أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، انه جاهز للحوار في الملف الرئاسي، قائلاً: “نحن لسنا ضعفاء بل نحن أصحاب قرارنا فلا نخاف من الحوار وجاهزون له طبعًا لا نتسول الحوار من أحد”، مشيراً الى أنه قيل أمس من قبل جهة أساسية أنهم يرفضون الحوار، متسائلاً فهل نأتي بهم الى الحوار بالقوة؟”.
السيد نصر الله وخلال كلمة له بمناسبة ذكرى “التحرير الثاني”، تساءل “الآن يستقوون على الفرنسيين ولكن لو كان المبعوث أميركياً هل كانوا سيتجرأون على ذلك؟”.
وأضاف: أنهم يقولون “نحن نريد رئيساً لبناء دولة تواجه حزب الله”، فهم لا يريدون بناء دولة لحل مشاكل الناس وهذا يبيّن أنهم في خدمة أي مشروع!، قائلاً: أنتم تخدمون هدف “اسرائيل” المعلن التي لا تريد استقلالاً لهذا البلد والاميركي والاسرائيلي يطالبان بنزع سلاح حزب الله، فأقوالهم تدل على عقلية لا يمكن أن تُخرج لبنان من الصعاب التي يعيشها بل عقلية تذهب بلبنان الى حرب أهلية”.
وعن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، اكد السيد نصرالله انه “هو بالنيابة عن حزب الله وليس بالنيابة عن حلفائنا، إذ أننا نعرض نتيجة الحوار على حلفائنا ونناقش ونأخذ القرار سويًا، فنحن أمام نقاش جدي مع التيار الوطني الحر وعميق ويحتاج الى بعض الوقت”، لافتاً الى أنه “عُرض علينا موضوع اللامركزية الادارية والمالية واذا اتفقنا على مسودة ما فإننا معنيون بمناقشتها مع الأفرقاء، فنحن أمام اقتراح قانون فيه عدد كبير من المواد وهو يحتاج الى أغلبية لاقراره في المجلس النيابي”.
وحول التمديد لليونيفيل، أوضح السيد نصر الله “أنهم يريدون من قوات اليونفيل أن تعمل عند الاسرائيلي جواسيس له، وحيث لا تستطيع كاميرا التجسس أن تصل، المطلوب تقوم بذلك كاميرات اليونيفيل”، شاكرتً الحكومة اللبنانية سعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفيل للتحرك بدون تنسيق واذن.
وعن معركة الجرود، أكد السيد نصر الله، أن الجماعات المسلحة اعتمدت الأراضي اللبنانية قاعدة لارسال السيارات المفخخة، كما فعلوا وللتوسع في الأراضي اللبنانية وتهديدات بالتوسع في البقاع والوصول الى بيروت والمزيد من العدوان باتجاه سوريا، مضيفًأ أن لبنان كان جزءًا من خريطة دولة الخلافة الداعشية وكان حضور “داعش” في البقاع قاعدة انطلاق للامتداد الواسع.
وكشف أن “الاميركان منعوا الحكومة اللبنانية من أن تأخذ قرارًا يسمح للجيش اللبناني بالقيام بعمل هجومي ضد الارهابيين، مضيفاً أن الحكومة لم تأذن للجيش اللبناني بشن هجوم على المسلحين في الجرود بسبب الضغط الأميركي”.
وتطرق السيد نصر الله إلى تهديدات قادة الاحتلال، مؤكداً أن “أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانياً او فلسطينياً او سورياً أو ايرانياً او غيرهم بالتأكيد سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات، ولن نقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة”.
وفي الشأن السوري، أكد السيد نصرالله أنّ ما يجري في سوريا هو مشروعٌ أميركي، وقد “استعانت فيه الولايات بعددٍ من الدول الإقليمية التي ساندتها”، مشدّداً على أنّ “القائد الفعلي منذ اليوم الأول للحرب على سوريا كان الأميركي والسفير الأميركي في دمشق باعترافه”.
واشار الى أنّ “أهم حقول النفط والغاز السورية الموجودة شرقي الفرات، “ينهبها الأميركيون كل يوم، ويمنعون عودتها إلى الحكومة السورية”، مشدّداً على أنّ “سوريا وحلفائها قادرون ببساطةٍ على تحرير شرقي الفرات”، لافتاً إلى أنّها “منطقة محتلة من قِبل القوات الأميركية”.
وحذّر السيد نصر الله مِن أنّ القتال في شرقي الفرات قد يتحوّل إلى صراعٍ إقليمي ودولي، موضحاً أنّها ليست مع “قسد”، قائلاً إنّه “إذا أراد الأميركيون أن يقاتلوا بأنفسهم، أهلاً وسهلاً”، مشدداً على أنّ هذه “هي المعركة الحقيقية التي ستغير كل المعادلات”.