| مرسال الترس |
يكاد يلتقي معظم المراقبين والمتابعين على أن المرحلة التي انتقلت فيه الزعامة في البيت الجنبلاطي منذ بضعة أسابيع، من النائب والوزير السابق وليد جنبلاط إلى نجله الشاب تيمور، هي أصعب بكثير من المرحلة التي تسلم فيها وليد، الذي كان بعيداً كل البعد عن السياسة، عباءة زعامة البيت الجنبلاطي في شهر آذار من العام 1977 إثر استشهاد والده الزعيم الاشتراكي، ليس على صعيد لبنان وإنما على مستوى الاشتراكية الدولية، كمال جنبلاط. من منطلق أن لبنان كان مهدداً في حرب اهلية، أما اليوم فهو مهدد في كيانه ووجوده على الأرجح.
فهل سيستطيع تيمور حمل ذاك الإرث الذي تولى فيه جده قيادة “الحركة الوطنية” إبان حرب السنتين، بعد تأسيسه الحزب وتكريس نفسه على زعامة الطائفة الدرزية…فيما لعب والده على أوتار العلاقات الإقليمية والدولية، ليس إبتداء من العلاقات مع الحكم في سوريا، وصولاً الى “المندوب السامي” الأميركي جيفري فيلمان في بيروت، حتى لصقته تهمة التقلبات السريعة في المواقف السياسية التي لم يسبقهإ أحد.
إحدى الشخصيات المعنية بالحوارات مع معراب نقلت عن مصادر مواكبة لزيارة قام بها الرئيس الجديد لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي” تيمور جنبلاط إلى “قلعة القوات” حيث أكد أمام رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنه لن ينتخب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية “لأنه من ضمن المجموعة التي حكمت البلد”، متجاهلاً أنه يدعم ترشيح شخصيات من تلك المجموعة، وربما الأسوأ من بينها في هذا المضمار!
لم تفاجأ تلك الشخصية بما نُقل إليها، لأنها لمست من تيمور أسلوب التعاطي مع الأمور بمستوى “التابع” وليس بمستوى “المبادر أو القيادي الذي سيحدث صدمة في السياسة اللبنانية”، متوقعة له، إذا استمر على هذا المنوال، أن لا تطول إقامته في مواجهة الساسة اللبنانيين. بل الأرجح أنه قد يقرر الانسحاب من دهاليز السياسة اللبنانية في وقت مفاجئ غير متوقع. مما قد يوقع البيت الجنبلاطي في أزمة على حد تقدير تلك الشخصية.
كلام الشخصية المشار إليها، تزامن مع مواقف غير واضحة للزعيم الجنبلاطي الجديد إزاء زيارة لودريان، حيث بدا ملحقاً بالمجموعة التي تصر على تسمية نفسها بالمعارضة، فقد جدّد تيمور تحذيره من مغبة الاستمرار في المناخ التعطيلي وانسداد الأفق السياسي للحوار ودعوته للشروع إلى التوافق لإنتاج الحلول”.
فهل سيصح توقع الشخصية السياسية حول أداء الحفيد الجنبلاطي؟ أم أنه سيخالف كل التوقعات ويثبت نفسه بالزعامة بعكس الذين رسموا لأنفسهم إطار التوابع في هذه “المعارضة” أو تلك؟