سيشكل عالم الكيمياء الرائد عالميًا وعالم الفيزياء الفلكية الحائز على جائزة نوبل جزءًا من مجموعة كبيرة من الأكاديميين في جامعة كامبريدج بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني للإجابة على “أعظم لغز في العلم لم يتم حله: “كيف بدأت الحياة؟”.
سيحاول مركز Leverhulme الجديد للحياة في الكون تحديد المكونات والظروف التي أدت إلى ظهور الحياة على الأرض، وبذلك، لتقييم ما إذا كانت إن كانت عمليات مماثلة قد أدت إلى نشوء حياة في جميع أنحاء الكون.
وقالت صحيفة “The Times” البريطانية في تقرير نشرته، إن مركز “لفرهيولم للحياة في الكون” قد اعتمد ميزانية قدرها 10 ملايين جنيه إسترليني، حوالي 13 مليون دولار، لفريق ضخم من أكاديميين في جامعة كامبريدج وأحد رواد علم الكيمياء وعالم فيزياء فلكية حائز جائزة نوبل.
مشروع لمعرفة كيف بدأت الحياة على الأرض
مشروع المركز الذي تصل مدته إلى عشر سنوات سيُطلق رسمياً خلال العام 2022، وسوف يجمع علماء كيمياء وأحياء يدرسون أصول الحياة على الأرض، وعلماء فلك يدرسون الأغلفة الجوية للكواكب البعيدة، وعلماء أحياء فلكية يبحثون عن عضويات دقيقة على المريخ، وعلماء جيولوجيا ذوي خبرة في طريقة تشكل الأرض وما شكل غلافها الجوي الأول.
سيجمع أيضاً أكاديميين في مجالات الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية لدراسة معنى الحياة من منظور فلسفي، ومنهم القس الدكتور أندرو دافيسون، الذي شارك في برنامج تموله وكالة ناسا لتقييم الآثار الدينية المترتبة على اكتشاف حياة على كواكب أخرى.
كما سيتعاون العلماء الذين يعملون عادةً في “صوامع” تخصصاتهم، لأول مرة تحت راية واحدة، ليتشاركوا خبراتهم ويساعدوا بعضهم بعضاً في البحث عن أصول الحياة على الأرض واحتمال وجودها في مكان آخر في الكون.
فحص مكونات الكائنات الحية
في حين أمضى علماء الكيمياء، ومنهم الدكتور جون ساذرلاند، الخبير في “الأصول الكيميائية للبيولوجيا الجزيئية” في كامبريدج، عقوداً في فحص المُركَّبات والظروف والوظائف البيولوجية الأساسية اللازمة لتكوين الكائنات الحية الأولى وحيدة الخلية، التي نشأت منذ ما يقرب من أربعة مليارات سنة بعد أن بردت الأرض بدرجة تكفي لوجود الماء في شكل سائل.
كذلك فإن خبراتهم ستساعد علماء الفلك مثل الدكتور ديدييه كيلوز- الحائز جائزة نوبل في الفيزياء عام 2019 لاكتشافه أول كوكب خارج نظامنا الشمسي عام 1995- على تحديد ما ينبغي البحث عنه في أغلفة الكواكب البعيدة. وسُتفحص هذه الأغلفة بدقة قريباً بحثاً عن علامات القابلية للحياة بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي.
ستساهم أيضاً في إرشاد الفرق التي تتابع مركبات المريخ مثل Perseverance وRosalind Franklin، التي ستنطلق أواخر 2022، إلى علامات الكيمياء العضوية التي يجب البحث عنها في تربة المريخ.
في المقابل فإذا عُثر على العلامات الكيميائية المطلوبة في هذه العوالم البعيدة فلن تقدم دليلاً على أن الحياة ربما بدأت تتطور على تلك الكواكب فقط، وإنما ستكون أيضاً دليلاً “حاسماً” على أن علماء الكيمياء يسيرون في الطريق الصحيح لحل لغز بدء الحياة على الأرض، وفقاً لما قاله ساذرلاند لصحيفة The Times.
هذا ويأتي تمويل هذا المشروع من مؤسسة Leverhulme Trust الخيرية التي أنشأها إمبراطور صناعة الصابون اللورد لِفرهيولم في عشرينيات القرن الماضي.