| باسكال مزهر |
وصلت أمس الأول إلى المياه اللبنانيّة حفارة “Transocean Barents” التي تعاقدت معها شركة “توتال إنيرجيز” الشركة المشغلة لحفر البئر الإستكشافيّة المنتظرة في البلوك رقم 9 كما هو محدّد في العقد البترولي الموقّع مع الدولة اللبنانية. عملية الحفر ستتم وفقاً لبرنامج الحفر المنصوص عليه والمطلوب تنفيذه في رخصة الحفر التي أصدرتها وزارة الطاقة منذ يومين على أن يبدأ الحفر بعد أيام قليلة، وذلك بعدما تم تأمين الأدوات اللازمة وإصدار تقرير الأثر البيئي (EIA). فلوجستياً لبنان مستعد تماماً لهذا الحدث المنتظر والأمور تسير وفقاً لبرنامجها المحدّد. فما هي التوقعات المنتظرة؟
التموضع الجغرافي
وفقاً لمصادر معنيّة بالقطاع البترولي في لبنان لـ”نداء الوطن”، فإن “موقع الحفر موجود على بعد 6 كيلومترات شمال الحدود البحرية الجنوبية ويبعد 120 كيلومتراً عن بيروت وتقريباً 70 كيلومتراً عن الساحل الجنوبي. العمل يحصل ضمن حقل “قانا” المحتمل الذي تبيّن من الدراسات والتحضيرات لحفر هذه البئر أنه الأعلى حظاً بوجود اكتشاف. وفقاً للبرنامج المحدّد فإن عمليّة حفر البئر ستكون عمودية على عمق 1650 متراً من المياه وحوالى 2700 متر في باطن الأرض، ما يجعل مجموع العمق حوالى 4350 متراً. حالياً المنصة لم تبدأ بالحفر فهي تتموضع فوق البئر وتتزوّد بالمؤن والمعدات الضرورية من القاعدة اللوجستية المتواجدة في مرفأ بيروت لتصبح جاهزة ومستعدة للحفر بعد حوالى الأسبوع”.
جدول زمني قريب
كما هو معروف وكما أعلنت شركة “توتال إنيرجيز” في بيانها أن عمليات الحفر في البلوك 9 سوف تبدأ كما هو محدّد بحدود نهاية شهر آب الحالي. وفي هذا السياق لفتت المصادر المعنيّة أن “حفر البئر سيستمر حوالى 67 يوماً للوصول إلى العمق الأقصى المحدّد بحوالى 4350 متراً. ومن الممكن أن يأخذ الحفر فترة أطول في حال التوصل إلى اكتشاف، إذ سوف يحصل عندها إنتاج تجريبي لمعرفة وتقدير الكميات المتواجدة في هذا الحقل وهذا الأمر يتطلّب من 10 أيام إلى أسبوعين إضافيين، على أن تظهر النتيجة أواخر شهر تشرين الأول أو بداية تشرين الثاني في حال لم تحدث أية مشاكل تقنيّة في الحفر. إذاً فالجدول الزمني المتوقع لعملية الحفر سوف يستغرق حوالى 80 يوماً”.
في حال وجود اكتشاف تجاري؟
وفقاً لموجب قانوني فرضته المادّة 28 من قانون الموارد البترولية رقم 132/2010، فإن “توتال” ملزمة عند حصول أي اكتشاف إبلاغ وزير الطاقة وهيئة إدارة قطاع البترول فوراً وخطياً كما يتوجب عليها القيام بالإختبارات اللازمة لتقويم قابلية المكمن للإستثمار التجاري وإبلاغ الوزير بنتيجتها، وذلك ضمن مهلة ستة أشهر من تاريخ الاكتشاف كحد أقصى.
وبحسب المصادر “تتضمن خطة التطوير والإنتاج عناوين عدّة كحفر الآبار الإضافية، كميّة الإنتاج اليومي المرتبطة بعقود بيع الغاز التي سوف توقّع في المستقبل. إذ من الممكن أن تكون كل هذه الخطط جاهزة في غضون سنتين إلى ثلاث سنوات من اليوم. بعد ذلك نصل إلى مرحلة تنفيذ الخطة والتحضير لمرحلة الإنتاج التي تستغرق بدورها حوالى ثلاث سنوات”.
نتائج الحفر سوف تكون مبشّرة
وفي هذا الإطار، أكدت المصادر المعنيّة لـ”نداء الوطن” أن “احتمال وجود سوائل إلى جانب وجود الغاز الطبيعي مرتفع أيضاً من هنا ضرورة فصل الغاز عن النفط بمصدره أي فور إستخراجه من البئر. هذه العمليّة ترجح أن يكون لدينا باخرة عائمة مهمتها فصل الغاز عن النفط الذي تقوم بتخزينه لتتمكّن ناقلات النفط من القدوم وتعبئة النفط لنقله إلى الأسواق”. وتابع: “أمّا بالنسبة إلى الغاز فيجب إيجاد الأسواق الملائمة لتصريفه إن كان في السوق المحليّة أو في الخارج، فكل ذلك مرتبط بالكميات المكتشفة”.
آمال كبيرة
تشكّل المستجدات البترولية في البلوك رقم 9 أملاً كبيراً لجهة إحداث خرق إيجابي في جدار الأزمة البنيويّة التي تواجهها الدولة اللبنانية، على الرغم من الشكوك الكبيرة المرتبطة بحوكمة القطاع وحسن إدارته بالشكل المناسب والمطلوب. الأيام تمر والحاجة تزداد لإنتاج حلول فعّالة تخفف عن كاهل المواطن والمجتمع على حد سواء. فهل ستشكل عمليّة إستغلال هذه الموارد الحيويّة مدخلاً جدياً للتسوية؟