح المبادرة الفرنسية المدعومة من اللجنة الخماسية ارتباطاً بما لها من تاريخ عريق في العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية، وتكون الأمور مختلفة تماماً عما حصل في العراق وليبيا، على سبيل المثال لا الحصر.
وفي هذا السياق تصب زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لمواكبة انطلاق عملية حفر آبار الطاقة في البحر، والوصول إلى نتائج ملموسة، وهذا ما يفسر دخول شركة النفط القطرية إلى جانب شركتي “توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية، وسعي هوكشتاين لإعادة ترتيب الحدود البرية.
وعلى هذه الوتيرة، كان لافتاً الارتياح الذي أبداه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله لمسار الحوار مع “التيار الوطني الحر” وبقية الفرقاء، ومن بينهم “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”كتلة الاعتدال”…
وإذا سارت الأمور وفق التوقعات فإن الحوار بين حارة حريك وميرنا شالوحي سيُفضي إلى تنفيذ ما يمكن من طموحات رئيس “التيار البرتقالي” النائب جبران باسيل، وإلى دخان ابيض في شهر أيلول، تزامناً مع عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى العاصمة اللبنانية، ليواكبه سيناريو يلحظ تنشيط الاتصالات بين “الوطني الحر” و”المردة”، وصولاً إلى ترتيب زيارة لرئيس “المردة” سليمان فرنجية إلى منزل رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون في الرابية، حيث يشارك باسيل في الاستقبال، تتويجاً لإعادة التحالف العميق والاستراتيجي الذي كان قائماً بين التيارين قبل العام 2016. الأمر الذي يترجم جلسة مثمرة في ساحة النجمة يكون نجمها فرنجية الذي سيحظى عهده، إذا اكتملت الصورة، باستقرار سياسي واقتصادي يتوج بإعادة التقاط الدولة أنفاسها، والانطلاق في إصلاحات تساهم في تخطي العودة إلى مراحل الفراغ في قصر بعبدا.