بات المجتمع العراقي يعاني من أسوأ وأخطر ظاهرة يمكن أن يواجهها منذ عقود، والتي تتمثل بانتشار المخدرات بشكل واضح في جميع المحافظات وتستهدف شريحة الشباب على وجه الخصوص، وقد سعت وزارة الداخلية جادّة بتدعيم وتمكين مديرية مكافحة المخدرات من أداء عملها بصورة قوية وفاعلة لمواجهة هذه الآفة القاتلة.
وذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، أنَّ “هناك حزمة من الإجراءات استناداً إلى تخطيط إستراتيجي من خلال تدعيم عمل مديرية مكافحة المخدرات وإتاحة الإمكانيات لها، الأمر الذي مكنها من رفع منسوب نشاطها على المستوى النوعي والكمي”، وبيّن أنَّ “المديرية ألقت القبض منذ مطلع العام الحالي على أكثر من 12 ألف تاجر ومروج للمخدرات وضبطت أطناناً من المواد المخدرة”، لافتاً إلى إلقاء القبض على شبكة دولية لتجارة المخدرات والاستدلال على أماكن إخفاء المواد المخدرة وتتبع أفرادها في جميع المحافظات”.
وأشار المحنا، إلى أنَّ “إجراءات تمت بعد دراسة تجارب دول متعددة نجحت بمكافحة هذه الظاهرة والآفة، فضلاً عن جهود غير مسبوقة من خلال تبني وزارة الداخلية إنشاء مصحات لمعالجة المتعاطين المحكومين بالمخدرات”، بحسب الصحيفة الرسمية.
وتابع، أنَّ “الإحصائيات الرسمية التي أعلنت والتي لم تعلن، تشير إلى ارتفاع عدد المتعاطين وانتشار المخدرات بعموم المحافظات، فضلاً عن تركز وانتشار أنواع معينة وهما الكرستيال والكبتاغون”، مشيراً إلى أنَّ “معالجة هذا الموضوع يحتاج إلى جهود كبيرة وليست حكومية فقط”.
ووفق احصائية رسمية لوزارة الداخلية، فإن عدد الملقى القبض عليهم خلال العام 2022 بلغ 16 ألف و800 متهم.
وكشفت، أنّ عدد النساء والفتيات المعتقلات بقضايا المخدرات بلغ 250 امرأة، فيما أكّد ضبط 490 كيلو غرام من مادة “الكريستال”، بوصفها أكثر أنواع المخدرات شيوعًا في البلاد.
وكشف موقع “السومرية” انه اطلع على وثيقة تشير إلى ارتفاع عدد المعتقلين بقضايا المخدرات في العراق خلال عام 2022 بفارق 4 آلاف و29 شخصًا عن عام 2021.
وأعلنت وزارة الصحة، في وقت سابق، تضاعف أعداد المراجعين للمؤسسات الصحية الخاصة بالإدمان على المخدرات، إلى جانب تضاعف كميات المواد المخدرة المهربة التي ضبطتها وزارة الداخلية.
وتنمو ظاهرة المخدرات، خلال الأعوام العشرة الأخيرة باتجاهين، الأول زيادة أعداد المتعاطين والمتاجرين، والآخر دخول مواد خطيرة لم يتعرف عليها المجتمع وهي “الكريستال” و”الحشيش” و”الأفيون”، وفق الوزارة، وسط دعوات لوضع خطط استراتيجية لمواجهة الظاهرة التي تستهدف الشباب من طلبة الجامعات والمدارس.