لم يعد مستغربا أن تظهر الكثير من الصيحات والاتجاهات في عديد المجالات عبر السوشال ميديا، والحقيقة أن البعض منها يحظى برواج سريع بين المستخدمين، لتتحول إلى موضة رائجة في غضون بضع ساعات أو أيام من فرط الحديث عنها أو مشاركتها بين حسابات المستخدمين.
ومن أبرز المجالات التي تشهد هذا الزخم هو كل ما يتعلق بأفكار الروتين الصباحي التي يمكن للمرأة اعتمادها بعد استيقاظها من النوم لضمان الاستفادة من يومها بأفضل شكل ممكن صحيا وعمليا.
والحقيقة أنك حينما تكونين محاطة بثقافة تعطي الأولوية للإنتاجية وإنجاز المهام، فيمكن للروتين الصباحي أن يمنحك الفرصة لاستثمار الوقت في نفسك ولبدء يومك على أفضل ما يكون، خاصة أنه من المعروف أن فترة الصباح فترة غاية في الأهمية لضبط إيقاع باقي اليوم.
وبدأ يكثر الحديث مؤخرا عن صيحة جديدة للروتين الصباحي تعرف بصحية الـ”5 إلى 9 قبل 9 إلى 5″ وهي صيحة لروتين صباحي مختلف قليلا عن أي روتين صباحي آخر سبق أن شاركه المستخدمون على السوشال ميديا، وهو ما نبرزه باستفاضة في السطور التالية.
هذا الروتين الصباحي الجديد ينطوي على الاستيقاظ في تمام الـ 4.30 صباحا، أو قرب ذلك الموعد، ثم تخصيص 4 ساعات كاملة لنفسك من أجل العناية بذاتك وإنجاز أعمالك قبل أن بدء يومك بالفعل في تمام الـ9 صباحا.
وتأكيدا على رواج ذلك الروتين الجديد، ظهر كثير من المؤثرين عبر حساباتهم على السوشال ميديا وهم يوثقون كل شيء بدءاً من ترتيب أسرّتهم، وممارسة رياضة التأمل، وشرب الماء، والمشي، والذهاب للجيم، وتدوين مهام اليوم، الطبخ والعناية بالبشرة.
ورغم عدم وجود مشكلة حال زيادة عدد الساعات التي تقضينها مستيقظة كل يوم، فقد عبر الخبراء والأطباء عن قلقهم إزاء أحد المخاطر المحتملة لهذا الروتين، ألا وهو عدم الحصول على قسط كاف من النوم، وما قد يترتب على ذلك من تأثيرات تحظى بضرر مباشر على الصحة العامة.
وأكد الباحثون أن الفرد البالغ يحتاج إلى ما لا يقل عن سبع ساعات نوم كل ليلة كي يتمكن جسمه من القيام بوظائفه الطبيعية بطريقة صحية وأن أي روتين صباحي لا يجب أن يؤثر على جودة النوم.
ما مدة النوم اللازمة للفرد البالغ؟
أوضح خبراء أن هذا التريند الرائج حاليا في “تيك توك” قد لا يكون الفكرة الأفضل للجميع، لأنه في الأخير لابد وأن يهتم الفرد بالحصول على القسط الكافي من النوم حتى لا يتعرض لمشكلات.
وقالت الباحثة المتخصصة في النوم، فانيسا هيل، تعقيبا لها على التريند الرائج: “أنا باحثة في مجال النوم ولا يمكنني تأكيد مقدار الوقت الذي يمكنك أن تضحي به خلال يومك وما قد يطال صحتك العامة من أجل زيادة انتاجيتك بالروتين الصباحي عند حلول الساعة الـ5.30 صباح كل يوم”.
وكذلك نوه الباحثون إلى أن هذا التريند الجديد قد يؤدي للشعور بالذنب أو تولد أفكار تعنى بانتقاد النفس لدى الأشخاص غير القادرين على الاستيقاظ مبكرا بحجة أو بداعي تعزيز الإنتاجية.
من هم الأفراد الذين يناسبهم هذا التريند الجديد؟
هناك من لا يقوون على الاستيقاظ في الـ4.30 صباحا لكنهم يتمكنون من إنجاز مهامهم اليومية على أكمل وجه دون أن يشعروا بكسل أو خمول.
وهناك آخرون يفضلون استخدام ساعات ما بعد العمل لممارسة الرياضة، المشي، غسل الملابس أو قراءة كتاب، لذا فإن العمل عكس غريزتك بحجة الإنتاجية هو أمر غير صحي وقد يمثل بعض الخطورة على صحتك.
والشي الأهم بحسب تأكيد الباحثين هو الحصول على قسط كاف من النوم كل ليلة لضمان الاستيقاظ بحيوية وانتعاش، وبالتالي فإن هذا التريند يبدو مناسبا لمن هم يستيقظون مبكرا بطبيعتهم.
وما يجب أن تعرفيه أيضا أن من يحبون السهر يمكنهم أيضا إنجاز المهام الملقاة على كاهلهم، ويدرسون ويمارسون الرياضة ويقومون بعديد النشاطات الأخرى بعد انتهاء يوم العمل وليس قبله.