| مرسال الترس |
قيل الكثير في إعادة استئناف الحوار بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، عن إمكانية فتح مسارب جديدة بين البترون وبنشعي، حتى أن بعض التحليلات والاستنتاجات ذهبت إلى حد توقع حصول لقاء قريب جداً بين رئيس “التيار” النائب جبران باسيل وأحد وجوه آل فرنجية، ملمحين بذلك الى رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية أو نجله النائب طوني فرنجية… ولكن يبدو أن الواقع لا يعكس الحقائق القائمة المرتبطة بكمٍ كبير من التراكمات!
أحدث المعطيات التي توافرت لموقع “الجريدة”، ومن مصادر موثوقة، ونقلاً عن باسيل نفسه حيث يقول “الكيمياء بيني وبين طوني فرنجية متجانسة إلى حد كبير… وأنا أحبه… بعكس الوضع مع والده سليمان”.
وعن إمكانية حصول لقاء يجيب رئيس التيار: “لا شيء قريباً”.
عبارة “لا شيء قريب”، لا تعني إقفال الموضوع، وإنما هناك احتمالات واردة في أية لحظة، ووفق ما يجري تيسيره عبر الحوار الدائر بين حارة حريك وميرنا الشالوحي.
اما عن غياب الود بين باسيل وفرنجية الأب، فهو يعود إلى سبع سنوات خلت، حين كان الرئيس السابق العماد ميشال عون يحيل كل من يريد أن يبحث معه في حيثيات ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية، إلى باسيل للتشاور معه في المسألة. وهذا ما دفع حينها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى ترداد عبارته التي اشتهرت “قوم بوس تيريز”!
وعندما رغب سليمان فرنجية في فتح باب تشاور مع العماد عون حول احتمال طرح “PLAN B” يمكن أن يكون هو أحد المستفيدين منه، طلب منه عون بحث الموضوع مع باسيل الذي كان يُعد لصفقة بعيدة عن الأضواء مع رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري في باريس، فارتكب باسيل أخطاء بروتوكولية واجتماعية مع فرنجية، وفق ما تردّد حينها، وهو الأمر الذي كسر الجرّة بين الزعيمين المارونيين ورسّخ التباعد في الكيمياء التي يمكن أن تجمعهما، لا سيما أن ما رافق تلك الحادثة من مواقف وتصاريح حادة ليس من السهل نسيانها أو تخطي مراحلها!
يقال إنه “في السياسة، لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل مصالح دائمة”، والأرجح أن المصالح الرئاسية قد تعيد لمّ الشمل، إن لم يكن غداً فربما بعده!