يأسف الشيوعيون في القاعدة الحزبية لعدم إصدار قيادة الحزب بياناً حول أحداث الكحالة، ولا يجدون سبباً لعدم استشعارها خطر الصورة الطائفية والشحن الغرائزي مع أصوات الرصاص، إذ لم يبق لبناني واحد لم يشعر بهذا الخطر ولم يصبه القلق على مصير البلاد.
لا ينظر الشيوعيون الى حادثة الكحالة بمعزل عن الأحداث المتنقلة وتلاحقها خلال وقت قصير، من القرنة السوداء شمالاً الى عين إبل جنوباً، مروراً بعين الحلوة، ما يطرح علامات استفهام حول سرّ هذه المصادفات المريبة التي تخلق جواً مشحوناً، يضاف الى حالة الانهيار الشامل والمتمادي، ما يجعلنا أمام حقبة متفجرة محفوفة بتفلّت أمني، على وقع استثمار سياسي طائفي عالي النبرة، غير عابئ بالنتائج المترتّبة على ذلك.
إن وضع الرأس في الرمل كالنعامة، وغضّ النظر عن حادثة الكحالة كأنها لم تكن، هو موقف سياسي، يعبّر عن هروب من المسؤولية في توجيه التحذير من الصراعات الطائفية، والنقد للاستغلال السيئ للحادثة. في حين أن هذا الموقف لم نجده إثر حادثة الطيونة.