الجمعة, ديسمبر 5, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderانطلاقة بطولة أمم إفريقيا... مشاكل كثيرة وفضائح بالجملة!

انطلاقة بطولة أمم إفريقيا… مشاكل كثيرة وفضائح بالجملة!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

/ إيناس القشّاط /

شخصت أنظار عشاق كرة القدم باتجاه الكاميرون الذي يستضيف احد اهم البطولات الكروية في القارة السمراء، وكانت محط جدل بين المتابعين.

اختلفت وجهات النظر حولها، حيث حامت العديد من الشكوك حول قدرة الكاميرون على استضافة بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم سنة 2022.

لطالما أعربت الأندية الأوروبية عن امتعاضها من موعد إقامة البطولة لأنها تصادف في منتصف الموسم الكروي في القارة العجوز، ما يعني أن الأندية ستحرم من خدمات لاعبيها في فترة حاسمة من الموسم.

وبالأساس، تركزت الشكوك حول مدى جاهزية البنية التحتية الرياضية والفندقية الكاميرونية، إضافة إلى جاهزية العامل البشري بعد سنتين من الجائحة الوبائية. الا ان البطولة ومع إصرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)،  انطلقت قبل أيام قليلة.

وأبت المطبات أن تفارق البطولة. في الواقع أثبتت البطولة منذ انطلاقها عدم جهوزيتها وجديتها، وتحولت اللجنة المنظمة للبطولة والاتحاد للسخرية بسبب أخطاء تحكيمية وتنظيمية بالجملة، وصفها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ “المهزلة” الكروية.

-كوارث تحكيمية

شهدت هذه الجولة كوارث عديدة، أولها الكارثة التحكيمية التي كان بطلها الزامبي جاني سيكازوي، الذي أدار مباراة تونس ومالي، إذ قرر بشكل مفاجئ إنهاء المباراة في الدقيقة 85، قبل أن يقرر استكمال اللقاء بعد اعتراض الطاقم الفني لمنتخب تونس بقيادة المدرب منذر الكبير.

وعلى الرغم من القرارات الجيدة التي اتخذها سيكازوي طيلة 85 دقيقة من عمر المباراة، إلا أن الأمور تغيرت بشكل كامل وبغرابة لم يسبق لها مثيل، أدهشت وصدمت العالم أجمع، إذ قرر الحكم الزامبي إطلاق صافرة النهاية عند الدقيقة (85)، وسط ذهول واعتراض لاعبي المنتخب التونسي والجماهير، قبل أن يتراجع الحكم عن قراره إثر الرجوع للطاقم المساعد.

القصة لم تنتهِ هنا، حيث عاد الحكم عند الدقيقة (89) ليطلق الصافرة النهائية، قبل نهاية الوقت الأصلي، ودون اللجوء إلى الوقت بدل الضائع، ما أثار ضجة كبيرة في صفوف المنتخب التونسي، الذي اندفع للملعب في محاولة لإثناء الحكم عن قراره دون جدوى.

https://youtu.be/6EYKxS1QgdA

وأكد الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) في بيان له، أن “بعد عدة دقائق، عاد الحكم الرابع للمباراة، هيلدر مارتينز دي كارفاليو، مع المساعدين لاستئناف المباراة بدون سيكازوي، ليعود الماليون لأرض الملعب للعب الوقت المتبقي، لكن المنتخب التونسي فضل عدم العودة لاستئناف المباراة”.

وأضاف: “يتم إرسال هذه المستندات حالياً إلى الهيئات المتخصصة في الكاف، ولن يقدم الكاف أي تعليقات أخرى انتظاراً لنتائج التحقيقات”.

– أزمة تأمين

تواجه البطولة “المرتبكة”، مخاطر أمنية ولعلها أخطر مشاكلها، وتوجد حركة انفصالية مسلحة داخل أراضي الكاميرون، وهي حركة نفذت عدة عمليات اغتيال لمدنيين وسياسيين بارزين ولا زالت تدور حتى الآن، ما أثار مخاوف بشأن عمليات تأمين الفرق الرياضية المشاركة في البطولة.

ونفذت تلك الحركة هجوماً مسلحاً على مدينة بويا التي تستضيف مباريات المجموعة السادسة من منافسات كأس إفريقيا للأمم والتي تضم مالي وغامبيا وتونس وموريتانيا.

وبحسب ما صرّح به زعيم الحركة الانفصالية، فإن “هذا الهجوم، كان الهدف منه عرقلة الاستعدادات لمباراتي المجموعة السادسة”. ونجحت هذه الأحداث في تعطيل الحصة التدريبية للمنتخب الموريتاني قبيل المباراة، كما في حرمان منتخب تونس من حصة أخرى كان من المزمع إجراءها بعد انتهاء المباراة التي جمعته بمنتخب مالي.

وأعلنت صحف محلية سقوط جندي كاميروني في الهجوم، إضافة إلى مدنيّيْن علقا وسط إطلاق النار. وأثارت الأحداث هلعاً في أوساط الأطقم الرياضية والصحفية القادمة للمشاركة في المنافسات. كما دفع لطرح أسئلة عديدة حول مدى قدرة البلد المنظم على توفير الأمن لزائريه في مثل هذه المناسبات.

-خطأ في عزف تحية العلم

واستمراراً لمسلسل المشكلات التنظيمية، شهدت مباراة المنتخب الموريتاني ضد نظيره الغامبي خطأ فاضحاً آخر، حيث عزف النشيد الوطني الخاطئ لمنتخب موريتانيا ثلاث مرات قبل مباراتها الافتتاحية ضد غامبيا في ليمبي. وبدا لاعبو منتخب موريتانيا مرتبكين وبعضهم يهّز برأسه، بعد محاولتين فاشلتين لعزف النشيد الوطني.

فيما حاول المنظمون تدارك الموقف بتشغيل شريط عزف النشيد، ليفشلوا مجدداً، وينتهي الأمر باللاعبين مجتمعين ينشدون تحية علمهم بأنفسهم، ما أثار غضب أعضاء البعثة الموريتانية في كأس إفريقيا.

– طابات الكاميرون “مضروبة”

وخلال مباراة مصر ونيجيريا، أوقف الحكم الغامبي باكاري جاساما اللعب عدة مرات بسبب عدم صلاحية الكرات المستخدمة في اللقاء.

وبدا أن ضغط هواء الكرات ليس كافياً، ليضطر جاساما لتغيير 3 كرات في غضون 23 دقيقة خلال المباراة التي جرت بمدينة جاروا.

-الصحافة في “خطر”

ولم تتوقف كرة الأخطاء المتدحرجة عند حدود اللعب، بل وصلت الى الصحافة والاعلام. فقد أعلنت وسائل إعلام جزائرية، أن ليل الأحد تعرّض ثلاثة من أفراد الطاقم الصحفي الجزائري إلى الاعتداء بالأسلحة البيضاء وسرقة مستلزماتهم.

وقال سفير الجزائر في الكاميرون، بومدين ماحي، إنه “فور إعلامهم بتعرض الصحفيين الثلاثة للاعتداء اتصلت السفارة بالسلطات الكاميرونية”، مشيرا إلى أن “وزير الخارجية رمطان لعمامرة تلقى ضمانات من السلطات الكاميرونية بحماية الجزائريين على أراضيها”.

ودان الاتحاد الإفريقي الحادثة، وقال في بيان له إنه “يدين بشدة هذا الاعتداء الخطير على الصحفيين و يعلن تضامنه المطلق معهم وتمنياتها بالشفاء العاجل لهم”. وفتحت الشرطة الكاميرونية تحقيقاً في القضية، انتهى إلى اعتقال مشتبه به، و لا يزال البحث عن بقية شركائه قائماً.

-لا حافلات للاعبين

سوء الإدارة رافق البطولة، حيث تداولت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لبعض لاعبي منتخب الجزائر وهم ينتقلون من فندق الإقامة إلى مقر التدريبات، بواسطة سيارات نقل صغيرة، وليس في حافلة بحسب أعراف البطولات الأممية.

وأثارت هذه الحادثة غضب أعضاء البعثة الجزائرية، كم أثارت مخاوف شديدة بشأن سلامة وأمن اللاعبين من عدة نواحي، خاصة وأن فيروس كورونا منتشر بشدة في الكاميرون.

وحسم الاتحاد الجزائري لكرة القدم الجدل القائم حول هذه الحادثة، ونفى وجود أي مشكلة بخصوص مسألة نقل المنتخب الجزائري خلال البطولة، وأكد أحد مسؤوليه في حديث مع “winwin “لا توجد أي مشكلة من ناحية النقل، مشيرا إلى ان “المنظمين وضعوا تحت تصرف كل منتخب حافلة كبيرة، وعربتين صغيرتين وشاحنة، بالإضافة إلى سيارة سياحية”. وتابع: “قبل بداية أي حصة تدريبية يتنقل بعض أعضاء الجهاز الفني مبكرا لتحضير التدريبات قبل وصول اللاعبين”.

-حارس المغرب يتعرض لموقف مؤسف

سوء الحظ الذي يلزم بطولة كاس أمم إفريقيا، أدى الى تعرض الحارس المغربي ياسين بونو، لموقف مؤسف، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد لمواجهة جزر القمر، في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات.

فخلال المؤتمر، منعت المسؤولة الإعلامية، بونو، من الإجابة باللغة العربية على أسئلة الصحفيين، بحجة عدم وجود مترجم، وألزمته الرد باللغة الإنجليزية أو الفرنسية.

وأثار هذا التصرف غضب  بونو بشدة وتمسك بالحديث باللغة العربية، وقال رافضًا “هذه مشكلتكم وليست مشكلتي”، علمًا بأن حارس إشبيلية يتقن الفرنسية.

وأبدى الصحفيون العرب، غضبهم من الموقف، واعتبروا أن الطلب غير منطقي، مما اضطر المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، للتدخل من أجل تهدئة الوضع، لضمان استمرار المؤتمر الصحفي.

المشهد في الكاميرون غريب إلى حد ما، ففي معظم دول العالم تقام البطولات بتنسيق واهتمام وتتكلل بالنجاح ليصبح حديث الساعة، الا ان الكاميرون لم يحالفها الحظ هذه المرة.

لكن،  يبدو أن الكاميرون “عذرها معها” وخصوصا بعد موجة كورونا الكبرى، وربما عذرها “أقبح من ذنبها”، لأن كورونا منتشرة بكل دول العالم وهذا ما لا يبرر التقصير.

الفرضية الأخيرة ستثبتها النتائج القادمة، ففي جولتها الأولى ووقعت البطولة في كل هذه الأخطاء، فماذا تخبئ الأيام القادمة لبطولة “الأزمات”؟

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img