تصوير: عباس سلمان

تزامن الزيارتين وتباعد الأهداف!

| غاصب المختار |

تزامنت زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، مع زيارة كبير مستشاري الطاقة في الإدارة الأميركية آموس هوكشتاين، لكن اختلفت الأهداف وتباعدت بين الرجلين.
الأميركي جاء لتثبيت الهدوء في الحدود الجنوبية بحراً وبرّاً، والايراني جاء لشحذ همة مقاومة الإحتلال والهيمنة الأميركية على المنطقة، ولشرح طبيعة التقارب بين إيران وبين السعودية والنتائج المرتقبة لها وتأثيراتها على المنطقة ومنها لبنان.

الأميركي يهمه النفط والغاز اللبناني لتسويقه في أوروبا بدل الغاز الروسي، والايراني يهمه توفير الطاقة الكهربائية للبنان عبر العرض المكرر ببناء معامل كهرباء تننج ألفي ميغاواط، لكن لاحياة لمن تنادي في لبنان الرسمي.

كما يسعى الأميركي لتبريد الحدود البرية بعد البحرية عبر الإستعداد للتوسط مع كيان الاحتلال لترسيمها، رغم أن الموقف اللبناني الرسمي والسياسي والشعبي حاسم لجهة أن الحدود لا تحتاج إلى ترسيم بل إلى تحديد وتثبيت من الناقورة إلى أطراف جبل الشيخ.

بينما الايراني قد لا يمانع عملياً بالتهدئة وتثبيت الحدود، في ظل التفاوض الجاري مع السعودية، لكن شرط الإنسحاب الاسرائيلي من المناطق المحتلة والنقاط الحدودية المتحفظ عليها، لا سيما وأن عبد اللهيان أكد من بيروت أن للسعودية مقاربتها الخاصة للوضع اللبناني، وللإستحقاق الرئاسي بشكل محدد، وهنا ربما تكمن نقطة “النأي بالنفس” بين الطرفين عن الملف الرئاسي، على الاقل حسب المواقف الرسمية المعلنة للبلدين.

المهم بعد الزيارتين.. ما هي النتائج؟

الأمين العام لـ “حزب الله” أكد خلال اللقاء مع عبد اللهيان وبعده “وحدة ساحات المقاومة”، وهو استقبل بعد مغادرة الوزير الايراني، الأمين العام لحركة “‏الجهاد الإسلامي” في فلسطين زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي ‏لحركة “حماس” الشيخ صالح العاروري، ما يؤكد المسعى لتوحيد ساحات الجهاد ضد الاحتلال والهيمنة.

هوكشتاين أكد خلال زيارته “وحدة المسعى الأميركي والغربي لضمان الاستقرار في الجنوب”، ولذلك تزامنت زيارته ايضاً مع الصيغة المعدلة لقرار التجديد لقوات “اليونيفيل” في الجنوب في مجلس الأمن الدولي والذي لم يُرضِ الأميركي بشكل كامل، لأنه أقرّ بإستحالة تنفيذ مهمة القوة الدولية من دون التنسيق مع الدولة اللبنانية حكومة وجيشاً، وضمنياً برضى وموافقة المقاومة.

يبقى ان ينتظر لبنان بثلاثيته المقدسة “جيش وشعب ومقاومة” نتائج حراك هوكشتاين مع الكيان الإسرائيلي حول تثبيت الحدود، علماً أن ما يطرحه لبنان لن يوافق عليه العدو سلفاً، نتيجة الخسارة السياسية والمعنوية والأمنية التي ستلحق به في حال تراجع الى ما وراء النقاط التي يعتبرها لبنان من ضمن أراضيه.
لكن قد تكون لدى الموفد الأميركي وسيلة إقناع ما، عنوانها نزع حجة المقاومة للإحتفاظ بسلاحها. فهل يتم تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنقاط الأخرى بالطريقة الدبلوماسية والسياسية؟ وهل تقبل “إسرائيل” ان تتم العملية بلا شروط ترضيها؟

التجارب مع الأميركي والإسرائيلي أثبتت أنه في كل اتفاق أو تسوية هناك شيء ما يُرضي إسرائيل اكثر من لبنان، وحبر ترسيم الحدود البحرية لم يجف بعد.