/ نورما أبو زيد /
“هلّق جايي حزب الله يحكينا بالـ Listerine”؟.. عبارة استقبل بها أحد صقور “التيار الوطني الحرّ” بيان ثنائي “حزب الله” وحركة “أمل” حول العودة الطوعية إلى الحكومة لضرورات الموازنة والتعافي الاقتصادي.
النائب “العوني” إياه الذي يؤكّد أنّ أسنان النائب جبران باسيل “هرّت” بفعل لكمات الثنائي، يقول بلغة فيها الكثير من العتب: “أخيراً وجد حزب الله حبراً لصياغة بيان استدعى نبيه بري للبصم عليه”. ويضيف: “لكن بعد شو؟”. ليجيب بلغة المؤكّد: “لقد مات لعازر”.
يسأل النائب الصقر: “ما الذي استدعى اعتكاف حزب الله؟”. ويسأل أيضاً “ما الذي استدعى عودته عن الاعتكاف؟”. ويجيب نفسه بنفسه: “في كلّ دول العالم واحد زائد واحد يساوي اثنين، بينما في لبنان واحد زائد واحد يساوي عشرة”. برأيه “الثنائي لا يعترف بالعلم الذي أثبت صحّة هذه المعادلة الرياضية البسيطة، ويتصرّف وفق قاعدة أبو علي والآلة الحاسبة بجيبتو وكذلك مفاتيح المجالس والبرلمانات”، ويخلص إلى أنّ “حسابات بيدر أمل وحزب الله لا تتطابق مع حسابات الحقل اللبناني، وقد أثبت شريط الأحداث أنّ الأمور أكثر تعقيداً ممّا يمكن تخيّله في الوقت الذي نفترض فيه كلّنا بأنّ المعادلة بسيطة”.
يقول النائب الممتعض “إنّ تحقيقات المرفأ كانت العنوان الذي تلطّى خلفه الثنائي الشيعي لمنع الحكومة من الانعقاد، واعتقدنا طيلة الأشهر الثلاثة الفائتة أنّ رئيس المجلس نجح في استدراج حزب الله إلى ملفّ لا ناقة له به ولا جمل، وإذا بنا نكتشف اليوم مع انقشاع غيوم فيينا أنّ بري استُدرِج ولم يَستدرِج”. يضيف: “شمس فيينا أمطرت حلاً حكومياً هنا ولم تعد رياح القاضي طارق البيطار تهدّد سفن المقاومة”. ويضيف: “مرة جديدة يثبت الثنائي الشيعي أنّ واحد زائد واحد لا يساوي اثنين وأنّ المعادلة ليست بسيطة!”.
ما يقوله النائب الصقر هو لسان حال كثيرين. قبل يوم على بيان الإفراج عن الحكومة، عقد باسيل جلسة للمجلس السياسي من خارج جدول الأعمال لبحث جدوى الاستمرار في العلاقة التحالفية مع “حزب الله”، واكتشف أنّ عدد “الصقور” في تياره إلى ارتفاع وعدد “الحمائم” إلى انخفاض، وأنّ هناك أكثر من “أحمد فتفت” تحت سقف ميرنا الشالوحي، والشكوى الرئيسية هي من “أداء حزب الله”.
“ذكورة” بعض نواب “التيار الوطني الحرّ” تدفعهم إلى الحديث علناً عن “زواج متعة لا يركن إليه حزب الله إلاّ عندما يشتدّ خناق زيجاته الشرعية عليه”. ما المقصود بـ”الزيجات الشرعية؟”. يأتي الجواب: “نبيه ونجيب وسعد ووليد”. يعتبر هؤلاء أنّ “مصيبةً جمعت التيار البرتقالي والحزب الأصفر في الـ 2006، والمشروع كان غائباً في حينها ولم يحضر على أيّ طاولة منذ ذلك التاريخ. التيار الوطني الحرّ كان يعيش انتكاسة عاطفية، وحزب الله كان بحاجة إلى غطاء بعد عام على خسارته للغطاء السوري، فاجتمعا في سرير واحد وشكّلا ستراً وغطاءً لبعضهما دون التخطيط لزواج مكتمل الأركان. أحدهما كان يشعر بالبرد، والثاني كان مكسور القلب”.
ألم يؤمّن “حزب الله” وصول الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا؟ فيأتي الجواب: “منذ اليوم الأول للعهد ولسان حال حزب الله معه: كول قتلة عنّي وكول قتلة منّي. قتلة عنه من الأميركي، وقتلة منه على يد نبيه بري”.
ولكن ألا توحي القراءة بين سطور بيان “الثنائي” بوجود قرار “حزب الله” بتعويم العهد في سنته الأخيرة؟
الجواب: “هل يهبنا السيد القيامة ويمتّعنا بالخلاص ونحن أموات؟!”. وهنا يستعين “النائب الصقر” بإنجيل يوحنا ويقول: “بعد أربعة أيام من وفاة لعازر، دخل المسيح بيت عنيا فلاقته مرتا وصارت تعاتبه: يا سيد لو كنت ههنا لما مات أخي”. ويتابع “قام لعازر من الموت بأعجوبة واحدة من المسيح، ولكن أعاجيب حزب الله لا تأخذ طابعاً قدسياً كأعاجيب المسيح، وأعجوبة واحدة لا تكفي ليغلب العهد الموت!”.