| محمد جابر |
يعجز السياسيون في لبنان عن انتخاب رئيس، ويعجزون أيضا عن إدارة البلاد التي تدفع ثمن خلافاتهم وفشلهم وعدم قدرتهم على التعايش، بسبب ارتباطاتهم المتناقضة وغير القابلة للتحول إلى مشروع لبناء دولة.
أمام هذه المباراة المفتوحة التي تأبى أن تنتهي إلا بالتعادل السلبي بسبب عجز المهاجمين على التسديد داخل المرمى، لذا يبدو الحل مستحيلاً وحتى لو انتخبنا رئيس وشكلنا حكومة سنصل إلى حل مؤقت قبل أن تعود “حليمة لعادتها القديمة”، فالعجز بات مستحكماً.
الواقع يبدو مسدود الآفاق والحلول مغيبة وكل الاقتراحات تدور في حلقة مفرغة، لذا لماذا لا نترك قطاع السياسة جانباً ونحاول البحث عن الحل في قطاع آخر، فحينما تفشل السياسة تصبح غير قابلة للاستمرار؟!
من ينظر إلى طبيعة الوسط الفني قد يجد أن الحل من الممكن أن ينطلق منه، بعدما أفلست السياسة وتسببت بزيادة مشاكل البلد، أما في عالم الفن فرغم بروز بعض الظواهر التي لا تدعو للارتياح، لكن استطاع الفنان أن يحافظ على الحد الأدنى من المصداقية في التعاطي، وظل في سيئاته أفضل بكثير من الساسة ومشاريعهم.
كما انه ظل الوضع الفني من دون إشكاليات تشبه ما يجري في السياسة، والخلافات بين النجوم محدودة، ولم تؤثر يوما على الحياة العامة للناس كما هو واقع السياسة .
فلنتفق على فنان من الطائفة المارونية، يكون محبوباً من أغلب الشعب اللبناني، وقادراً على التعامل مع تناقضات لبنان.
قد يرى البعض في هذا الكلام أنه بعيد عن الواقعية، ولكنه أكثر منطقية وراحة للبلد ويمكن أن يزيل الفراغ الحاصل، فالفنانون سيتفقون بسرعة وعندها يكون الفرج.
فما الذي يمنع أن تكون “شمس الغنية “نجوى كرم على سبيل المثال لا الحصر رئيسة للبنان، أليس أفضل من أن “نجرب المجرب “، وغيرها الكثير من النجوم الذين ينتمون للطائفة المارونية ويحملون المواصفات المشرفة.