أثارت التحذيرات الخليجية قلقاً ومخاوف من أحداث أمنية، إلا أنها، سياحياً، غير “مقرّشة” في ظلّ استمرار مقاطعة الرعايا السعوديين والإماراتيين والبحارنة للبنان التزاماً بقرارات منع السفر الصادرة عن سلطات دولهم.
أما “القلة الموجودة من الكويتيين والقطريين، فلا تشكّل ثقلاً حقيقياً على صعيد السياحة الوافدة إلى لبنان راهناً”، بإجماع العاملين في القطاع، الذين يقدّرون نسبة السياح الخليجيين من مجمل السياحة في لبنان اليوم بحوالى 5%.
وحتى يوم كانت دول التعاون الخليجي “راضية” على لبنان، “لم يكن السائح البحريني ولا القطري أساسياً في حسابات الربح والخسارة، إذ كان يتصدّر اللائحة السائح السعودي، ومن ثم الكويتي”.
وفي ظلّ الغياب شبه التام للسعوديين، يزور لبنان عدد متواضع من الكويتيين، لم يغيّر شيئاً في مشهد القرى الجبلية حيث يتملّك هؤلاء مئات الشقق والقصور في بلدتي بحمدون وبرمانا وغيرهما، إذ بقيت هذه مقفلة هذا الموسم على غرار السنوات الماضية.
و”فيما يندر وجود الإماراتيين، يتحسّن الوضع نوعاً ما، بالنسبة إلى الرعايا القطريين. وغالباً ما يكون السائح إفرادياً ويقصد لبنان لأسباب اجتماعية أو غيرها”، وفق عاملين في القطاع.
وفي جولةٍ على عدد من مكاتب وشركات السياحة والسفر، اتّضح أنّ تأثيرات الدعوات الخليجية بقيت محدودة، إذ إنّ نحو 20 سائحاً قطرياً طلبوا من صاحب أحد المكاتب تقريب موعد مغادرتهم لبنان.
وتكرر الأمر مع شركة “كونكورد” للسياحة والسفر، حيث طلب أكثر من ثلاثين وافداً من دولٍ خليجية إلى لبنان إلغاء حجوزاتهم، علماً أن هؤلاء ليسوا بالضرورة من جنسيات خليجية، إذ إن لبنانيين وأردنيين وعراقيين يعملون في الدول التي صدرت عنها بيانات تحذير، كما يؤكّد صاحب الشركة محمد فقيه.