تعمّدت بعض الأوساط المقربة من الثنائي الشيعي في الأسابيع الماضية، العودة إلى تسريب معلومات عن أنه لا يمانع انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، في ظل استمرار حوار “حزب الله” مع “التيار الوطني الحر”، حول دعم الأخير ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، مقابل حصوله على مجموعة من المطالب، منها ما أصبح معروفاً، ومنها ما يظل سراً ويتعلق بحصة التيار في الحكم المقبل، في حال وصول المرشح المدعوم من حزب الله.
من وجهة نظر بعض الأوساط السياسية، هذه التسريبات من الممكن وضعها في إطار الضغوط على باسيل، من أجل دفعه إلى خفض سقف مطالبه، خصوصاً أن الجميع يدرك أن ما يطلبه باسيل سيكون من الصعب جدا أن يوافق عليه العديد من الجهات المحلية، تحديداً ما يتعلق باللامركزية المالية الموسعة، وبالتالي تريد قوى الثامن من آذار منعه من استغلال الخلاف حولها من أجل تمرير الوقت إلى حين انتهاء ولاية قائد الجيش، ما يعني أن المطلوب منه حسم موقفه سريعاً، والتلويح بإمكان التوافق على جوزاف عون، وهو ما يخشاه باسيل أكثر من أي خيار آخر، كونه يعلم أن مرشح المؤسسة العسكرية سيشاركه في أكل “الصحن العوني”، فجمهور التيار الذي لا يزال مرتبطاً بميشال عون، ضعيف “المشاعر” أمام “الجيش”.