أشار المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس إلى أن “المسيحيين في القدس مستهدفون من قبل جماعات يهودية متطرفة نجحت في تقليص عددهم الى أقل من 5000 الاف مسيحي داخل البلدة القديمة”.
ولفت خلال حديث لوكالة “سبوتنيك” إلى أن “الانتكاسة الكبرى تتمثل في سعي المستوطنين اليهود للاستيلاء على باب الخليل وخاصة الأبنية الارثوذكسية كفندق الإمبريال وفندق البتراء وغيرها من الأبنية التي تعتبر واجهة القدس والمدخل لكنيسة القيامة، مما يهدد الوجود المسيحي في القدس القديمة في ظل الهجمة الممنهجة لتقليص عددهم في أحياء البلدة القديمة عبر سياسات الاضطهاد والترهيب”.
وتمنى المطران عطالله حنا تدخل جميع الكنائس المسيحية في العالم لا سيما الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي تعتبر أكبر كنيسة أرثوذكسية في العالم لإنقاذ العقارات التابعة للكنسية في باب الخليل، والضغط لوقف الهجمة على أملاك الكنيسة في القدس.
البصق واللعن والاحتقار أقل ما يتعرض له المسيحيون في القدس كلما مروا بجانب اليهود المتطرفين، هذا ما يعبر عنه الراعي قظشمن ليد عزاريه الاورشليمي راعي كنيسة الأقباط الأرثوذكس داخل كنيسة القيامة، ويقول: “إن الاعتداءات من قبل المستوطنين المتطرفين تستهدف الكنائس كاستهدافها للمسيحين، ولقد تعرضت كنيسة المصرارة بالقدس لاعتداء كما حرقت كنيسة في طبريا، وهذا الاضطهاد ممنهج ويسري بوتيرة متسارعة عما كان في السابق، وبتواطؤ من إسرائيل حيث لا تردع هذه الممارسات أو تضع إجراءات ضد المستوطنين في القدس”.
وأكد فادي إيهاب احد سكان البلدة القديمة في القدس، أن “المسيحيون في القدس لا يشعرون بالأمان، فالسير في أحياء البلدة القديمة يحمل مخاطرة فلا يوجد حد للاعتداءات التي قد تصل الى الاعتداء الجسدي”.
وأضاف: “أخاف على اطفالي من السير وحدهم أحاول دائما السير معهم فلا رادع للمستوطنين الذين يضطهدون كل الفلسطينيين داخل القدس”، مشيرا إلى “اننا ضقنا ذرعاً من هذه الممارسات التي تضيق علينا حياتنا في بلدتنا، وحديث الحكومة الإسرائيلية عن حرية الأديان في القدس ما هو إلا ذر الرماد في العيون الشاهدة على واقع أليم يهدد بقاءنا في القدس”.
ولفت المحلل السياسي راسم عبيدات “لسبوتنيك” إلى أن “الكنسية في السابق كانت تمتلك 54% من أملاك البلدة القديمة بالقدس منها 33% للكنيسة الارثوذكسية، ولقد تقلصت هذه النسبة كثيراً لصالح الجماعات اليهودية عبر سياسة المصادرة والترهيب”، مضيفا: “يتم استهداف المسيحيين بشكل خاص لأنهم أصبحوا أقلية في البلدة القديمة وذلك بهدف إجبارهم للخروج من القدس القديمة وإفراغها بالتزامن مع استهداف جميع الفلسطينيين داخل أسوار البلدة، من قبل الجمعيات التلمودية والتوراتية خاصة جمعية عطيرت كوهنيم وجمعية العاد”.
ومع استهداف المسيحيين في القدس من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة، يسعى المسيحيون في البلدة القديمة للتشبث بوجودهم، وعدم الاستسلام للاضطهاد والكراهية، وهذا يدفع فادي إيهاب للقول بالنيابة عن باقي المسيحين: “لن نغادر البلدة القديمة، هنا ولدنا وهنا ولد آباؤنا وأجدادنا وسنبقى جزءاً من القدس ندافع عن مقدساتنا وبقائنا”.